الشأن السوري

الحريري: لا نريد أن تكون سوريا محطة لتصفية حسابات عالمية

بحضور العديد من الوسائل الإعلامية البريطانية والدولية، عرض رئيس هيئة تفاوض المعارضة السورية، الدكتور نصر الحريري، أمس الخميس، آخر مستجدات الوضع في سوريا، مشدّداً على أنّ الصمت الدولي وعجز المجتمع الدولي عن القيام بواجبه حالة غير مسبوقة تساهم بالمزيد من المآسي التي يعاني منها السوريين في الداخل والخارج والمخيمات، والخطوة الأولى هي إيقاف القتل وجعل المفاوضات قابلة للتطبيق.

 

فيما وصف الحريري، في حديث إلى الشرق الأوسط، في لندن، أمس، الغارات الإسرائيلية على مواقع إيرانية في سوريا فجر الخميس، بأنّها “تصفية حسابات بين احتلالين، والشعب السوري يدفع الثمن”. وذلك بعد أن قامت إيران بثماني خطوات ملموسة لتعزيز وجودها في سوريا، بينها إقامة قواعد عسكرية دائمة، ورفض الحلّ السياسي. وحمّل، الأسد المسؤولية الرئيسية لما وصلت إليه الأمور قائلاً: “لا نريد سوريا أن تكون محطة لتصفية حسابات بين دول إقليمية وعالمية”.

 

وقال الحريري: إنّ وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، أكد خلال لقائه معه على “أهمية إيجاد آليات لتفعيل مفاوضات السلام” وقال جونسون: إنّ بشار الأسد “يعتقد أنّه ينتصر، لكن الواقع أنه لم ينتصر، وليس هناك حلّ عسكري، وأنَّ المكان الوحيد للحلّ السياسي هو مفاوضات جنيف لتنفيذ القرار الدولي 2254″، وأوضح الحريري أنّ الذي يُحقّق المكاسب هي “ميلشيات إيرانية تضم مئة ألف عنصر بفضل الغطاء الجوّي الروسي”. مشيراً إلى أنّ موقف الهيئة هو “الأكثر واقعية” ولا حلّ إلا وفق رؤيتها وتلبية مطالب الشعب السوري بعملية انتقال سياسي حقيقي تتضمن رحيل الأسد الذي لا يريد المفاوضات.

 

وأوضح الحريري، أنّ الحرب في سوريا “ليست بين النظام وبين المعارضة، والمسألة السورية ليس مسألة محلّية بل إقليمية ودولية”. لذلك فإنّ “تحقيق النظام مكاسب عسكرية لا يعني أنّ القضايا الأساسية حُلَّت، والوقت حان لوقف إراقة الدماء وتحقيق الانتقال السياسي وتلبية طموحات الشعب السوري ورحيل الأسد”.

 

وحول “الآليات الجديدة” التي تحدّث عنه البريطانيون، قال: “هناك نقاشات دوليّة حول كيفية توفير تفاهم دولي لتفعيل مفاوضات السلام وفق الآلية الموجودة، وهي بيان جنيف، والتفاوض حول السلال الأربعة (الانتقال، والدستور، والانتخابات، والإرهاب). مبيناً أنّ “عقدة تشكيل الآليات الجديدة، تتعلّق بدور إيران في سوريا، والتي يجب أن تخرج من سوريا. ولا حلّ في ظلّ بقائها، فإيران سعت مؤخراً إلى تصعيد عسكري في سوريا لتحقيق ثلاثة أهداف، هي: “صرف النظر عن المشاكل الداخلية في سوريا وإيران باتجاه مواجهات خارجية، وإعادة تأهيل نفسها وتعزيز ما يُسمى محور المقاومة، والسعي لإعادة تأهيل النظام السوري”.

 

المصدر: (الشرق الأوسط)

8ipj29

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى