الشأن السوري

“قبان حكي” دراما سورية ناقدة, هل ستلقى رواجا في أوروبا ؟!

غيابٌ ملموس للإنتاج الدرامي السوري المعارض خلال سنوات الثورة، تأرجحَ بين كفتي الفقر والتقصير، وسَمح لـ ظهور الأعمال المنفردة لصالح النظام وشبيحته ومن والاه وتفرّدها بالفضائيات العربية والمحلية السورية، ولم يكن ذلك إلا بفضل وجود شركات إنتاج عاملة منذ سنوات، وضعت كل ما لديها لإنتاج أضخم المسلسلات الدرامية ذات نصوص مهترئة والتي كان لها الدور الأكبر في تأجيج الشارع الموالي، إضافة لتكريس جميع المؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة منها لخدمة هذه الأعمال، التي تقوم بضخ عائد مالي وإعلاني كبير، فضلاً عن استكمال عمل النظام بتسحيق المعارضة وتوجيه الرأي العام ضدها.

وعملت الماكينة الإعلامية للنظام على إنتاج وتسويق مجموعة من الأعمال الدرامية، محاولةً من خلالها تسويق نظرياته عن المؤامرة الكونية والتنظيمات الجهادية والتطرف الديني المرتبط بالإرهاب الذي كان مصدره الثورة ولا شيء آخر، حسب قولهم، مترافقاً مع ذلك الضخ الذي يعمل عليه من خلال الإعلام السياسي والعسكري الرسمي الخاص به.

وفي الواقع، تخلّى العديد من السوريين مؤخراً عن متابعة الدراما المحليّة، كونها باتت محتكرة لمؤسسات النظام، في ظل غيابٍ شبه كامل لأعمال معارضة، وفي الوقت الذي لم تعد هذه الأعمال تحاكي الواقع الذي يعايشه ملايين السوريين في المهجر.

ومنذ ظهور البديل المنافس عن الفضائيات التلفزيونية التي تكبّد شركات الإنتاج الملايين بُغية عرض الأعمال على المحطات، ووجود مواقع التواصل الإجتماعي المنصّة الأوسع والأشمل والتي تعتبر شبه مجانية، وفي ظلِّ الحاجة الماسّة لخلق بيئة شبيهة لما كانت عليه سوريا، أو شيء أقرب للبساطة السورية التي عهدناها منذ البدايات الدرامية، عملت مجموعة شبابية سورية في بلاد اللجوء على تأسيس مشروع درامي لإطلاق أول مسلسل سوري صوّر في البيئة السويدية، ليُعرض لأول مرة خلال شهر رمضان، عبر شبكة (الوسيط أورو) الأوروبية.

وللوقوف أكثر على التفاصيل، تحدّثت وكالة “ستيب الإخبارية” مع مشرف العمل والمنتج الدرامي وأحد أبطال المسلسل، الصحفي “عادل شخيص”، والذي قال: أنّ فكرة العمل بدأت منذ قرابة العام عندما كنت مقيم في غابة نائية خيلتلي الحياة في الساحل السوري، ما استدعاني للبدء بعمل درامي يجمع البيئة السويدية والسورية في آنٍ واحد، عندها باشرت بالعمل على كتابة نص درامي ساخر له شيء من الكوميديا السوداء يستعرض مواضيع متنوعة من الواقع العربي والسوري المعاصر، وذلك استكمالاً لمشروعي الذي بدأته في عام 2008 في عالم الصحافة والدراما.

وعن مسلسل “قبان حكي” أوضح شخيص، أنّ العمل يعتمد على حوارية ثنائية بين شخصيتين، تم العمل عليهما بعناية فائقة بحيث يكون الحوار بينهما ندياً رغم التناقض الظاهر في الشخصيتين، فالأول “أبو ضرغام” يعتبر أنّ المنطق والأصول والقوانين أساس التعايش في المجتمع ولايمكن الاستغناء عنها، رغم إعجابه بأسلوب شخصية “أبو الحكم” الذي يحاول تدمير كل قانون وكل منطق بانتهاج أسلوب اللامبالاة التي ترتقي إلى حالة الجنون في منظار المجتمع لكنه لايهتم لذلك، بل يحاول التأكيد على الحالة لكي يخلي عنه كل المسؤولية ولكي لاتفرض عليه أي إلتزامات.

واختتم الصحفي “عادل شخيص” حديثه مع الوكالة قائلاً، إنّ العمل سيعرض حصرياً في شهر رمضان، بمعدل حلقة كل أسبوع عبر شبكة الوسيط أورو، وستُبث الحلقة الأولى منه يوم الإثنين الموافق لـ الواحد والعشرين من مايو / أيار الجاري، ومن المقرر أن نكمل به بعد شهر رمضان، في حال تبنّت إحدى الجهات المنتجة إتمام العمل نظراً للتكلفة الإنتاجية العالية.

maxresdefault 1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى