الشأن السوري

روسيا تمتعض من اتفاق منبج وتوحّد فصائل الجنوب

أوضحت القوّات الروسيّة بما لا يقبل للشك رفضها العاجز عن تطوّر الوضع في سوريا، حيث عبّرت القناة المركزية لقاعدة “حميميم” العسكريّة عن رفضها للاتفاق بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية حول مدينة “منبج” شرق حلب، وقال فلاديمير نيتريبوف، مساء اليوم الأحد: إنّ “الاتفاق الثنائي بين واشنطن وأنقرة حول إدارة مدينة منبج، يُعتبر اتفاقاً باطلاً بكافّة المقاييس والمعايير الدولية، فمنبج تُعتبر أراضٍ سوريةً ولا يحقّ لواشنطن التغاضي عن هذه الحقيقة، كما يتوجب على أنقرة التنسيق مع الحكومة السورية حول أيّ تحرك في البلاد”.

وفي سياق متصل، علّقت قاعدة “حميميم”، مساء اليوم، على تشكيل عدّة فصائل عسكرية في محافظتي “درعا والقنيطرة” تحالفاً جديداً تحت مسمّى “جيش الإنقاذ”، لمواجهة تهديدات روسيا ونظام الأسد في المنطقة. وقال نيكولاي تيبلوف: إنّ “إعلان الجماعات المتمردّة جنوبي سوريا اندماجها ضمن تشكيل عسكري واحد يعتبر أمراً مرفوضاً، وسيتم التعامل معها كتنظيم متطرّف بسبب تواجد تنظيم (جبهة النصرة) الإرهابية ضمن الكيان الجديد”.

هذا الإعلان يُعبّر عن حقيقة الوضع في سوريا بعد التدخل الأمريكي فيها، فقد كانت سياسة الرئيس السابق أوباما، واضحة بتشجيع الروس والإيرانيين على الغرق أكثر فأكثر بالأوحال السورية، وقد أنهى دوره بنجاح، لتنتقل القضيّة السورية إلى أيدي إدارة أخرى، فقد اتخذت إدارة الرئيس الأمريكي ترامب، طريقة جديدة في التعاطي مع الروس والإيرانيين، فدفعت باتجاه تقليم أظافر إيران، ودفعها إلى داخل حدودها بعد أن استنفذتها على مدار السنوات العشر الماضية خارج حدودها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وغيرها، ودفعت بالتناقضات بين إيران روسيا التي حاولت أن تستفيد من الوضع بإخراج شريكها من القضية السورية والاستئثار بالكعكة الاقتصادية كاملة، لهذا غضّت النظر عن القصف الإسرائيلي المتكرّر على القوّات الإيرانية والذي يعمل ضمن الأجندة الأمريكية لإيصال رسالة لإيران أن اللعبة انتهت وحان وقت خروجك من سوريا دون أن تحصلي على ثمن.

فيما أوضح التطوّر الجديد بشأن منبج، أنّ روسيا عاجزة عن الفعل في سوريا، وأنّ شريكها التركي يُمكن أن يُقايض شراكتها مع من يُعرض عليه ضمانات لأمنه القومي أكبر مما عرضت روسيا، حيث اتفقت أنقرة مع واشنطن دون أن يكون لروسيا أيّ دور في هذا الاتفاق وهو ما أثار امتعاضها دون أن يتعدى ذلك التصريحات الإعلامية.

12456qewrt1324356 1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى