الشأن السوري

ما الذي دفع الرئيس الروسي بوتين لاتخاذ قرار الانسحاب من سوريا ؟

مقالة رأي :

أظهر الرئيس الروسي “فلاديمر بوتين” مهارة إضافية غير مهارة لعبة الكاراتيه , وهي العزف على عدة أوتار في وقت واحد ليخرج المعزوفة التي تناسبه وتتوافق مع مصالحه ، مصالحه وحده التي لا تعرف الشراكة مع أي كان

أوامر بوتين اليوم المتعلقة بسحب القوات الروسية الأساسية من سوريا و تكثيف العمل الدبلوماسي , هو دليل على تقديم البدائل اللازمة لما سيحصل عليه ، وهي كجوائز لدول الاتحاد الأوربي التي استشاطت غيظاً من خروجها بلا حصة من الحرب السورية من جهة , و انهاء فقاعة المدعو “بشار الأسد” بعد انجاز مهمته ، في إيصال روسيا للمكانة التي تطمح لها عالمياً بعد أن اختفت لسنوات عجاف بعد حل الاتحاد السوفيتي في تسعينيات القرن الماضي

يبدو أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي التقى الأوربيين ، يوم أمس ، قد أبرم الصفقة الأوكرانية ، ونقل الموافقة لبوتين الذي لم يؤخر قرار الانسحاب .

و في الوقت نفسه جاء تصريح وزير خارجية النظام السوري “وليد المعلم” , يوم امس الأول ٫ استفزازياً , لكافة دول العالم بمن فيهم روسيا , و التي شعرت بوجود تمرد من النظام السوري , الذي بات لا يعرف لنفسه حدوداً , و انطبق عليه المثل “ليس لديه كبير الا الجمل” , ولكن المعلم لم يدرِ أن الوقت خانه ، و تصريحاته أتت في حين كانت الطائرات و البوارج تتحضر لمغادرة سوريا إلى غير رجعة

من المفروض أن بوتين قد خرج رابحاً من تجارته في سوريا , وتمكن من إرضاء الجميع ٫ و الخروج من اللعبة بعد أن حصد ما دخل من أجله من أهداف , والتي كان من أهمها ، استعادة القيصر الروسي لبلاده الهيبة , بعد ان همشت سياسياً و عسكرياً , بعد انهيار الاتحاد السوفيتي , و كانت الحرب السورية ورقة رابحة , لا بل مكاناً مرفهاً لإعادة بناء أمجاد روسيا .

كانت مهمشة قبل الحرب السورية , و جاء التدخل كما رسم القيصر , و بات الغول الأكبر الذي أرعب الدول , و لوى ذراع أقوى قوى عالمية انها الولايات المتحدة , لتتسارع و تتباحث معه , و انتهت المسرحية بعد ان أعاد وجوده الى الساحة العالمية و عادت روسيا دولة عظمى من مهد الحضارات “سوريا” , و كان الانسحاب هو “ثلثي المراجل” كما يقول المثل السوري بعد أن بات البقاء أكثر هو أشبه بالغرق داخل مستنقع قد يكون أشد حلكة من أفغانستان الكابوس المؤرق لروسيا

و المثير للضحك بل للفكاهة أن الأسد سارع بعد اعلان روسيا بدء سحب قواتها وطائراتها و قطعها البحرية , ليعلن انه اتفق و الرئيس الروسي على سحب بعض من قواته من سورية , فيما كانت كلمة بوتين صارمة و واضحة ” أبلغت بشار الأسد اننا سنسحب قواتنا من سوريا” , و لكن يبدو ان الأسد و وزير خارجيته مصممين على
عيش دور الحلم الوردي ولو كان على ركام سوريا

بويتن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى