الشأن السوري

ما حقيقة اتفاق “تل رفعت” ومستجدات المدينة ؟!

لا تزال المفاوضات حول مدينة “تل رفعت” والقرى المحيطة بها شمال حلب الواقعة تحت سيطرة الوحدات الكردية وقوّات النظام بالإضافة إلى ميليشيات حزب الله اللبناني، جارية بين روسيا وتركيا، وتحدّثت صحيفة “الشرق الأوسط” عن توصّل البلدين إلى “خريطة طريق” بشأنها، وستكون مشابهة لخريطة مدينة “منبج” إلا أنّها متشابكة مع ملفات منها جسر الشغور وسهل الغاب قرب إدلب. مشيرةً إلى أنّ الاتفاق النهائي سيكون قبل “عيد الفطر”، ويستهدف مبادلة مناطق نفوذ بينهما في حلب وإدلب ويتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار فيهما، بالإضافة إلى ريفي حماة واللاذقية الشماليين في وقت قريب جداً، وبموافقة “إيران والنظام وفصائل المعارضة”.

وقال مدير المكتب الإعلامي لمدينة تل رفعت “شهم أرفاد” لوكالة “ستيب الإخبارية”: إنّ المدينة تشهد انسحابات على مستوى كتائب للنظام من المدينة باتجاه بلدتي “نبل والزهراء” المواليتين؛ لكن الأمور فيها “غامضة جداً” ولا يوجد أيّ تصريح من قبل الجانب التركي، وقوّات المعارضة ليس لديها أيّ اطلاع على تلك المفاوضات.

ونوّه إلى قيام عناصر الوحدات الكردية والميليشيات الطائفية المتواجدة في مدينة تل رفعت بحرق العديد من المنازل السكنية في المدينة, وحرق عدد من النقاط التي تتمركز بها في بلدتي “منغ وعين دقنة” خلال اليومين الماضيين.

وبدوره أوضح “بشير عليطو” مدير المكتب السياسي في مجلس تل رفعت العسكري، أنّه ليس هناك تطوّرات بالمعنى الحقيقي حول المدينة بل هي تحليلات إعلامية وتسريبات غير مكتملة، بُنيت على حقيقة التواصلات التركيّة – الروسيّة بشأن المنطقة.

وأكد في تصريحه لوكالة “ستيب الإخبارية” أنّه لم يصدر عن تركيا أو روسيا أيّ شيء رسمي بعد، كما أنّ أهالي هذه المناطق ليس لديها أيّ معلومات أو شيء ملموس أو تحركات على الأرض تدعم هذه التحليلات. قائلاً: إنّ تركيا “منشغلة حالياً بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع الروس بمنطقة خفض التصعيد في إدلب، وغالباً لن يكون هناك فتح لملف تل رفعت والمنطقة بشكل حقيقي إلا بعد الانتخابات التركية”.

وأضاف: أنّ المشكلة في تل رفعت ليست بين الطرفين الظاهرين “تركيا وروسيا” بقدر ما هي مع “إيران” التي تنتهج سياسة “التهجير القسري” عبر تفريغ الأرض من أهلها وإعادتها بدون أهالي ومدمّرة لسطوة النظام (..) ومن المؤكد فقط وجود مباحثات مستمرّة ومتواصلة بين الأتراك والروس وهذا ليس بجديد؛ ولكن لم يتم التوصل حتى هذه اللحظة لأيّ اتفاق، وإن حصل أيّ اتفاق فلن يتأخر الإعلان عنه.

وختم عليطو حديثه بالقول: إنّه سبق وتم الإعلان عن التوصّل لاتفاق أكثر من مرّة، ولكن كانت مجرد “تأويلات غير صحيحة” فالروس والنظام ما زالا يروّجان لعدم وجود الـ “PKK” وأتباعه في المنطقة للضغط على تركيا للقبول بالوضع الراهن، ولكن الحقيقة غير ذلك بالمطلق فوجودهما رمزي والتواجد الحقيقي هو لـ “PKK” الذي ارتدى مقاتلوه لباس النظام ومازال يتحكم بكلّ الأمور هناك؛ فيما يزال أكثر من مئتي ألف نازح مشردين في المخيمات يعانون أسوأ الظروف في عامهم الثالث.

وكان أهالي تل رفعت طالبوا تركيا باستعادتها على غرار مدينة “عفرين” وصرّحت تركيا في نيسان / أبريل الفائت أنّها ستُطهّر منطقة “تل رفعت” والنهاية اقتربت بالنسبة إليها.
3638074929 crop

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى