الشأن السوري

نزوح جديد جنوب حلب، والمعارضة تتأهب

معاناةٌ مستمرّةٌ تُلاحق أبناء ريف حلب الجنوبي منذ اجتياح النظام الأول في الشهر العاشر عام 2015 ثم استقرّت المنطقة لقرابة العام ونصف العام، ليبدأ ما يُسمّى اتفاق “خفض التصعيد” في مسار أستانة ولا سيما شرق سكة حديد الحجاز وغربها، وبدأت “المعاناة الحقيقة” نهاية عام 2017 عندما نزح مئات الآلاف من أهالي القرى التي سيطر عليها النظام، ويوم أمس، شهدت بلدات “جزرايا و زمار والعثمانية” حركة نزوح للمدنيين بسبب قصف مدفعي مكثف لميليشيات النظام المتمركزة في قريتي “الواسطة و تل علوش” وسط مخاوف من اجتياح أخير يُفضي بتهجير من تبقّى.

وقال “أحمد الشحاذى” عضو مجلس محافظة حلب لوكالة “ستيب الإخبارية”: إنّ تعداد سكان المناطق جنوب حلب يبلغ حالياً “58” ألف نسمة في ناحية “الزربة” و”50″ ألف نسمة في ناحية “زمار” وهما الناحيتان المتبقيتان تحت سيطرة فصائل المعارضة، وقراهما محاذية لمناطق سيطرة النظام.

وأضاف “الشحاذى” المنحدر من بلدة “زمار”: أنّ معظم سكان هذه القرى عادوا إلى قراهم بعد اقتتال الفصائل الداخلي (ريف إدلب – غرب حلب) فضلاً عن حالة الفقر التي تتعب كاهل المواطنين، ورغم تدخّل الضامن التركي، ونشر نقطتين مراقبة له في المنطقة هما “تلة العيس وتل الطوكان” مازال قصف النظام مستمرّ على تلك القرى أبرزها “جزرايا – العثمانية – زمار – حوير – تل باجر – محيط العيس – زيتان – خلصة – القراصي” مما يُسبّب حالة عدم استقرار للمدنيين.

وبدوره، ذكر مصدر ميداني لوكالة “ستيب”: إنّ قصف النظام على القرى مستمرّ منذ قرابة الشهر أثناء فترة الحصاد مما أدى لاحتراق 70 % من الأراضي الزراعية، وفي بعض القرى أدى لإصابة المزارعين بينهم رجلين وسيّدة إصاباتهما بليغة في “زمار” مع العلم أنّه تم التوصّل إلى “هدنة مؤقتة” لجني المحاصيل، وأمس الاثنين أدى القصف على قرى “جزرايا وزمار والعثمانية” إلى إصابات بصفوف المدنيين وحالة هلع وخوف بين الأهالي ونزوح تلك القرى بنسبة 80 % إلى مناطق أكثر أمناً.

وأوضح المصدر، أنّ القصف جاء بعد إعلان الميليشيات الإيرانية عن نية التقدّم على هذه القرى، حيث باءت محاولة الميليشيات بالتقدّم على قرية “زمار” يوم السبت الفائت، بالفشل بعد تصدّي المرابطين لها وأجبروها على الانسحاب والعودة إلى نقاطها ولازالت حشود المليشيات متواجدة بشكل كبير في قرى “أم الكراميل والواسطة وتل علوش” ومطار أبو الظهور العسكري. مشيراً إلى تجهيزات عسكريّة للثوار وتعزيز الجبهات ونقاط الرباط مع استنفار المؤازرات بغية التصدّي لأيّ محاولة تقدّم للمليشيات مشدّداً أنّ محاولات التقدّم ستكون “محرقة” لها.

النزوح من حلب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى