الشأن السوري

مخيمات التهجير شمال إدلب .. محسوبيات وفضائح !!

يُعاني ما يقارب خمسين عائلة تركمانية من مهجّري بلدة “طلف” جنوب حماة، من نقص بكافّة مقوّمات الحياة أبسطها “الفراش” في مخيم “لستم وحدكم” ضمن تجمّع مخيمات ’’كفرلوسين‘‘ شمال إدلب، عقب قدومهم من مخيم “ميزناز” غرب حلب في السابع من حزيران / يونيو الجاري.

وقال مصدر محلّي لوكالة “ستيب الإخبارية”: إنّ العوائل أقاموا في مخيم ميزناز عبر هنكارات مفصولة النساء عن الرجال، وبعد عجز الجهات المعنية بتأمين خيم هناك، سمعت العوائل بأنّ إدارة مخيم “لستم وحدكم” نصبت خيماً فارغةً، فسارعوا بالتوجه إليه عسى يُخفف عنهم مرارة الحياة، ولكن دون تنسيق مع إدارته، وعندما دخلت أول سيّارتين إليه سارع المسؤول عن المخيم بإيقاف الثالثة ثم سمحوا لهم بالدخول بشكل مؤقت.

وأشار إلى أنّ إدارة القاطع بكفرلوسين تمنع إسكان أيّ عائلة جديدة وهناك تعليمات بعدم دخول أحد، وإذا احتج الهلال التركي يُطلب منه فكّ الخيمة، فالمعنيين هناك متوقعين “تهجير جماعة هيئة تحرير الشام في درعا”. كما أنّ مهجّري حمص وحماة في المخيمات يواجهون تمييزاً عنصرياً من قبل جماعة الغوطة الشرقية المحسوبين على الهيئة.

وأوضح “شامل جلو” (أبو جهاد)، مدير تجمع مخيم كفرلوسين لوكالة “ستيب”: أنّ العائلات دخلت إلى المخيم بشكل عشوائي ولم ينسقوا معهم. مشيراً إلى أنّه تم إدخال عوائل سابقاً، ولكن عن طريق مكتب الإسكان أمّا بشكل عشوائي فيسبّب ذلك مشاكل كثيرة. وعن سبب إنشاء خيم جديدة ذكر أنّها “خطة طوارئ”.

ويقول “هيثم الحسن” (أبو محمد) من قرية طلف لوكالة “ستيب”: تهجّرت وكدر العيش يُلاحقني منذ مغادرتي قريتي التي نالت نصيبها من ضربات نظام الأسد؛ ومنزلي الوحيد أصبح ركاماً ببرميل متفجر، فأنا مجرّد عامل نجار، وتركت منزلي وليتني لم أخرج، حيث وصلت إدلب بعد سفر 48 ساعة وبعدها قرروا إرسالي مع “1300” شخص إلى مركز إيواء “ميزناز” وعند دخولنا أحسسنا بأنّه مكان شواء من شدّة الحرّ وسط انعدام مقوّمات الحياة .

لنذوق في مخيم “ميزناز” كلّ أنواع الذلّ والهوان، والجميع بلغ منه السيل الزبى، وبدأوا بالهروب إلى مخيمات أخرى، كما حدثت أمراض إسهال وصداع وسحايا، والمناشدات لا مجيب لها، وبعد قضاء مدة 25 يوماً أخبرتنا الإدارة بأنه علينا مغادرة مركز الإيواء لأنّه مؤقت؛ ولا توجد لديهم خيم، فأجبناهم: بأنّ 150 خيمة فارغة؛ قالوا: ” الخيم محجوزة وانتهت مهمتنا بإيوائكم” !!.

وبعدها سمعنا أنّ مخيم “لستم وحدكم” يتواجد فيه خيم فارغة، وعند وصولنا كان الاستقبال بالطرد؛ “لا خيم لدينا تأويكم” علماً أنّ 150 خيمة فارغة أمامنا وبعد مشاحنة لمدة ساعتين، دخلنا إلى الخيم لكن بدون فرش ولا أيّ إغاثة. مع وجود حالات إنسانيّة منها: الطفل “عبدالرحمن عثمان عجي أوغلان” يعاني من انسداد بفتحة الشرح ويتم إخراج الفضلات بفتحة من البطن ويحتاج لعمل جراحي، و”أمون عزالدين ٦٥ سنة” مصابة بمرض السرطان بالدم وخرساء تحتاج تبديل دم بشكل أسبوعي.

ويُضيف الحسن: راجعنا مسؤول الإدارة وقال لنا: “أنتم احتللتم الخيم وهي ليست لكم، راجعوا مدير المخيمات وأحضروا ورقة من عنده للسكن؛ وأنا جاهز أعطيكم فرش”، وذهبنا إلى المدير؛ وقال لنا: “عليكم بالإتيان بورقة من إدارة المهجّرين كي نسمح لكم بالبقاء أو سنخرجكم بالقوّة”، وعند وصولنا إلى مدير المهجّرين في باب الهوى، انتظرنا ساعتين بعدها أخبرنا شخص بأنّ المدير ليس هنا، راجعونا غداً. لنشعر بأنّنا في فرع أمني للنظام الذي هربنا من بطشه.
وختم الحسن حديثه بالقول: “نحن نبحث عن خيمة تأوينا وليس عن الإغاثة”. مع العلم يوجد خيم قديمة في المخيم لا يوجد بها فرش بعد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى