الشأن السوري

استياء دولي من اتهامات لبنان وطروحات للعودة إلى القصير

تتصاعد حدّة التوتر في لبنان على خلفية اتهام وزير الخارجية اللبناني “جبران باسيل” مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمجتمع الدولي بـ “الحيلولة دون عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم”. وقال السفير الألماني في بيروت “مارتن هوث” اليوم الخميس: إنّ المجتمع الدولي ”مستاء من الاتهامات الكاذبة المتكرّرة“ له بأنّه يعمل على “توطين اللاجئين في لبنان”.

 

مضيفاً: أنّ المجتمع الدولي ”يُدرك تماماً العبء الثقيل الذي يحمله لبنان باستضافة أكثر من مليون لاجئ، والكثير منا يبذل كل ما في وسعه لتخفيف العبء“.

 

مشيراً إلى أنّ المجتمع الدولي والأمم المتحدة ”ملتزمان تماماً بعودة اللاجئين في نهاية المطاف إلى سوريا، لكن الظروف لا تسمح بعودة شاملة حالياً“. وفق “رويترز”. اتهام “باسيل” جاء خلال مؤتمر صحفي، أمس، عقب جولته على مخيم الفلاطنة بوادي الأرانب في “عرسال” والتقى مع بعض اللاجئين السوريين، ليقنعهم بالعودة إلى مناطقهم بعد سيطرة النظام عليها وخاصة في مدينة “القصير” غربي حمص، وبحسب الأهالي قالوا له: “نحن نريد مساعدتكم بتسهيل أمور عودتنا بشكل آمن”.

 

وبدوره، قال الصحفي “محمد حسن” المهتم بشؤون السوريين في لبنان لوكالة “ستيب الإخبارية”: إنّ موضوع العودة متعلّق بأمر سياسي، وسط ضغوط مزدوجة من قبل حكومة لبنان من جهة والنظام السوري وضماناته الشفيهة الغير مضمونة من جهة أخرى ، فالأهالي بسبب الضغوطات اللبنانية وخاصة في “عرسال” وما يمارس عليهم من فرض عقوبات غير معلنة مثل التقيّد على الأشخاص وحجز الأوراق الثبوتية وحملات الاعتقال المستمرّة يرغبون بالعودة أملاً بوعود النظام.

 

ومن جانبها لجنة التنسيق والمتابعة عن أهالي القصير في لبنان، أوضحت رغبتهم بالعودة لكن المدينة غير مُهيأة بعد، وقدمت اللجنة برئاسة “خالد رعد” طروحات للوزير “باسيل” في بيان أمس، وهي: دعوة المجتمع الأوروبي لفتح باب التوطين لمن يرغب، إنشاء مناطق آمنة قرب القصير بإشراف دولي ورعاية أممية، ترحيل من يرغب إلى الشمال السوري مع معتقلي السجون اللبنانية من خلال عفو عنهم لينتقلوا مع ذويهم”. مع عرض جوانب من معاناة اللاجئين اليومية.

 

من جهته، أكد الرئيس اللبناني ’’ميشال عون‘‘، اليوم، أنّ اللاجئين في لبنان قد يبدأون العودة تدريجياً إلى مناطق في سوريا باتت آمنة وإنه ينبغي حدوث ذلك قبل التوصّل لحل سياسي هناك. موضحاً: أنّ ”الالتزامات السياسية تتغير مع المتغيرات التي تحصل ميدانياً، الأمر الذي يجعلنا غير قادرين على انتظار الحلّ السياسي”.

 

كما أكد رئيس الحكومة ’’سعد الحريري‘‘ مساء أول أمس: ’’إنّنا والأمم المتحدة شركاء في مساعدتنا لمعالجة موضوع اللاجئين، كما أنّ الحلّ النهائي في ما يخص اللاجئين، بالنسبة إلينا وكذلك إليهم، هو في عودتهم إلى سوريا”. وكان باسيل جمّد طلبات موظفي مفوضية الأمم المتحدة للحصول على تصاريح للإقامة في لبنان، متهماً المفوضية بعرقلة عودة السوريين وتخويفهم. 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى