الشأن السوري

الحكومة المؤقتة وعودٌ كاذبة لمهجّري الغوطة وأوضاع مأساوية بمخيمات الإيواء

أوضاع إنسانية مأساوية يعيشها أهالي الغوطة الشرقية ممن هجروا إلى مناطق الشمال السوري، ففي مخيم شبيران الواقع في الريف الشرقي لمحافظة حلب والذي يبعد مسافة 1 كم عن مدينة الباب، يعاني مئات المهجرين من انعدام أبسط مقومات الحياة، وإنَّ أكثر ما يأزم الأوضاع المعيشية في المخيم هو محاذاته لأحد مصافي تكرير النفط والذي تسبب بإصابة العديد من الأطفال بحالات اختناق وتسمم قصبي جرّاء انتشار رائحة الدخان، فضلاً عن ضعف الرعاية الطبية والصحية وانعدامها في بعض الأحيان.

وفي حديث خاص مع (م.د) أحد أبناء الغوطة الشرقية والمتواجد في المخيم قال لـ وكالة “ستيب الإخبارية”، أشبعتنا الحكومة المؤقتة مبررات زائفة عندما كنا محاصرين في الغوطة الشرقية بأنهم لا يستطيعون إدخال المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء بسبب حصار النظام، واستحالة تأمين المساعدات للداخل المحاصر، واليوم عندما أصبحنا في مخيمات لا تصلح للعيش البشري وهي بمحاذاة الحدود التركية، لم نرى منهم أي اهتمام، فضلاً عن وجود عشرات الجرحى ممن تعرضوا لعمليات بتر وغيرها الكثير في الغوطة، وهم بحاجة ماسّة لتأمين عيادات من معظم الاختصاصات للمباشرة بالعلاج الفوري إما في المخيم، أو بتأمين طرقات لهم للعلاج في المشافي التركية.

وعن الوضع المعيشي في المخيم قال، لم نكن نتخيّل أنَّ الوضع العام سيء لهذا الحد، فعندما دخلنا إلى المخيم لم يكن مجّهز بأبسط مقومات المعيشة، وعند احتجاجنا تلقينا وعوداً بنقلنا إلى مخيم مجهّز في قرية جنديرس بريف مدينة عفرين، لنكتشف لاحقاً أنَّ من نُقل إلى مخيم جنديرس هم من القادة وأصحاب الحظوة، بينما من بقي في مخيم شبيران هم المقاتلين وعوائلهم بالإضافة لبعض عوائل المدنيين، من ليس لديهم المال الكافي أو (الواسطة)، فضلاً عن ما عانيناه في أيام الشتاء القليلة التي شهدناها من غرقٍ للخيم والفرش بسبب هطول الأمطار الغزيرة في هذه المنطقة، وإصابة الأطفال والنساء بأمراض عدة نتيجة انعدام وسائل التدفئة وعدم توافر الخدمات الطبية، أما في الصيف وعند ارتفاع درجات الحرارة فالكثير من الأطفال يصابون بـ (ضربة شمس) أو ما يسمى بـ عصِّ الحر والتي تتسبب بخمول تام بأعضاء الجسم وفي بعض الأحيان تسبب حالة إجهاد وغثيان وهزال وصداع وتحتاج لعلاج وإبعاد للمصاب عن الأماكن الحارّة.

واختتم (م.د) حديثه قائلاً، إنَّ أبسط ما نعانيه في أيامنا هذه هو تأمين مياه صالحة للشرب، بالإضافة لضعف المعونات الغذائية والاحتياجات الأساسية الأخرى، مطالباً الجهات المعنيّة والمنظمات الدوليّة بالنظر إلى أوضاعهم التي تزداد سوء يوماً بعد يوم.

 

DSC04768
الأضرار التي لحقت بمخيمات القنيطرة جراء العاصفة المطرية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى