وفاة هنري كيسنجر.. تعرف على اللحظات الحاسمة في حياته وكيف رسم السياسة الخارجية لأمريكا

أعلنت “مؤسسة كيسنجر”، صباح اليوم الخميس، وفاة الدبلوماسي الأمريكي السابق هنري كيسنجر، والذي كان شخصية رئيسية في دبلوماسية الولايات المتحدة في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، عن عمر يناهز 100 عام.

وفاة هنري كيسنجر

وجاء في بيان للمؤسسة: “توفي الدكتور هنري كيسنجر، عالم ودبلوماسي أمريكي محترم، اليوم في منزله في كونيتيكت”.

بصفته كبير مساعدي الرئيس ريتشارد نيكسون، في السياسة الخارجية، تفاوض كيسنجر على خروج الولايات المتحدة من حرب فيتنام الكارثية، ليفوز بجائزة نوبل للسلام.

كما أنه كان العقل المدبر لسياسة الانفراج التي أدت إلى ذوبان الجليد في الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي، وساعد في تحطيم السور الدبلوماسي العظيم، الذي كان يحيط بالصين الشيوعية لمدة عقدين ونصف من الزمن.

مراحل من حياة كيسنجر

ولد هنري كيسنجر، الذي حمل عند ولادته اسم هاينز ألفرد كيسنجر، لعائلة يهودية يوم 27 أيار/مايو 1923 بمدينة فورث الألمانية.

ومع صعود الحزب النازي وبداية سياسة التضييق على اليهود بألمانيا، هاجر عام 1938 نحو الولايات المتحدة الأمريكية واستقر بمدينة نيويورك.

وفي خضم الحرب العالمية الثانية، حصل الأخير على الجنسية الأمريكية وانتقل للعمل لصالح الجيش الأمريكي و حصل على وظيفة مترجم بالفترة الممتدة بين عامي 1943 و1946، وبفضل جهوده أثناء الحرب، نال ميدالية النجمة البرونزية.

مع نهاية خدمته العسكرية، التحق هنري كيسنجر بجامعة هارفارد وتخرج منها عقب حصوله على درجة الدكتوراه.

عقب انتخابه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، عيّن ريتشارد نيكسون سنة 1969 هنري كيسنجر مستشاراً للأمن القومي، وقد حافظ الأخير على هذا المنصب لحدود شهر تشرين الثاني/نوفمبر 1975.

إسهاماته السياسية

لعب كيسنجر دوراً مهماً في التوصل لاتفاقيات سالت (SALT) مع الجانب السوفيتي، أثناء فترة الانفراج الدولي، للحد من التسلح الاستراتيجي.

كما ساهم في بلورة اتفاق آخر مع موسكو حول الأسلحة الباليستية.

وبداية من العام 1972، ساهم في فتح طريق التواصل بين واشنطن وبكين أثناء فترة حكم الزعيم الصيني ماو تسي تونغ، مستغلاً بذلك تزايد حدة التوتر السوفيتي الصيني.

وانطلاقاً من ذلك، سعى كيسنجر لقلب سياسة التحالفات بالمنطقة عن طريق ضم جمهورية الصين الشعبية لمعسكر الدول المؤيدة للأمريكيين في خضم الحرب الباردة.

وخلال حرب 1973، قاد كيسنجر ما لقّب بالدبلوماسية المكوكية التي ساهمت برفع الحظر النفطي المفروض على الدول الداعمة لإسرائيل بحرب تشرين الأول/أكتوبر.

وبفضل جهوده الدبلوماسية، ساهم هنري كيسنجر في التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب بين مصر وإسرائيل خلال حرب 1973.

كما لعب دوراً مهما بالنزاعات الدائرة بكل من أنغولا وتشيلي.