الشأن السوري

سوريا .. ما بين خروج إيران وبقاء الأسد

اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الأربعاء الفائت، بأنّه من غير الواقعي انتظار خروج إيران من سوريا وتوقفها عن لعب دورها في إقليم الشرق الأوسط. كما نفى الكرملن أمس، بأن يكون إخراج إيران هو الموضوع الرئيسي خلال المباحثات بين الرئيسين الروسي والأميركي بقمة هلسنكي في فنلندا منتصف الشهر الجاري. حيث بات يُشكّل خروج إيران وميليشياتها الحيّز الأكبر من النقاشات الدوليّة، ولا سيما تأمين حدود الاحتلال الإسرائيلي؛ على الرغم من أنّها شريك أساسي وضامن لاتفاقات أستانة.

المعارض السياسي “عضو الائتلاف الوطني السابق” السيّد “سمير نشار” يقول لوكالة “ستيب الإخبارية”: إنّ إيران طالما بقيت في سوريا، فلا يُمكن انتزاع “بشار الأسد” من كرسي الحكم، لأنّها الداعم الحقيقي لبقاء عائلته، وفي حال خروج إيران (وهي مهمة صعبة جدًا لكنّها ليست مستحيلة) سيبقى الأسد، بدون سند حقيقي ويخضع للإملاءات الدولية عدا عن التحديّات الداخليّة، أولها داخل طائفته العلوية التي فقدت ما يقارب مئة ألف قتيل (…) وخروج إيران لن يكون إلا من خلال مراحل وضغوطات عسكريّة وسياسيّة واقتصاديّة قادمة بعد الخامس من نوفمبر / تشرين الثاني القادم.

ويضيف: أنّ الهدف الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكيّة في المنطقة في المرحلة الراهنة، هو إخراج إيران من سوريا، وتحجيمها بالمنطقة، ومن ثم محاولة تفكيك النظام الإيراني في داخل إيران، وذلك من خلال انفجار اجتماعي داخل إيران بسبب الضغوط المختلفة والتي بدأت من خلال الاحتجاجات الشعبية على تدهور الأوضاع الاقتصادية. مشيرًا إلى أنّ بقاء بشار الأسد أو عدمه في هذه المرحلة هو “قضية ثانوية” ولن يختلف الأمريكان مع الروس بخصوصه؛ لكنّهم يريدون تعاونًا وتنسيقًا أكبر من الروس في الضغط والمساعدة في إخراج إيران من سوريا، وهذا ما سوف يتم مناقشته في قمة بوتين – ترامب المرتقبة، فإخراج إيران هو التحدّي الصعب الذي سوف سيواجه أمريكا والتي تحاول عقد صفقة مع روسيا من أجل المساعدة في إخراجها.

وتابع: أنّ السؤال يكمن حول عودة سيطرة النظام على درعا الآن، ولاحقًا ربّما على منطقة الجزيرة (الحسكة – الرقة – دير الزور) حيث تتردّد معلومات حاليًا عن فتح قنوات حوار بين الوحدات الكردية والنظام السوري، وأظن أنّ ذلك بإيحاء أمريكي، مما يُؤكد أنّ سوريا لن تُقسّم، وأنّ وحدتها متفق عليه بين جميع الدول خاصة الروس والأمريكان، فبتالي إخراج إيران من سوريا هو “التحدّي الصعب الذي سوف تتصدى له إيران” لأنّها تتعرّض لتهديد استراتيجي، أمّا تفاصيل التسوية السورية، فغالبًا سوف تظهر بعض تفاصيلها بعد القمة المنتظرة، وبشار الأسد مبدئيًا باقٍ في موقعه حتى انتخابات عام 2021، وسيكون في حالة من الضعف والإنهاك لأنّه يعتمد في بقائه مع نظامه على الدعم المباشر من إيران.

وذكر “نشار” أنّه وبشكل مفاجئ أثناء تواجد “جون بولتون” مستشار الأمن القومي الأمريكي في موسكو وبعد اجتماعه مع رئيسها بوتين، أرسلت الخارجية الأمريكية رسالتها المعروفة إلى قادة فصائل الجنوب السوري، بعدم التعويل عليها في دعمهم عسكريًا، وذلك بعد عدّة تحذيرات للأسد بالردّ المناسب إن خرق اتفاق خفض التصعيد هناك؛ لا سيما محاولة اجتياز نهر الفرات ليلة السابع من شباط الماضي والتي سقط فيها مئات القتلى بينهم روس. مما يعني أنّ هناك بداية صفقة تمّت الموافقة عليها بخطوطها العريضة بين الأمريكان والروس حول إعادة درعا إلى سيطرة نظام الأسد، وباطلاع الإسرائيليين والأردنيين، وبنفس الفترة كان الملك الأردني عبدالله الثاني يجتمع بالبيت الأبيض مع ترامب، فالتنسيق الأمريكي والروسي مع إسرائيل على أعلى المستويات.

 

36788646 303

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى