أخبار العالمسلايد رئيسي

حرب أهلية أمريكية قريباً.. هذا ما يؤمن به نصف الأمريكيين

يعيش الأمريكيون اليوم في حالة من الخوف والحذر، بعد ازدياد عمليات إطلاق النار في ظل قوانين تشرّع حيازة السلاح، بالإضافة إلى العنف السياسي الذي ازداد منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وهو ما دفع بنصف سكان الولايات المتحدة إلى الاعتقاد أن الحرب الأهلية “الثانية” قد تندلع في أي لحظة، بعد تلك الحرب التي وقعت في القرن التاسع عشر، وانتهت بطي صفحة الرقيق.

كابوس حرب أهلية يراود الأمريكيين

كابوس الحرب الأهلية الأمريكية يعود اليوم ليراود أكثر من نصف الأمريكيين، كنتيجة طبيعية لما تشهده البلاد من عنف سياسي ومستويات مقلقة من انعدام الثقة و”عدم الانتماء” إلى مؤسسات البلاد، وميل متزايد لاستخدام العنف بين الأمريكيين.

وعلى ما يبدو أن مسألة السياسة، بالدرجة الأولى، هي من تحدد نوعية وكمية العنف بين الأمريكيين، إذ يعتقد واحد من كل خمسة أمريكيين أن العنف بدافع الأسباب السياسية يُعد مبرراً على الأقل في بعض الأحيان، فيما يعتقد آخرون أن وجود “قائد قوي” أكثر أهمية للبلاد من الديمقراطية.

ويظهر استطلاع جديد للرأي، أجراه باحثون في ولاية كاليفورنيا، ميل متزايد لدى الأمريكيين لحل الخلافات السياسية بالعنف، إذ قال نحو خمس المشاركين إنهم قد يلجؤون إلى التسلح وامتلاك البنادق، في حال حدوث توتر سياسي كبير في البلاد خلال السنوات المقبلة. ليس هذا فحسب، بل إن 4 بالمئة منهم قالوا إنهم يمكن أن يطلقوا النار على شخص ما.

وأوضحت ريتشيل كلاينفيلد، خبيرة العنف السياسي في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وهي لا تشارك في البحث، أنه “ليس الهدف من هذه الدراسة التسبب في صدمة. ولكن يتعين أن تكون صادمة”.

وارتفعت الوفيات الناجمة عن العنف المسلح في الولايات المتحدة بما يقرب 43 بالمئة بين عامي 2010 و2020، كما ارتفعت مبيعات الأسلحة خلال جائحة كورونا.

تحذير للأمريكيين

وتسائل غارين وينتموت، طبيب طوارئ وباحث في العنف المسلح في جامعة كاليفورنيا في ديفيس، عما تُنذر به هذه الاتجاهات بالنسبة للاضطرابات الأهلية، مشيراً إلى أن “الحقيقة هي أن نصف سكان البلاد يتوقعون حرباً أهلية تقشعر لها الأبدان”.

وحذّر وينتموت من تنامي معدلات اقتناء السلاح في البلاد، وقال إن نتائج الدراسة “كانت قاتمة جداً” وفاقت “أسوأ توقعاتنا”.

مواضيع ذات صلة: إيران على أبواب حرب أهلية قد تدمرها..أمريكا تستبشر ويد أوروبا على قلبها!!

 

ومع ذلك، لا تزال هناك فسحة للأمل بحسب الأكاديمي الأمريكي، إذ إن غالبية المشاركين في الاستطلاع رفضت اللجوء إلى العنف السياسي تماماً. واعتبر أن هذه الدراسة بمنزلة “تنبيه” للشعب الأمريكي لكي يتعرف على التهديد ويستجيب له.

انقسام سياسي عميق

ويأتي هذا الاستطلاع في وقت يعيش فيه المجتمع الأمريكي حالة من الانقسام السياسي العميق، بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة وحادثة اقتحام الكونغرس، وعنف الشرطة الأمريكية الذي ولّد حراك “حياة السود مهمة”.

وكان الكونغرس أقر حظر لمدة 10 سنوات على البنادق الهجومية وبعض مخازن الذخائر العالية السعة عام 1994، لكن المشرعين لم يجددوه عام 2004 عند انتهاء مفاعيله، ومنذ ذاك الوقت ارتفعت مبيعات تلك الأسلحة.

وناشد الرئيس الديمقراطي جو بايدن المشرعين حظر البنادق الهجومية مرة أخرى أو على الأقل رفع الحد الأدنى للسن المطلوب لشرائها من 18 إلى 21 عاماً، لكن المشرعين الجمهوريين الذين يرون أن مثل هذا التقييد يتعارض مع الحق الدستوري في حمل السلاح رفضوا الموافقة على اقتراح بايدن.

واليوم، يمتلك المدنيون في الولايات المتحدة أكثر من 390 مليون بندقية، وفي عام 2020 وحده، توفي أكثر من 45 ألف أمريكي بإصابات مرتبطة بالأسلحة النارية، بما في ذلك جرائم قتل وانتحار.

ويخشى الأمريكيون تكراراً لسيناريو لم تعشه الأجيال الحالية عندما اندلعت حرب أهلية راح ضحيتها نحو 600 ألف أمريكي بين عامي 1861 – 1865، عندما انفصلت ولايات الجنوب عن الاتحاد، وأصرت على استمرار الرق قانونياً، وانتهت الحرب باستسلام الولايات الجنوبية التي كانت منضوية تحت اسم “الولايات الكونفدرالية”.

حرب أهلية أمريكية قريباً.. هذا ما يؤمن به نصف الأمريكيين
حرب أهلية أمريكية قريباً.. هذا ما يؤمن به نصف الأمريكيين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى