الشأن السوري

رياض الأسعد “الثورة بمرحلة مفصلية، ويجب الاستعداد لمعركة إدلب”

تعيش محافظة إدلب، والمناطق التابعة لها ضمن اتفاق خفض التصعيد، حالة من التوتر، بسبب كثرة التهديدات من قبل نظام الأسد وحليفه الروسي بشنّ هجوم قريب على المنطقة، وما يُقابله من تطمينات تركية بأنّ المنطقة تقع تحت تفاهمات دوليّة، ولن يجرؤ الأسد على اقتحامها على غرار ما فعل في الجنوب السوري.

وفي حوار لوكالة “ستيب الإخبارية” مع العقيد “رياض الأسعد” مؤسس الجيش الحرّ، والمتواجد في إدلب قال: إنّ الثورة السورية لم تقتصر على منطقة أو محافظة أو ريف، ولم تكُ إلّا سوريّة، ولم تقف عند خسارة منطقة، وإدلب اليوم تضمّ جميع السوريين من مهجّري المناطق التي استعادها النظام سابقًا، ولذلك “الثورة مستمرّة، ولن تتوقف، وسيكون العديد من الوسائل لاستمرارها حتّى تحقيق أهدافها وثوابتها”.

أمّا بالنسبة لمصير إدلب وما يُشاع وما يحاك عن مصيرها وضدّها، فأوضح “الأسعد” أنّ الأمر لا يخصّ إدلب فقط، وإنّما يخصّ كافة الأحرار والثوار في أيّ مكان، ويجب ألّا نُقزّم الأمر، ونعطي صورة أنّ إدلب هي المستهدفة، بل المستهدف كافة المناطق المحرّرة في الشمال والساحل السوري، ولذلك نحن اليوم “أمام مرحلة مفصلية للثورة وليس إدلب كما يُشاع” فإمّا “نكون أو لا نكون”.

وأضاف: أنّ إدلب ستكون “معركة مصيرية”، ولذلك كان الترويج الإعلامي وبثّ الإشاعات، وكثُرَتْ التحليلات والتكهنات، ومن وجهة نظري، أنّ الاحتلالين الروسي والإيراني ليس لهما “عهد ولا ذمّة”، وعصابة بشار لا تملك من القرار شيء، فأتوقع أن تكون “المعركة قادمة وعلى مراحل” وذلك من أجل تخفيف الضغط وذرع الخلاف بين المكونات الموجودة على الساحة السوريّة، واتباع سياسة “فرّق – تسد” أيّ الهجوم على منطقة وتحييد أخرى، حيث تم استخدام هذا السيناريو على جميع المناطق التي تم استعادتها من قبل النظام، مما يتوجّب “الحرص، والاستعداد للمعركة”.

وتابع: أنّ الاستعداد ليس من باب تخويف الناس، وبثّ الرعب في قلوبهم، كما يدّعي بعض “مروّجي الحلول الرومانسيّة لتخدير الناس، ونزع إرادة القتال عندهم” كما حدث في المناطق الأخرى؛ ليستفيقوا على قصف وتدمير وخيانات وصولًا إلى التسليم، ولذلك نتكلّم بواقعية ومن رؤية تنطلق من قاعدة “الثورة مستمرّة”، ويجب ألا تبقى بحدود إدلب بل عينها على دمشق وحمص وحماة والجزيرة والساحل ودرعا وغيرها، ويجب أن نكون مستعدّين لكافة الاحتمالات، والسيناريوهات الممكنة.

ودعا العقيد، أصحاب الأحلام الرومانسيّة إلى البقاء غارقين في أحلامهم ويُخرسوا أصواتهم . قائلًا: “أعتقد أنّهم سيجدون أنفسهم في أحضان المحتلّ وبشار، وهذا ما لا يرضاه الأحرار والثوار، وما بدأت تصرّح به روسيا يدلّ على أنّ المعركة قادمة لامحالة، ويجب الاستعداد لها بكلّ الوسائل الممكنة، وخاصّة اتخاذ اجراءات لحماية المدنيين كون الروس يركزون بقصفهم على المدنيين بعيدًا عن جبهات القتال”.

مطالبًا الفصائل بـ “الالتحام مع العدو، والتحرّر من القيود والاستعداد للانقضاض، والمبادرة بعمليات انغماسية في عمق الساحل وسهل الغاب وحماة وحلب على كافة الجبهات” بالإضافة إلى الانتباه إلى “الضفادع” جيدًا وخاصّة أن ظهرت في بعض القيادات، وليكونوا أولى الأهداف، وعدم السماح لهم بالهروب كما هرب من قبلهم.

وحول ما يجري في الجنوب السوري، ذكر: أنّه تكرار لسيناريو حلب وحمص والقلمون والزبداني والغوطة، وكما نقرؤه اليوم في إدلب، وهو اتفاق دولي بتسليم الملف إلى “روسيا” التي تملك خبرة واسعة بالقضاء على الثورات باتباع سياسة الأرض المحروقة مع اتخاذ إجراءات سياسيّة، ولذلك اخترعت مصطلح “خفض التصعيد” ونجحت به تمامًا من حيث تقسيم المناطق وفصلها عن بعضها، واستطاعت زرع الكثير من الضفادع بصفوف الائتلاف الوطني والهيئة العليا للتفاوض، وقادات الفصائل، وبدأت ببث الاشاعات من خلالهم لنزع إرادة القتال وتخدير الناس وبعدها تنقض عليهم، وذلك بموافقة أمريكية وإسرائيلية للحفاظ على نظام الأسد.

 

IMG 24072018 182206 0

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى