الشأن السوري

أبرز قرارات قادة قمة إسطنبول حول طريق الحلّ السوري

انتهت مساء اليوم السبت، القمة الرباعية حول سوريا، بين زعماء تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا، والتي انعقدت في قصر وحيد الدين التاريخي بالشطر الآسيوي من مدينة إسطنبول التركيّة، واستمرّت ساعتين و45 دقيقة.

 

وأكد البيان الختامي على أهمية وقف إطلاق نار شامل في سوريا ومواصلة مكافحة الإرهاب، وعلى رفض استخدام الأسلحة الكيميائيّة، كما تعهّد القادة بالعمل معًا لتهيئة الظروف التي تُشجّع على حلٍّ سياسي يُحقّق السلام والاستقرار في سوريا. ودعا القادة إلى تأسيس لجنة في جنيف لصياغة دستور سوريا بهدف تحقيق الإصلاح الدستوري وتهيئة الأرضية لانتخابات نزيهة تحت اشراف الأمم المتحدة على أن تلتئم اللجنة خلال وقت قريب قبل نهاية العام.

 

وقال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” خلال مؤتمر صحفي مشترك: إنَّ أولوياتنا الرئيسية هي “الحفاظ على وقف كامل لإطلاق النار في سوريا، ووقف نزيف الدماء في أقرب وقت ممكن”. مضيفًا: “أكدنا في القمة على وحدة الأراضي السورية، والشعب السوري هو من سيقرر وضع الأسد، وأنَّ عودة اللاجئين السوريين يجب أن تكون اختياريّة وبرعاية أمميّة، وعلى ضرورة مكافحة الإرهاب ومواجهة التهديدات، كما علينا أن نتعاون، وعلى الاتحاد الأوروبي تحمّل مسؤولياته لمواجهة المأساة الإنسانيّة”.

 

ودعا المجتمع الدولي لتقديم الدعم للشعب السوري، موضحًا؛ أنَّ عدم إيلاء المجتمع الدولي الأهمية اللازمة للأزمة السوريّة من أهم أسباب تحوّلها لأزمة عالميّة، وتابع: “أجرينا مباحثات مثمرة في أجواء ودية خلال القمة الرباعية، ومسار المحادثات يجب أن يشمل الدول المعنية بالحلّ، وبمشاركة ألمانيا وفرنسا، رأينا أنّه بإمكاننا تعزيز التعاضد الذي حققناه في أستانة، وتناولنا سبل الوصول إلى حلّ سياسي يُلبّي التطلعات المشروعة للشعب السوري، وتحقيق الاستقرار في البلاد. مشيرًا إلى أنّه سيتم إطلاع إيران على نتائج هذه القمة وإشراكها في المرحلة المقبلة من الحل في سوريا.

 

وبدوره الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” قال: إنَّ بلاده تدعم بدء الحوار بين كافة الأطياف السوريّة، وتوافق على كافة مقترحات الحلّ السلمي في سوريا، فكلّ الأطراف متفقة على ضرورة التوصّل إلى حلّ سياسي للأزمة، ويجب الاعتراف بمخرجات مؤتمر سوتسي لإعداد أرضية دستورية توحّد الشعب السوري.

 

وأضاف: “اتفقنا على ضرورة استمرار مسار أستانا حول سوريا، وقمنا بتزويد تركيا بمستجدات تطبيق اتفاق إدلب، وروسيا تحتفظ بحقّها بدعم النظام السوري في حال وجود استفزازات إرهابية في إدلب، وسنواصل القضاء على مهددات أمننا القومي في شرق نهر الفرات على النحو الذي فعلناه في غربه”. مؤكدًا على ضرورة تحسين أوضاع اللاجئين بإشراف دولي، وتم تجهيز 1,5 مليون سكن استعدادًا لعودة اللاجئين. واعتبر أنَّ قمة اسطنبول كانت مثمرة وإيجابية في طريق الحلّ السوري.

 

أمّا الرئيس الفرنسي “إمانويل ماكرون” فشدّد على وجود التقيّد بتنفيذ اتفاق إدلب. قائلًا: إنَّ “التعاون التركي – الروسي ضدّ الإرهاب في إدلب مثالي، ولا بدَّ من احترام حقوق الإنسان في سوريا، وأكدنا على رغبتنا في جهود مستدامة تُبذل في إدلب لاستمرار وقف إطلاق النار”. وأضاف: أنَّ “استخدام السلاح الكيماوي في سوريا لن يكون مقبولًا أبدًا، وإذا أردنا بدء مسار جديد شامل في سوريا علينا الضغط على نظام الأسد الذي يتبنّى نهج الحلّ العسكري مجددًا، وهذه مقاربة لا تسهم في تحقيق الاستقرار بسوريا لأنَّه من حقّ الشعب السوري تقرير مصيره من خلال انتخابات شفافة”.

 

ومن جهتها، المستشارة الألمانية “أنغيلا ميركل” اعتبرت أنَّ قمة إسطنبول “مثّلت مسارات مختلفة لحلّ الأزمة السوريّة” وذكرت: أنّه “يجب أن نعطي الفرصة للشعب السوري بكلّ أطيافه في الداخل والخارج لتقرير مستقبله، حيث اتفقنا على تشكيل لجنة الدستور السوري قبل نهاية العام”.

IMG 27102018 201155 0

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى