الشأن السوري

حقيقة العودة الإلزامية للاجئين من الأردن, وما شروط المفوضية ؟!

في ظل التداعيات التي يشهدها الجنوب السوري عقب المعارك التي جرت مؤخراً في محافظتي درعا والقنيطرة، كَثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن إعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم بشكل إلزامي وخصوصاً في بلاد الجوار المستضيفة، بعدما عملت الحكومة اللبنانية على إرجاع المئات من العوائل إلى الأراضي السوري بشكل “طوعي” حسب زعمهم.

 

وفي الأردن، قال “حذيفة إبراهيم” وهو أحد سكان مخيم الزعتري لـ وكالة “ستيب الإخبارية” إنَّ المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وضعت مذكرة أوضحت فيها عدة شروط لعودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم وحددتها ببضعة شروط منها (ضمان الأمن والاستقرار، صدور العفو، إيضاح آلية التعامل مع مسألة الفارين من التجنيد، مسألة الملكيات، إضافة إلى مسألة القانون رقم 10 الذي يطالب مالكي العقارات بالمناطق التي شهدت مواجهات وتدميراً كبيراً بتقديم الوثائق التي تثبت ملكيتهم إن رغبوا في إعادة البناء أو المطالبة بتعويضات)، كما أكّدت المذكرة على عدم طرد أو رد أي لاجئ يطلب اللجوء إلى الأردن ضمن الأسس المرعية، وضرورة التزام اللاجئين بالقوانين والأنظمة والتدابير في المملكة، بالإضافة لعد قيام أي منهم بأنشطة تخل بالأمن الداخلي أو الخارجي.

 

وتحدّث “إبراهيم” عن المخاوف التي يعيشها اللاجئ السوري في الأردن خصوصاً بعد تصريحات الحكومة الأردنية والمفوضية عن عودة اللاجئين، بالإضافة إلى مخاوف العودة الإجبارية من قبل البعض، على الرغم من التطمينات العديدة من قبل الجهات الرسمية التي تؤكد عدم إلزام أي لاجئ بالعودة الإلزامية.

 

ومن جهته صرّح السيّد “محمد حواري” الناطق باسم المفوضية السامية للاجئين في الأردن لـ وكالة “ستيب الإخبارية”: أنَّ عودة اللاجئين ليست بالمسألة الجديدة، فخلال عامي 2016 و2017 عاد نحو 15 ألف لاجئ سوري إلى ديارهم، موضحاً أنَّ العام الحالي سجّل تراجعاً في المعدل المتعارف عليه بسبب الأوضاع الأمنية والنزاع بجنوب غرب سورية.

 

وأوضح “حواري”، أنَّ معظم اللاجئين المتواجدين بالأردن بنسية 60 % هم من درعا ومناطق جنوب غرب سورية عموما، وهذه المناطق تم استعادة السيطرة عليها من قبل السلطات السورية، وبكل تأكيد الناس يملكون خيارهم بالعودة من عدمها.

 

وعن وجهة نظر المفوضية بمسألة العودة قال، “من وجهة نظرنا فإنَّ عودة اللاجئين لديارهم هي الخيار الأنسب، لكن يجب أن تتم عندما تسمح ظروف البلد بذلك”.

 

وأكمل: الوضع بجنوب غرب سوريا “ليس آمنا للعودة بعد”، ونحن ننظر قدما لعودة الاستقرار لهذه المنطقة، وهناك مجموعة من الشروط يجب التأكد منها قبل أن نقول إن العودة ممكنة، وضعت المفوضية 21 شرطا لعودة اللاجئين.

 

وأردف حواري: ربما من المبكر البدء بالحديث عن العودة، لكن حاليا هناك تحضيرات لذلك، لقد تغير الوضع بشكل كبير في سوريا ويجب العمل على هذه الأمور التحضيرية، من بينها إشكالية النازحين الذين نزحوا لأكثر من مرة ومن أكثر من منطقة، فضلاً عن مشكلة الدمار الذي حل بالمنازل والبنى التحتية والخدمات وهي أمور ستؤثر حتما على مسألة العودة.

 

وعن الأعداد التي عادت إلى سوريا خلال العامين الماضيين قال: إنَّ كل مرة يعود بها الناس ندرس أسباب العودة، غالبية الذين عادوا مؤخرا هي لأسباب تتعلق بلم الشمل مع عائلاتهم وثمة عوامل أخرى، فرغم كرم الاستضافة الأردنية للاجئين وإتاحة فرص التعليم والعمل فإنَّ بعض اللاجئين لم يعودوا قادرين على التكيف مع الصعوبات الاقتصادية، ما دفعهم للعودة لبلادهم خصوصا مع عودة الأمن والاستقرار لبعض المناطق.

 

وبحسب إحصائيات المفوضية فإنَّ أكثر من (40%) من اللاجئين في الأردن هم من درعا، ونحو (15%) من محافظة حمص، و(11%) ريف دمشق، و(10%) حلب، ( 7%) حماة، وتتوزع بقية النسب على كل من القنيطرة وإدلب والرقة ودير الزور والحسكة والسويداء والمحافظات الساحلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى