الشأن السوري

عفرين بين مطرقة الكُرد وسندان العثمانيين، فعلى من المسؤولية !؟

بعد طرد الفصائل الكردية من مدينة عفرين عقب عملية “غصن الزيتون” التي أفضت بسيطرة فصائل المعارضة الموالية لتركيا، شهدت المدينة خللاً أمنياً كبيراً وتعالت أصوات الأهالي والمهجّرين في المدينة احتجاجاً على الأوضاع الداخلية خصوصاً بعد اتباع الفصائل أسلوب الهيمنة والتسلّط نهجاً لعملها، لا سيما الاقتتالات المستمرة بينها والتي باتت بشكل شبه يومي وسط تردي الحالة العامة في المدينة.

وللوقوف على التفاصيل بشكل أوسع تحدّث مصدرٌ أمني داخل مدينة عفرين لـ وكالة “ستيب الإخبارية”، أنَّ مدينة عفرين تشهد وضعاً أمنياً غير مستقر في ظل الخلافات اليومية التي تحصل بين الفصائل الموالية لتركيا والتي تتحول بالكثير من الأحيان إلى اشتباكات توقع قتلى وجرحى بين الطرفين.

وإلى جانب ذلك تقوم العديد من الفصائل بخطف مدنيين من أهالي المدينة الأصليين، بهدف المطالبة بفدية مالية مقابل إطلاق سراحهم، حيث أكّد المصدر أنَّ المدعو (أبو وليد عزّة) العامل ضمن ما يسمى لواء “السلطان مراد” وبمساندة من (أبو أحمد عكيدات) وعناصرهم قاموا بخطف العديد من الأشخاص مقابل فدية مالية كبيرة.

وفي سياق متصل أفاد المصدر أنَّ بعض الفصائل قامت مؤخراً بإنذار أصحاب المنازل في مدينة عفرين من المهجرين أو السكان الأصليين بإخلاء منازلهم خلال أيام محددة بحجة أنها ستقوم بفتح مكاتب أمنية أو أنها ستحول المنزل إلى مقر عسكري، لتقوم لاحقاً بالسيطرة على المنازل والاستيلاء عليها.

أما عن الأوضاع الخدمية فأشار إلى إنَّ معظم الطرقات غير معبدّة بالإضافة لعدم الاهتمام بالنظافة العامّة بالمدينة، حتى أنَّ المياه لا تصل إلا يوماً واحداً في الأسبوع بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الكهرباء التي بدورها لاتغطي إلا 6 ساعات باليوم الواحد.

وعن الخدمات الطبية قال المصدر إنَّ جميع الخدمات هي شبه معدومة في المدينة، بدءاً من الجانب التعليمي حيث لا يوجد إلا 7 مدارس بالكاد تكفي نصف أعداد الطلاب الذين بحاجة للتعليم، أما عن الوضع الصحي قال إنه حتى اليوم لايوجد مشفى جراحي في المدينة إنما يوجد مشفى توليد وآخر عسكري يضم عيادات فقط، وفيما يخص المراكز الطبية فهي مقتصرة على عدد من العيادات الجوالة والتي تعمل على تلقيح الأطفال.

وأشار المصدر إلى أنَّ أكثر ما يُضيّق الخناق على الأهالي هو عدم وجود فرص عمل بسبب الحالة الأمنية العامة التي فرضتها الفصائل المسيطرة على المدينة، والاشتباكات المستمرة بينهم وإطلاق الرصاص المتواصل، فضلاً عن الاعتداءات المتكررة على المواطنين  من أهالي الغوطة الشرقية والسكان الأصليين للمدينة.

 

46fd8496 641d 432c 9bfa a3775c9366d1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى