الشأن السوري

خَرَجَ نحو تركيا بحثاً عن العلاج وأعادوه مُضرجاً بدمائه !

“أبو حسين” أحد مهجّري الغوطة الشرقية الذين تعرّضوا لانتهاكات  جمّة من قبل السلطات التركية، بعدما قُبض عليه أثناء محاولته دخول الأراضي التركية بشكل غير شرعي، بحثاً عن العلاج والأمان.

وتحدّثت وكالة “ستيب الإخبارية” مع أبو حسين الذي روى قصته لنا قائلاً، “أنا طارق أبو حسين مهجّر من الغوطة الشرقية بريف دمشق إلى الشمال السوري، أصبت مؤخراً بإصابات خطيرة أثناء الحملة العسكرية التي استهدف مدن وبلدات الغوطة الشرقية”.

وأضاف، أنه وبسبب سوء الأوضاع المعيشية والأمنية وقلّة فرص العمل في مناطق الشمال وبهدف الخضوع للعلاج اللازم، لم أتمكن من الدخول إلى الأراضي التركية عن طريق أحد المعابر بسبب ارتفاع التكلفة، بالإضافة لعدم امتلاكي النقود التي تكفي، وعليه قررت المضي في طرق التهريب كما يفعل الكثير.

وتابع طارق، خرجت مع مجموعة مؤلفة من أربع شبان بالإضافة لامرأة وطفل عبر طريق العاصي قرب بلدة “شكارا” في منتصف الليل، وعلى الرغم من معرفتنا بأنَّ كل محاولة للحياة يقابلها ألف احتمال للموت أمضينا طريقنا حالمين بلوغ الضفة الأخرى والتي اعتقدنا أنها برَّ الأمان، وعند وصولنا إلى أحد النقاط القريبة من مخفر “العلاني” الحدودي، تمكّنت قوّات الجندرما التركية من القبض علينا وأعادتنا بحافلة من نوع زيل إلى مخفر العلاني”.

وأضاف، أنه وعند وصولنا إلى المخفر قاموا بالإجراءات الروتينية من تسجيل الأسماء  ومصادرة النقود والهواتف المحمولة، إلى أن دخلت علينا مجموعة من عناصر الجندرما وهم يحملون عصي خشبية وبدأوا ينهالون علينا بالضرب المبرح بالإضافة لتوجيه الشتائم والإهانات، ليقوموا لاحقاً بأخذنا إلى مهجع جماعي يضم نحو 30 شخص من رجال ونساء وأطفال.

وأكمل أبو حسين، وعند دخولي إلى المهجع أخبرتهم أنَّ الجندرما استحوذت على نقودي ولم يتبقى لدي نقود أخرى فقالوا لي أن أتقدّم للضابط المسؤول بشكوى عن ذلك وأنه من الممكن أن استرجعهم حينها، وفي صباح اليوم التالي جاءت حافلات مخصصة لنقل الموقوفين بُغية إعادتهم إلى الأراضي السورية، وحينها استغليت الفرصة أخذاً بنصيحة الموقوفين وأخبرت الضابط المسؤول عما فعلته عناصر الجندرما، وفعلاً أمر الضابط باللغة التركية العناصر بإخراج جميع من كان معي إلى الحافلات وبقيت في المخفر ظناً مني أنه سيقوم بإعادة نقودي ومحاسبة العناصر الذين فعلوا ذلك، وبعد نصف ساعة وضعوني في ساحة مكشوفة تحت حر الشمس وبدأوا بالتناوب على ضربي بشكل جنوني، وكانت الجندرما قد احتجزت قبل ساعات ستة شبان وضعوهم معي بنفس المكان، وتناوب عدد من العناصر على ضربنا حتى صباح اليوم التالي ليقوموا لاحقاً بترحيلنا إلى الأراضي السورية.

واختتم أبو حسين حديثه قائلاً “خرجتُ من تحت الدلف لتحت المزراب” حقيقةً كان هدفي من الدخول إلى تركيا هو تلقي العلاج بسبب إصابتي التي تعرضت لها في الغوطة الشرقية، أما اليوم فأبحث عن علاج بعد أن أصابني عدة كسور في وجهي بالإضافة لـ أورام عديدة بالرأس خلافاً عن أني وحتى اليوم لا أستطيع  الرؤية بشكل جيّد، لم يكن هدفي من رحلة الموت إلا البحث عن القليل من الحياة، فهل ارتكبت جريمة حتى أجزى بهذا الشكل؟

 

1900075274

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى