الشأن السوري

من الألف للياء .. الانتفاضة الإيرانية ودعم المعارضة السورية

يُعاني الشعب الإيراني من نظام حكم ديكتاتوري شبيه بحكم النظام السوري، ويتشاطر الشعبان المعاناة ذاتها. وفي حوار خاص أجرته وكالة “ستيب الإخبارية” إزاء دعم المعارضين الإيرانيين مع النقيب المهندس “ضياء قدور” مسؤول دعم المعارضة والانتفاضة الإيرانية في المعارضة السوريّة متمثلةً بـ “حركة تحرير وطن” وكاتب وباحث في الشأن الإيراني. تم طرح الأسئلة التالية:

• كيف يتمثّل دعمكم كفصائل سوريّة للمعارضة الإيرانيّة، ودعمها لكم ؟

– دعمنا في حركة تحرير الوطن المتمثلة في قائدها العام العقيد “فاتح فهد حسون” يتمثّل في إيضاحنا للشارع العربي أنّنا والمقاومة الإيرانيّة نقف في خندق واحد، وهدفنا مشترك يتمثل بإسقاط نظام الملالي، كما أنّنا ندعو جميع الدول العربية للاعتراف رسميًا بـ “المقاومة الإيرانية” بقيادة السيّدة “مريم رجوي” كبديل ديمقراطي وحيد لهذا النظام، وتبيان للعالم العربي أنّ المقاومة الإيرانية تسعى لتشكيل حكومة ديمقراطيّة، وشعبيّة تؤمن بالسلام والاستقرار والتعايش السلمي مع دول الجوار.
أمّا بالنسبة لدعم المعارضة الإيرانية لنا، فيتمثّل بما تقدّمه لنا من معلومات قيّمة ومهمّة حول تموضع الميليشيات الإيرانية في سوريا، وتعدادها وتحرّكاتها، وغيرها من المعلومات الهامّة.

• كيف ترصد حركة الشارع الإيراني منذ نهاية ديسمبر 2017 وإلى متى يمكن أن تستمرّ ؟

– الانتفاضة الإيرانية مستمرّة حتى الإطاحة بالنظام، ويُمكننا تشبيهها لـ “موجات البحر الضاربة” ما إن تهدأ حتى تعود لتضرب من جديد وبقوّة أكثر، فالانتفاضة الإيرانية حتى الآن لديها ثلاث موجات ضاربة؛ الأولى كانت بدايةً في ٢٩ ديسمبر ٢٠١٧، والثانية كانت في يناير ٢٠١٨، والموجة الثالثة بدأت في ٢ أغسطس الجاري، والأخيرة تتسم بأنّها ثورية ومتمرّدة؛ بسبب الخبرات الكبيرة التي اكتسبتها من الموجات السابقة، فضلًا عن المعنويات المرتفعة للمنتفضين الإيرانيين، وخاصّة العنصر النسائي الذي يقود المظاهرات ويُطلق الشعارات الثورية، وفي المقابل هناك سقوط كامل في المعنويات لمرتزقة الولي الفقيه بسبب الحالة التنظيمية الرائعة التي شهدتها المظاهرات في الفترة الأخيرة، فكلّ هذا التنظيم لم يأتِ عن عبث وسببه الرئيسي هي مراكز التمرّد التي شكّلتها المقاومة الإيرانية في الداخل واستراتيجية (ألف أشرف) التي سيكون لها دور مهم ومحوري في عملية إسقاط النظام في المستقبل القريب.

• كيف تتعامل الشرائح الاجتماعية المختلفة وحكومة طهران مع المظاهرات ؟

– تتوافق الشرائح الاجتماعية على رؤية تنظيم العمل بشكل واضح في المظاهرات، فإطارات السيّارات كانت تصل إلى الموقع والنقطة المطلوبة، ويتم إشعالها بسرعة فائقة وتم إجبار القوّات القمعية على التراجع، والشعارات التي أطلقت في مظاهرات “أصفهان وشيراز وكرج” كانت شعارات للإسقاط والإطاحة بالنظام، ومنها “الموت لخامنئي – الموت لأصل ولاية الفقيه – هذا الشهر هو شهر الدم”. أمّا بالنسبة لتعامل الحكومة مع المظاهرات، فقد واجهت مظاهرات الأيام الأخيرة في المدن الإيرانية المختلفة ومن بينها “شيراز، أصفهان ، مشهد، كرج، أهواز، رشت، ساري” ردّة فعل وحشية وقاسيّة من قبل الشرطة والقوّات الأمنية التي كانت تتخفى باللباس المدني.

• كيف حال الشعب الإيراني مع تردّي الأوضاع الاقتصادية في البلاد وارتفاع أسعار السلع الأساسيّة ؟

– تستمر في إيران انتفاضة شعبية عارمة لا تملك حتى الآن أيّ محطة توقف كما أنّ الشعب الإيراني يتخذ كلّ يوم أشكالًا مختلفة من النضال في الصراع مع النظام، فالشعب لم يعدْ يخشى هذا النظام المجرم لأنّه لا يملك شيئًا يخسره، فهو محروم من أقل مقوّمات الحياة الطبيعية، ومُقيّد ومضطهد على مدى أربعين عامًا من حكم الملالي. هذه الحالة تقترب كلّ يوم من نقطتها الانفجارية، ومع اقتراب تطبيق العقوبات الأمريكية ضده، تراخت مفاصل عملته حتّى تخطّت قيمة الدولار الواحد الـ ١٢ ألف تومان، مما سيُشكّل ضغطًا كبيرًا على شرائح المجتمع المتوسطة والمسحوقة التي لا تملك خيارًا سوى الخروج إلى الشوارع وصب جام غضبها على من نهب وسرق واغتصب بلادها؛ فحالة عدم التوازن التي يعيشها النظام ظهرت جليّا على لسان مسؤوليه.

• ما دور المنظّمات الحقوقيّة إزاء عمليات الإعدام والاعتقال التي ينفذها النظام الإيراني ؟

– الجمعية العامة للأمم المتحدة وعدد من منظّمات حقوق الإنسان والدول المختلفة، يطالبون باستمرار إيران توقيف عمليات الإعدام بحقّ الأطفال، وكلّ هذه المساعي باءت بالفشل حتّى الآن، كما تحدّثت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في السابع من فبراير 2018، عن أحدث حالة إعدام حصلت بحقّ ثلاثة أطفال في يناير الفائت، وطالبت إيران بالتوقف الفوري عن إنزال عقوبة الإعدام في الجرائم التي ارتكبها أطفال.

• هل لديك إحصائية عن عدد المعتقلين والمعدومين خلال الأشهر الأخيرة بسبب التظاهر ؟

– يمتلك النظام الايراني أعلى معدل إعدام في العالم نسبة لعدد السكان وفي حكومة روحاني الرئيس الحالي، تم إعدام ٣٢٠٠ شخص من بينهم عدد كبير من الأطفال والمراهقين، حتّى اليوم، ومحاكم إيران تُصدر أحكام الإعدام بحقّ الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن ١٨عامًا وتبقيهم في السجون حتى تصل أعمارهم لسن الـ ١٨ مما يُعتبر بمثابة تعذيب نفسي وحشي بحقّهم، وكانت أكبر إحصائية لإعدام المراهقين في عام ١٩٨٨ حيث قُتل أكثر من ثلاثين ألف سجين سياسي في إيران. وأثبتت الانتفاضة الأخيرة أنّ عمليات الإعدام هذه ليست نوعًا من أنواع العقوبات، بل وسيلة للتخويف والقمع لتكثيف الاضطهاد والحفاظ على السلطة.

• كيف يقرأ الإيرانيون ما يجري في سوريا، وما هو الترابط بين القضيتين ؟

– الإيرانيون ومنذ انطلاق الثورة السورية، أيقنوا أنّ “سقوط نظام الأسد سيليه سقوط نظام الملالي فورًا”، لأنّهم يعلمون جيّدًا أنّ ركائز هذا النظام الديني تتمحوّر على ركيزتين أساسيتين ألا وهما: “القمع والتعذيب والإعدام في الداخل – تصدير الإرهاب والتدخلات في دول المنطقة”؛ فسقوط نظام الأسد وطرد ميليشيات إيران من المنطقة، يعني قطع أياديهم الخبيثة في المنطقة، ليواجهوا أزمات داخلية خانقة لطالما كانوا يفرّون منها من خلال تصدير أزماتهم للخارج.
حيث فضّل مسؤول إيراني خسارة منطقة خوزستان على خسارة سوريا؛ مبيّنًا بأنّهم إذا خسروا خوزستان يمكنهم استردادها، ولكنّهم إذا خسروا سوريا فلن يستطيعوا استردادها وسيخسرون كلّ إيران. ومسؤول آخر قال: إذا لم نحارب في حلب ودمشق سيتوجب علينا المحاربة في المدن الإيرانية ضد الشعب الذي كانت شعاراته واضحة فيما يخصّ الشأن السوري (اتركوا سوريا في حالها وفكروا في حالنا). إذًا، لدينا هدف مشترك مع المقاومة الإيرانية، وهو إسقاط نظام الملالي وتخليص المنطقة من شروره للأبد، وإحلال السلام والأمن.

 

IMG 07082018 233921 0

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى