الشأن السوري

خاص لـ ستيب: فضائح تظهر للعلن حول قيادي سابق بالمعارضة في درعا

بعد سقوط محافظة درعا بيد نظام الأسد، بدأت أوراق التوت تتساقط واحدة تلو الأخرى عن قيادات فصائل المعارضة ممن باعوا أرضهم وسلّموا مناطقهم وسهلّوا دخول الأسد والروس إلى درعا، ولم يكن من المستغرب أن تتكشف حقائق البعض منهم، إلّا أنَّ ما اقترفه “أبو صفا” من بيع الأسلحة والذخائر لـ تنظيم الدولة والتجارة بالرقيق الأبيض، من ثم هروبه إلى الخارج، كان صادماً بعض الشيء.

وعليه تحدّث مصدر خاص لـ وكالة “ستيب الإخبارية” أحد المقربين من المدعو “مروان طه القداح” والملقب بـ “أبو صفا” والذي ينحدر من مدينة الحراك بريف درعا الشرقي، من مواليد 1975، وهو أحد قيادات الفصائل العسكرية السابقة في الجيش الحر في جنوب سوريا.

محاولات الصعود

منذ بدايات تأسيس الجيش الحر انضم “أبو الصفا” إلى صفوف فصيل “شهداء الحرية” كـ عنصر مسلح، إلّا أنه عمل لاحقاً على تأمين العناصر المنشقة عن جيش النظام السوري وإيصالهم لذويهم لقاء مبلغ مالي، وأوضح المصدر أنه كان يقوم بسرقة العنصر المنشق وبعدها يقوم بقتله وذلك بعد تحصيل مبلغ مالي من ذويه لقاء تأمينه لهم.

وفي أحد الأيام قام بسرقة كميات كبيرة من مادة المحروقات المخصصة لمشروع ضخ المياه في مدينة “الحراك”، ليقوم بعدها بتأسيس مجموعة ضمن فصيل شهداء الحرية وخاض بها العديد من المعارك، حيث كان يدخل منازل المدنيين بهدف سرقتها معتبراً أنها “غنائم”، إلى جانب نشر عناصره على الاوتستراد الدولي والتي كانت مهمتهم تشليح المدنيين لسيارتهم وسرقتها.

“فوج المدفعية” الخطوة الأولى بتجارة الحرب

بعد مدة من عمله، حصل خلاف بين “أبو صفا” وإخوته وقيادة فصيل “شهداء الحرية”، لينضم إلى صفوف ما يسمى بـ “فوج المدفعية” عند بداية تشكيله، وقام أبو صفا لاحقاً بتأمين دعم مالي غير محدود بهدف تشكيل مجموعتي “هاون 82” و “هاون 120” وبعد عدة معارك لا تُذكر، توسّع عمل الفصيل ليبدأ بتدريب مجموعات الرمي على الراجمات، وعندها بدأ بالتلاعب بجرد كميات الذخيرة المستخدمة خلال المعارك وإضافة عدد من القذائف المرمية التي لم تستخدم، حيث كان يقوم بتجميعها وبيعها لاحقاً.

وبعد فترة زمينة قصير من العمل ضمن الفوج حصل أبو الصفا على ثقة المدعو “أبو سيدرة” وهو قائد فوج المدفعية، الذي بدوره منحه كافة الصلاحيات المطلقة بالتصرّف بكميات الذخائر من راجمات وقذائف هاون وغيرها.

تهريب الأموالي إلى بنوك السويد والكويت

وفي عام 2014 خرج “علي” شقيق أبو صفا بطريقة غير شرعية إلى تركيا ثم تمكّن من الوصول إلى السويد، حيث بدأ الأخير بتحويل مبالغ مالية كبيرة وبشكل شهري لشقيقه علي بهدف إيداعها في البنوك.

كما أنه كان يقوم بتحويل مبالغ مماثلة لشقيقه “حسام” والذي يقيم في الكويت منذ سنوات.

صفقة العمر (ذخائر لـ تنظيم الدولة)

وفي أحد معارك منطقة “قرفة” تم تسليم أبو صفا نحو 1000 قذيفة من مخصصات تغطية المعركة، فاستخدم حينها 200 قذيفة وباع ما تبقى منهم، ليكُتشف لاحقاً أنه قام بفتح (بيوت دعارة) وذلك أثناء عمليات سير المعارك.

وأثناء معركة تحرير (اللواء 52) في درعا، قام أبو صفا ببيع أكثر من 600 قذيفة هاون من عيار (120) عن طريق الوسيط “بشار خيرات”عضو هيئة دار الإصلاح في حوران الذي بدوره كان يقوم بإيصال الذخائر عن طريق منطقة حوش حماد الواقعة أقصى شمال شرق مدينة اللجاة، إلى معاقل “تنظيم الدولة” في المنطقة.

مساعي الهروب إلى الخارج

وفي بداية عام 2016 قام “مروان” أبو صفا بتهريب عائلته إلى لبنان من ثم إلى تركيا، ليعقبها بشهرين خروجه إلى الأراضي الأردنية بمساعدة “أبو سيدرة” وبتسهيل المخابرات الأردنية التي قامت بتأمين موافقة أمنية لخروجه باتجاه السودان.

وبعد وصوله إلى السودان، قام باستقدام عائلته بعد دفع مبلغ (24000 دولار) ثمن جنسيات له ولجميع أفراد العائلة، وفعلاً تم تجنيسهم.

وبعد ذلك وبمساعدة من شقيقه “حسام” الذي يقيم في دولة الكويت، تمكّن أبو الصفا من استصدار موافقة تخوّله الدخول للأراضي الكويتية بشكل قانوني بعد حمله للجنسية السودانية.

 

علاقات مشبوهة مع الأسد

وكان لـ أبو صفا شقيق يدعى “علي الطقلة” تم إرساله إلى إحدى الدورات العسكرية في الأردن وهي (رمي الهاون)، وعندما عاد إلى درعا تم وضعه في أحد النقاط التي تستهدف اللواء (52) إلّا أنه كان يستهدف منازل المدنيين في “الحريّك، الحراك”، حيث تم تسليمه كتيبة شقيقه أبو صفا بعد خروج الأخير للسوادن.

ومن بعده أستلم “محمد طه أبو عيسى ” و الذي تمكن من بيع مستودع ذخيرة كامل يحوي أطنان من الصواريخ وقذائف الهاون وأسلحة متنوعة، وادعى أنه قام بتسليمها إلى قيادة فوج المدفعية بهدف تسليمها للأسد ضمن صفقات التسوية والتسليم التي حصلت مؤخراً، كما تمكّن أبو صفا من تأمين شقيقه محمد طه أبو عيسى وعبر مطار دمشق الدولي الخاضع لسيطرة الأسد وتم تسفيره إلى السودان.

 

المحطة الأخيرة

خلال الفترة الأخيرة وأثناء عمله في بيع الذخائر تمكّن أبو صفا من بيع مئات قذائف الهاون من عيار (120)، حيث كان يبلغ سعر القذيفة الواحدة (140000 ل.س)، وخلال مدة زمنية قياسية أصبح في حسابات “مروان قداح” البنكية في كل من السويد والكويت مبلغ وقدره مليون دولار أمريكي، وبعد سفره إلى الكويت قام بشراء مجمّع تجاري ضخم وافتتح بداخله سلسلة محلات تجارية مختلفة.

 

IMG 20180118 WA0021

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى