الشأن السوري

الأمم المتحدة تُحصي النزوح الأخير بإدلب، وأردوغان يُحذّر العالم من دفع الثمن

أعلنت الأمم المتحدة أنَّ أكثر من ثلاثين ألف شخص نزحوا من ديارهم في شمال غرب سوريا بعدما استأنفت قوّات نظام الأسد وروسيا معها القصف هناك الأسبوع الماضي.

وقال “ديفيد سوانسون”: المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانيّة: إنَّ ”30 ألفًا و542 شخصًا نزحوا من مناطق مختلفة في أنحاء إدلب حتّى التاسع من سبتمبر / أيلول الجاري“. مشيرًا إلى أنَّ الهجمات بقذائف المورتر والصواريخ زادت منذ يوم الجمعة لا سيما في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي. وأضاف: أنَّ “47 % من النازحين تحرّكوا صوب مخيّمات و29 % منهم يقيمون مع عائلاتهم و14 % استقرّوا في مخيّمات غير رسميّة و10 % استأجروا منازلًا ليعيشوا فيها.

وخلال إفادة صحفيّة في جنيف، قال “مارك لوكوك” منسّق الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة: ”نستعد بنشاط كبير لإمكانيّة تحرّك المدنيين بأعداد كبيرة في اتجاهات متعدّدة“. مضيفًا: ”ثمّة حاجة إلى سبل للتصدّي لهذه المشكلة كي لا تتحوّل الأشهر القليلة المقبلة في إدلب إلى أسوأ كارثة إنسانيّة يسقط خلالها أكبر عدد من الخسائر البشرية في القرن الحادي والعشرين“.

كذلك قالت “كريستي ديلافيلد” من مؤسسة ميرسي كوربس، إحدى أكبر المؤسسات التي تقوم بإيصال المساعدات في سوريا: إنَّه من الصعب على عمال الإغاثة والمجتمعات المحلّية مواكبة النزوح، كما تم إغلاق نقاط العبور على طول الخطوط الأمامية بين النظام والمعارضة، ونتيجة لذلك “زادت أسعار المواد الغذائيّة بشكل كبير“.

ومن جانبه، دعا الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” المجتمع الدولي للتحرّك بشأن “إدلب”. مُحذّرًا من أنَّ “العالم بأكمله سيدفع الثمن“ إذا حدث غير ذلك. وقال: ”على كلّ أعضاء المجتمع الدولي أن يُدركوا مسؤولياتهم في الوقت الذي يُلّوح فيه هجوم إدلب في الأفق، فعواقب التقاعس ستكون كبيرة، ولا يُمكننا ترك الشعب السوري لرحمة الأسد”، وأشار إلى أنَّ أيّ هجوم تنفذه قوّات الأسد على إدلب سيُسبب مخاطرًا إنسانيةً وأمنيةً لتركيا وأوروبا وغيرهما.

جاء ذلك في مقالة كتبها “أردوغان” لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكيّة، تحت عنوان “على العالم أن يوقف الأسد” تناول خلالها آخر التطورات المتعلقة بمحافظة إدلب، وموقف تركيا منها. وذكر: إنَّ روسيا وإيران مسؤولتان عن الحيلولة دون وقوع كارثة إنسانيّة في إدلب، ونوّه إلى ضرورة “عدم التضحيّة بالأبرياء من البشر باسم مكافحة الإرهاب”، موضحًا أن “هدف النظام من شن الهجوم ليس محاربة الإرهاب، وإنّما القضاء على المعارضة دون تمييز”. وفي الوقت ذاته شدّد على ضرورة أن تكون هناك “عمليّة دولية لمكافحة الإرهاب من أجل التخلص من التنظيمات الإرهابية والمتطرفة في إدلب”. مشيرًا إلى أنَّ المقاتلين المعتدلين “لعبوا دورًا هامًا في مكافحة تركيا للإرهاب شمالي سوريا، وسيكون دعمهم مهمًا في إدلب”.

المصدر: (رويترز)

maxresdefault

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى