الشأن السوري

حقائق قيادي بالمعارضة وتشعّب علاقاته مع النظام وداعش في درعا

بعد إحكام قوّات النظام سيطرتها الكاملة على محافظة درعا، في نهاية شهر تموز / يوليو الفائت، بدأت تتكشف حقائق الكثير من قادات المعارضة العاملين في الجبهة الجنوبية يومًا بعد يومٍ، وصلتهم الوثيقة بنظام الأسد، ومن بين هؤلاء القادة المدعو “وسيم الزرقان” المنحدر من بلدة “كفر شمس” شمال درعا وكان يقود لواء “بركان حوران” ضمن صفوف “جيش الثورة”، وتداول ناشطون صورته مؤخرًا يتجوّل في العاصمة دمشق.

وتحدّث مصدر خاص من درعا لوكالة “ستيب الإخبارية” عن عمل “الزرقان” خلال السنوات الماضيّة بزراعة العبوات الناسفة وتفجيرها بالثوار والمدنيين، وتعطيل المعارك ضدّ قوّات الأسد في منطقة مثلث الموت، حيث تم اكتشاف عمالته وعلاقته بالأمن العسكري قبل سقوط درعا بعدّة أشهر واكتشاف توّرطه بما سبق، وتم فصله عندما انتشر له تسريب صوتي مع الأمن العسكري حول إجراء مصالحات، إلّا أنَّ بعض قيادات “جيش الثورة” تواسطوا له وأخرجوه من المعتقل بعد أن كان موقوفًا قيد التحقيق.

بداية عمله المسلّح مع الثوار:
كانت البداية عندما اعتقله الأمن العسكري في بداية عام 2012 وبحوزته بندقية، ورغم ذلك تم الإفراج عنه بعد أسبوع من الاعتقال، مع العلم تم اعتقال شخص مدني في ذات الأثناء ولم يُفرج عنه إلا بعد ست سنوات من الاعتقال، وكان عمله مع الثوار فرديًا، ثم عمل مع فصيل “مجاهدي حوران” ثم عاد للعمل الفردي، ليُشكّل بعدها لواء “بركان حوران” ثم انضم بعدها لألوية قاسيون التي عملت مؤخرًا ضمن صفوف جيش الثورة، كما حاول الذهاب إلى الأردن ليحصل على دعم غرفة عمليات الموك ليُشكّل لواء منفصل، لكن مسؤولي الموك أبلغوه بالانضمام لألوية قاسيون بقيادة “كنان العيد”.

أعماله وارتباطه بالنظام وداعش:
“الزرقان” يعمل مع جميع الأطراف المتنازعة حيث تواصل مع الأمن العسكري الذي يقوده في الجنوب “وفيق الناصر” عبر المدعو “أبو المجد الصنمين” وتواصل مع تنظيم الدولة داعش متمثلًا بجيش خالد بن الوليد عبر أميرها “أبو محمد المقدسي” منذ أن كان قياديًا في حركة “المثنى الإسلامية” وهو كان يعمل بتهريب الأشخاص إلى مناطق سيطرة داعش في حوض اليرموك (غرب درعا)، كما أهدى “المقدسي” سيّارتين عندما كان في حركة المثنى، وله تواصل مع المدعو “الخال”.
أمّا بالنسبة لارتباطه مع نظام الأسد، فهو مُصالحٌ له منذ معركة كفر شمس عام 2013، ومشاريعه قائمة منذ ذاك الحين كما أنّه معروف من قبل الثورة بسوء أخلاقه، وفي عام 2015 تشاجر مع عناصر جبهة النصرة وطردهم من بلدة كفر شمس، وسانده بذلك سكان البلدة الذين يرغبون بخروج النصرة، كما دارت مشاجرات عدّة في كفر شمس آخرها كان بين شباب من عائلتي الزرقان والشريف.

صلاحيات وعلاقات وثيقة مع قياديين في المعارضة لهم صلة بالنظام على شاكلته:
كانت علاقته جيّدة بالقيادي “عثمان السمير” المعروف بـ”أبي قاسم جدي”، قائد ألوية “مجاهدي حوران” وتربطه علاقة وثيقة مع “منجد الزامل” المعروف بـ “أبي الخواريف” قائد لواء “أحفاد عمر” وهما معروفان بارتباطهما بالأمن العسكري، وعندما اغتيل الأخير عام 2016 أجهش عليه بكاءً، وتبيّن أنَّ جماعة أبو الخوارف لها ضلوع بعملية تفجير مخفر إنخل (أيلول 2016) عبر تسهيلهم دخول عناصر داعش لتفجير المخفر.
فلا أحد كان يستطيع إيقاف “الزرقان” عن أعماله، كما أنَّ طريق كفر شمس كان مُغلقًا لكنّه يُفتح فقط لسيّارات تجارته وشقيقه، كما كان لا يظهر كثيرًا للعلن كي لا أحد يشكّ فيه، وكان يدفع بالمدعو (يعقوب كنعان) للأعمال المسيئة، وبعدها يذهب هو للإصلاح وردّ الحقوق ليكسب مودة الأهالي.

يُذكر أنَّ “ألوية مجاهدي حوران” تعود علاقتها بالنظام إلى العام 2016، وكان التنسيق يتم في “اللواء 15” شرقي مدينة إنخل بشكل مباشر، وأثمر التنسيق بين الطرفين في تلك الفترة عن إعادة اﻷهالي للمدينة بعد نزوحهم عنها لمدة تجاوزت السنتين، وتلقى بعض قادته العلاج في مشافي النظام، كان أبرزهم “غصاب العيد” شقيق والدة “الجدي”.
IMG 27092018 225723 0

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى