الشأن السوري

خلافات روسيّة تركيّة إزاء اتفاق إدلب تُهدّد بانهياره

أفادت مصادر خاصّة لوكالة “ستيب الإخباريّة”، اليوم السبت، بأنَّ روسيا اقترحت على تركيا إقامة “المنطقة العازلة” في مناطق سيطرة فصائل المعارضة “فقط” بالإضافة لإقامة دوريات مشتركة “روسية – تركية” وتفتيش مقرّات المعارضة, ومن جانبه الجانب التركي رفض العرض بشكل قطعي، وأبلغ فصائل المعارضة بهذا الشأن مما يُهدّد بانهيار اتفاق سوتشي حول محافظة إدلب.

 

وأضافت المصادر: أنَّ فصائل المعارضة المعتدلة تبقى في مكانها، ولكن تقوم بإخراج السلاح الثقيل، والابتعاد إلى الخطوط الخلفيّة وكذلك الأمر تفعله قوّات النظام، بينما فصائل “حراس الدين وهيئة تحرير الشام” وغيرها من الفصائل المتشدّدة، يجب أن تنسحب بشكل كامل مع عتادها للخلف من المنطقة المنزوعة السلاح، ويحلّ محلّها معارضة معتدلة وقوّات تركية.

 

وأشارت المصادر، إلى أنَّ الدوريات المشتركة، لا وجود لها أبدًا، وإنّما تكون القوّات التركيّة بمناطق المعارضة، والقوّات الروسيّة بمناطق النظام، على غرار اتفاق تسيير الدوريات الأمريكيّة – التركيّة في مدينة “منبج” شرق حلب. بينما يبقى بند سحب السلاح الثقيل من دبابات وراجمات صواريخ ومدافع ثقيلة وهاون، وإبقاء رشاشات متوسطة وأسلحة خفيفة بيد المعارضة، كما أنَّ فتح الطرق الدوليّة مع النظام يكون بإشراف “تركي” مع فصائل المعارضة فقط.

 

وكان “جيش العزّة” أول الفصائل التي أعلنت رفضها لهذا الاتفاق بعد تبيان الأمر من الجانب التركي حول تسيير الدورات المشتركة في مناطق المعارضة فقط، وطالب بأن تكون المناطق مناصفةً بين النظام والمعارضة مع رفض تسيير دوريات الروس على كامل الأراضي المحرّرة، ورفض فتح الطرق الدوليّة، إلا بعد إطلاق سراح المعتقلين من سجون النظام.

 

وفي سياق متصل، أكدت مصادر مطلعة لصحيفة “الشرق الأوسط”، وجود أربع نقاط خلاف بين موسكو وأنقرة على تفسير اتفاق سوتشي، بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان حول إدلب.

 

ويتعلّق الخلاف الأول بـ “عمق المنطقة العازلة، بين 15 و20 كيلومترًا”، وسعت موسكو لضم إدلب ومدن رئيسية إليها مقابل رفض أنقرة. ويتناول الخلاف الثاني “طريقي حلب – اللاذقية، وحلب – حماة”، وذلك أنَّ روسيا تُريد أن تعودا إلى دمشق قبل نهاية العام، في حين تتمسّك أنقرة بإشراف روسي – تركي عليهما، بينما يخصّ الخلاف الثالث مصير المتطرّفين، بين رغبة أنقرة في نقلهم إلى مناطق الأكراد، وتمسّك موسكو بـ “قتل الأجانب منهم”، أمّا النقطة الأخيرة حول اخلاف الجانبين حول مدة اتفاق سوتشي، وقالت المصادر: إنَّ “موسكو تريده مؤقتًا مثل مناطق خفض التصعيد في درعا وغوطة دمشق وحمص، فيما تريده أنقرة دائمًا، مثل منطقتي (درع الفرات) و(غصن الزيتون)”.

 

كما تضمّن الاتفاق في 17 أيلول الجاري تحديد جدول زمني لسحب السلاح الثقيل في 10 من الشهر المقبل، والتخلّص من المتطرفين في 15 من الشهر ذاته. وذكرت المصادر: إنَّ موسكو أبلغت طهران ودمشق وأنقرة، أنّه “في حال لم يتم الوفاء بالموعدين، سيتم فورًا بدء العمليات العسكرية والقصف الجوّي”. فيما تأمل أنقرة وموسكو في أن تساهم القمة الروسية – التركية – الفرنسية – الألمانية الشهر المقبل، في حلّ الخلافات حول إدلب.

131eadd7 4f58 4bf1 a404 007c53dad1e4

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى