“متقلّبة السياسة”.. ليز تراس المرأة الحديدية التي ستقود بريطانيا خلفاً لجونسون

أعلن حزب المحافظين في بريطانيا، اليوم الاثنين، فوز ليز تراس بزعامة الحزب خلفاً لبوريس جونسون، ما يجعل الطريق ممهداً أمامها لتولي مهام رئاسة الحكومة، في وقت تواجه فيه البلاد أزمة في تكاليف المعيشة واضطرابات بالقطاعات الإنتاجية وركوداً.

ويأتي اختيار تراس كخليفة لبوريس جونسون، الذي تنحى عن زعامة حزب المحافظين بعد تمرد داخل فريقه الحكومي، احتجاجاً على الفضائح التي طالته وكذلك الأوضاع الاقتصادية في البلاد.

وكانت المنافسة داخل حزب المحافظين الذي يبلغ عدد أعضائه 160 ألف شخص، بين كل من وزير المالية السابق ريشي سوناك ووزيرة الخارجية ليز تراس، فيما كانت استطلاعات رأي تشير إلى أن تراس هي الأوفر حظاً لتصبح المرأة الثالثة على رأس الحكومة في بريطانيا.

من هي ليز تراس؟

أمضت تراس طفولتها شمالي إنكلترا ودرست في مدرسة حكومية في ليدز، هي من أبوين يؤيدان حزب العمال وتوجهاتُهما يسارية، درست السياسةَ والاقتصاد والفلسفة في جامعة أوكسفورد.

التقلباتُ السياسيةُ تميز ليز تراس، كانت تنتمي للحزبِ الليبرالي الديمقراطي ثم انتقلت لحزبِ المحافظين عامَ 1996 لتتولى عبر السنواتِ مناصبَ وزارية في حكومات ديفيد كاميرون وتيريزا ماي وبوريس جونسون، لتكون الخارجية البريطانية أحدث الحقائب الوزارية.

عارضت بركسيت بشدة لتعود وتؤيد خروجَ بريطانيا من الاتحادِ الأوروبي. وأصبحت شخصية مشهورة بين أعضاء حزب المحافظين بسبب آرائها التحررية في الاقتصاد والتجارة. وهي ثاني امرأة تتولى وزارة الخارجية، وتلقب بالمرأة الحديدية. وأسهمت في فرض عقوبات على موسكو والأوليغارشية الروسية بعد حرب أوكرانيا.

شغلت تراس عدة مناصب وزارية، ولعبت دوراً في التفاوض على اتفاقيات التجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عندما كانت وزيرة للتجارة الدولية، قبل أن تصل إلى منصبها الحالي.

تعهداتها

وكانت تراس (47 عاماً) وهي وزيرة الخارجية في عهد جونسون، بالتحرك سريعاً لمعالجة أزمة تكلفة المعيشة في بريطانيا، قائلة إنها ستضع من الأسبوع الأول خطة لمعالجة ارتفاع فواتير الطاقة وتأمين إمدادات الوقود في المستقبل.

وخلال السباق لخلافة رئيس الوزراء، أشارت تراس إلى أنها ستتحدى التقاليد بإلغاء الزيادات الضريبية وخفض الرسوم الأُخرى التي يقول بعض الاقتصاديين إنها ستغذي التضخم. بالإضافة إلى التعهد بمراجعة وضع بنك إنجلترا مع حماية استقلاليته، دفع بعض المستثمرين إلى التخلص من الجنيه الاسترليني والسندات الحكومية.

وألقى معهد الدراسات المالية في بريطانيا الشهر الماضي بظلال من الشك على قدرة رئيس الوزراء المقبل على إجراء تخفيضات ضريبية كبيرة ودائمة.

مهام بعد الحرب

وأمام تراس قائمة طويلة ومكلفة وصعبة التنفيذ، يقول نواب المعارضة إنها نتاج حكومة المحافظين الضعيفة على مدى 12 عاماً. ودعا عدد منهم إلى إجراء انتخابات مبكرة، وهو أمر قالت تراس إنها لن تسمح به.

ووصف النائب المخضرم من حزب المحافظين ديفيد ديفيس التحديات التي ستواجهها تراس عندما تتولى منصب رئيسة الوزراء بأنها “ربما تكون ثاني أصعب المهام لرؤساء الوزراء فيما بعد الحرب”، بعد مارجريت ثاتشر في عام 1979.

مواضيع ذات صِلة : ليز تراس تكشف اسم أول زعيم دولة ستتصل به إن أصبحت رئيسةً للوزراء

وقال “في الواقع لا أعتقد أن أيا من المرشحين.. يعرف حقاً مدى ضخامة ذلك”، مضيفاً أن التكاليف قد تصل إلى عشرات المليارات من الجنيهات الاسترلينية.

شاهد أيضاً : نديم الزهاوي من مهاجر عراقي إلى وزير للمالية في بريطانيا