الشأن السوري

أهالي مخيم الرقبان ينظمون اعتصامًا مفتوحًا، والأسد واليونسيف شركاء الموت!!

يعيش أهالي مخيم الرقبان أوضاعًا مأساوية صعبة في ظل غياب معظم المواد الغذائية والطبية، وانعدامها في بعض الأوقات، وسط غياب الرعاية الصحية من قبل المنظمات المعنية كـ “اليونسيف” إلى جانب وجود عشرات الحالات المرضية والتي هي بحاجة ماسّة إلى نقلها لمراكز طبية مجهّزة وإجراء عمليات جراحية وتأمين الأدوية اللازمة.

حيث نظّم أهالي المخيم اعتصامًا احتجاجيًا قرب سوق الغنم في الرقبان، عند الساعة التاسعة من صباح اليوم الأربعاء الموافق لـ العاشر من أكتوبر تشرين الأول، طالبوا خلاله بفتح الطرقات والسماح بإدخال المواد الإغاثية والطبيّة، وتأمين مقوّمات الحياة الأساسية بالإضافة لـ الإسعافات الأولية، وذلك بعد أن منعت حواجز قوّات النظام السوري إدخال أي نوع من المواد الغذائية والطبية إلى المخيم.

ومن جهته، تحدّث الناشط الإعلامي “عمر الشاوي” عضو الإدارة المدنية لمخيم الركبان لـ وكالة “ستيب الإخبارية”، أنهم بدأو بتجهيز اللافتات منذ يوم أمس الثلاثاء، وبدأ الاعتصام صباح اليوم الأربعاء عند الساعة التاسعة صباحًا، حيث شارك العشرات من أهالي المخيم بالاعتصام، في حين تعذّر حضور البعض بسبب طبيعة المخيم الجغرافية القاسية والتوزع العشوائي، والتي بدورها صعّبت وصول جميع سكان المخيم لمكان الاعتصام.

وأوضح أنَّ الأهالي طالبوا المجتمع الدولي بالنظر بالأوضاع المأساوية لأهالي مخيم الرقبان والضغط على النظام السوري لـ فتح الطرقات، كما وجهوا مناشدات للمنظمات الإنسانية والمعنية بتجهيز نقاط طبية ودعمها بشكل كامل.

وأشار “الشاوي”، أنهم بدأو بتجهيز خيم مؤقتة للمتواجدين في الاعتصام، حيث أنه من المقرر أن يبقى الاعتصام مفتوحا لـ حين تنفيذ مطالب الأهالي.

كما تحدّث الشيخ “قاسم الربيّع” أحد المتواجدين في الاعتصام لـ وكالة “ستيب الإخبارية”، أنَّ الهدف الأساسي من التضييق على مخيم الرقبان هو التنسيق المشترك بين الجانب الأردني والقوّات الأمريكية في منطقة (55) وبشراكة روسية مع النظام السوري على أن يتم إفراغ المخيم، بطلب أردني مباشر، وخصوصًا بعد أن حاول النظام إرسال ممثلين عنه بهدف إبرام تسويات ومصالحات مع أبناء المخيم، بهدف زجّهم في صفوفه للقتال على الجبهات.

وتابع “الربيّع”، نحن أكدنا مرارًا أننا لن نقبل التفاوض مع النظام المجرم، كما أننا نطالب الدول والمنظمات المعنية بالضغط عليه لإدخال المواد الغذائية والطبية، قبل وقوع كارثة إنسانية في المخيم.

وأوضح أنَّ موظفة اليونيسف “تمارة الزبن” هي من تمنع دخول الأطفال والحالات المرضية المستعجلة إلى النقاط الطبية الموجودة في المنطقة الفاصلة، كما أنها ترفض استقبال الحالات الإسعافية من الأطفال والنساء، مشيرًا إلى أنَّ “الزبن” من تسببت بوفاة الطفلة “هدى رسلان” والطفل “مناف الحمود”، دون تقديم أي أسباب لمنع دخولهم، في حين ترفض التواصل مع أي شخص من المخيم.

يُشار إلى أنَّ الطفلين المذكورين أعلاه، توفيا في المخيم بسبب سوء الوضع الطبي الذي فرضه الحصار من قبل قوّات الأسد والميليشيات المساندة لها، حيث يبلغ الطفل “مناف الحمود” عام وشهرين، وتوفي جرّاء نقص الرعاية الصحية في المخيم، كما توفيت الطفلة “هدى رسلان” يوم الاثنين الفائت، على خلفية الوضع الطبي السيء وعدم توفر المستلزمات الطبية اللازمة.

ومن جانبه، نشر فريق “منسقو الاستجابة” بيانًا عبر معرفاته الرسمية، قال فيه إنَّ 14 مدنياً بينهم أطفال توفوا على مدار الأيام الـ 15 الماضية، بسبب حالات سوء التغذية الشديدة ونقص المستلزمات الطبية.

وطالب البيان، بالضغط من قبل الجهات الفاعلة من أجل إجبار روسيا والنظام السوري على فك الحصار عن المخيم، مناشدًا الأمم المتحدة والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين ومنظمة “اليونسيف” لإدخال المساعدات عبر الحدود، كما دعا إلى فتح الحدود الأردنية من أجل إدخال المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أنَّ عدة منظمات أبدت استعدادها لإدخال المواد الطبية والإنسانية، محذرًا من أنَّ المؤن الغذائية داخل المخيم ستنفذ بشكل كامل في مدة أقصاها عشرة أيام.

يُذكر أنَّ مخيم “الرقبان” تم انشاؤه منذ محو أربع سنوات على الحدود (السورية – الأردنية)، ويأوي نحو 70 ألف نسمة عدداً كبيراً منهم من النساء والأطفال والشيوخ، كما أنَّ المخيم يعاني من نفاذ جميع المواد الأساسية نتيجة انقطاع طرق الإمداد الرئيسي منذ نحو أسبوع بسبب إغلاق قوّات النظام للطرقات المؤدية له.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى