الشأن السوري

قائد المركزيّة الأمريكيّة: قاعدة التنف أداة لتقليص التواجد الإيراني بسوريا

زار قائد القيادة المركزيّة الأمريكيّة، الجنرال “جوزيف فوتيل” قاعدة “التنف” في البادية السوريّة الحدوديّة مع الأردن والعراق بمسافة (55 كم)، شدّد خلالها أنَّ التواجد الأمريكي في سوريا يُشكّل أداة ضغط في أيدي الدبلوماسيين الأمريكيين لتقليص التواجد الإيراني في سوريا.

وأفادت وكالة “أسوشيتيد برس” الأمريكيّة أمس الثلاثاء: بأنَّ “الزيارة كانت غير معلنة، أول أمس الاثنين، وبرفقة مجموعة من الصحفيين، وذلك في أول مرّة تفتح فيها القاعدة الأمريكيّة أبوابها أمام وسائل الإعلام، وأنَّ القاعدة العسكريّة تخدم غرضًا مهمًا لأمريكا في المنطقة، رغم قرب الانتهاء من تنظيم الدولة (داعش)”.

وقال الجنرال الأمريكي: “لدينا مُهمة دحر داعش، لكنني أقرُّ بأنَّ تواجدنا وتطويرنا لشركائنا والعلاقات هنا لديها تأثير غير مباشر على بعض الأنشطة الخبيثة التي تسعى إيران ووكلاؤها إلى ممارستها”. موضحًا أنَّ مهمة التحالف الدولي في التنف لم تتحوّل إلى حملة ضد إيران.

وأشار الجنرال الذي أمضى في القاعدة نحو ست ساعات إلى “دور قوّات التحالف في تهيئة الظروف للتسويّة السياسيّة في سوريا”، وحذّر من “إسقاط تنظيم داعش من الحسبان في المرحلة الراهنة”. مبيّنًا أنَّ “مهمة القاعدة الأساسيّة تكمن في ممارسة الضغوط على الفارّين من المعارك الدائرة في منطقة هجين (شرق دير الزور) ومنعهم من استخدام هذه المنطقة لإعادة تنظيم صفوفهم”.

وذكرت “أسوشيتد برس” أنَّ قاعدة “التنف” تقع على طريق يربط بين مواقع الميليشيات الإيرانيّة في سوريا بجنوب لبنان وحدود إسرائيل، والبنتاغون قد يستخدمها لتقليص التواجد الإيراني في سوريا. وقدّرت عدد عسكريي التحالف الدولي في القاعدة ما بين 200 و300 جندي معظمهم أمريكيون، وهم يدربون عناصر “جيش مغاوير الثورة” التابع للمعارضة ويضم نحو 300 مسلّح، بالإضافة لدعم المليشيات الكردية في معاركها ضد داعش.

ومن جهتها، قالت صحيفة “واشنطن بوست”: إنّه لأجل فهم كيف تُواجه أمريكا التمدد الإيراني في الشرق الأوسط فإنَّه يجب النظر إلى المحطة العسكرية الأماميّة في التنف الواقعة على الطريق الواصل بين نظام الأسد في دمشق ومؤيديه في طهران، ما جعل منها حصنًا ضدّ النفوذ الإيراني في سوريا، ومركزًا رئيسيًّا في خطط البيت الأبيض لمواجهة التمدّد الإيراني في المنطقة، مع التأكيد على بقاء الجيش الأمريكي في سوريا حتى تخرج القوّات الإيرانيّة.

وأضافت الصحيفة: أنَّ “جوزيف فوتيل” وصف التنف خلال زيارته لها بأنَّها “العنصر الأساسي في المهمّة العسكريّة المستمرّة لإطفاء جذوة تنظيم الدولة، وللتأكد من أن التنظيم لن يستطيع العودة، كما لها فائدة إضافية في إعاقة إيران لبناء وجود عسكري كبير لها في سوريا يُساعد الأسد.

وأشارت واشنطن بوست، إلى أنَّ “الوجود العسكري الأمريكي في جنوب سوريا يحمل مخاطر عالية منذ العام الماضي، حين قامت القوّات الأمريكيّة بفتح النار على عناصر مرتبطة بإيران اقتربوا من منطقة استثناء أرضي وجوي عرضها 30 ميلًا حول القاعدة، بالإضافة إلى أنّهم قاموا بإسقاط طائرتي درون مسيّرتين تابعتين لإيران بالقرب من القاعدة، وشكلت الحادثتان أخطر مواجهة مع عناصر مرتبطة بإيران منذ وصول القوّات الأمريكيّة إلى سوريا في 2014”.

ولفتت إلى أنّه في الوقت الذي بلورت فيه حكومة الأسد سيطرتها على مناطق الثوار، فإنَّ النظام مع روسيا صعّدا مطالبهما بانسحاب القوّات الأمريكية من التنف. كما هدّدت القوّات الروسيّة الشهر الماضي بالقيام بقصف ضد أهداف إرهابية في هذه المنطقة، فأرسل البنتاغون مجموعة من قوّات البحريّة للقيام بمظاهرة استعراض للقوّة بالذخيرة الحية، وهو مؤشر على قلق المسؤولين المتزايد بشأن التوتر الذي يحيط بالقاعدة.

المصدر: (وكالات)

1024488119

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى