الشأن السوري

عائلة مُهجّرة منكوبة ينتظرها شتاء بلا مأوى غرب حلب

بعد تهجيرها من مدينة “حلب” نهاية عام 2016، سكنت مع عائلتها المؤلفة من تسعة أشخاص، في أحد مخيمات الإيواء غربي حلب، ثم انتقلت إلى غرفة وهبها إياها أحد المحسنين في مدينة “الأتارب”، لينتهي بها المطاف في منزل على العظم من قبل إحدى المنظّمات الإنسانيّة، ثم انتهى عقد المنظمة لتغدو على أبواب الشتاء دون مأوى.

السيّدة “زكية الشبلي” (50 عامًا) روتْ لمراسل وكالة “ستيب الإخبارية” في ريف حلب الغربي “ماجد العمري” قصة معاناتها بعد التهجير، حيث خاب أملها لتجد نفسها وجهًا لوجه مع عذاب وحرمان لم تكن تتوقعه في حياتها، إلى أن قامت منظّمة “أبناء الحرب” بكفالة عائلتها المنكوبة بكلّ المقاييس الإنسانيّة، وبالرغم من أنَّ تلك المنظّمة استأجرت لهم منزلًا دون إكساء، إلا أنَّ الأمور المعيشية للأسرة كانت تقتصر على بعض فضل زاد من جيرانها تسدّ به رمق أحفادها الخمسة.

وأضافت “الشبلي”: أنَّ عقد إيجار المنظّمة انتهى، وبعد أقل من أسبوعين سنُرمى في الشارع، فصاحب المنزل يُريد أجاره على رأس هذا الشهر، وأنا امرأة لا حيلة لي ولا قوّة وأولادي الثلاثة مرضى، حيث أصيب ابني الأصغر “حسام (27 عامًا)” بمرض جسدي ونفسي، ما أنهك جسده وحوّله إلى أشبه بـ “هيكل عظمي”، فالجوع والفقر كانا أسباب شقائه وتدمير حياته الأسريّة.

تنهدت السيّدة “زكية” بحزن شديد ثم أكملت حديثها: أمَّا ابني الأكبر، فقد أصيب قبل تهجيرنا بغارة جوّية لطائرات الأسد الأمر الذي دمّر حياته، قبل أن يحصد أرواح أسرته – زوجته وأبناؤه الثلاثة – ويحوّل منزله إلى ركام ومأتم، ومزّقت الشظايا عظامه وحياته، فحولته إلى بقايا إنسان لا يقدر أن يُعيل حتى نفسه، فلا يملك المال ولا الدواء ليُعالج نفسه.

وبعدها غرقت “زكية ” في بحر من دموع حاولت أن تُخفيها لكنها خطّت طريقًا على وجنتيها، تابعت قولها: إنَّ حفيدتي الصغيرة فقدت جزءًا من بصرها وأصابها “الحول” لأنَّنا عجزنا عن دفع فاتورة “الأمبير” الكهرباء، مما أضر بهذه الطفلة، التي وصف لها الطبيب نظارة؛ لكن لم أستطع شراءها لها.

وذكر مراسلنا: أنَّ السّيّدة كرّرت اعتذارها لنا عن عجزها عن ضيافتنا قائلة: “سامحني يا بني، لم استطع صنع كأس شاي حيث لم يدخل منزلنا منذ فترة”. فغادرتُ منزلها، ولازال صدى صوتها مُدويًّا يتردّد في مسمعي؛ كأنّه يتردد في واد لا إنسانيّة فيه !! فهل يا ترى سيسمع صوتها أحد، فالشارع أسوأ ما ينتظرها!!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى