الشأن السوري

موسم الزراعة في سهل الغاب بخطر، وتفاصيل لستيب حول تأخير عمل المزارعين

قدم موسم الزراعة في قرى “سهل الغاب” غرب حماة، لكن القصف المدفعي والقنص من قبل قوّات نظام الأسد المتمركزة في الجانب الآخر الذي يستهدف المزارعين والأراضي الزراعيّة، حال دون بدء المزارعين بحراثة أراضيهم الواقعة قرب نهر العاصي، حيث تُعدّ الزراعة المصدر الرئيسي للدخل في هذه القرى، الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.

 

وأفاد أحد المزارعين ورئيس جمعيّة فلاحيّة سابق في منطقة “الزيارة” بسهل الغاب (رفض الكشف عن اسمه) لوكالة “ستيب الإخبارية” بأنَّ الأرض يجب زراعتها في هذه الأوقات الباردة من السنة، للقضاء على الأعشاب الضارة، وكلّما تأخر موعد الزرع سيكون الضرر بالمحصول أكبر، فالزرع الشتوي يحتاج إلى جوٍّ باردٍ ليأخذ إنتاج أفضل.

 

وأوضح المزارع؛ أنَّ سبب تأخير حراثة الأرض يعود إلى عدم وصول موافقة من قيادة نظام الأسد في دمشق إلى معسكر جورين غرب حماة، على خلفيَّة خلاف بين ضباط الأسد وشبيحته، ناتج عن إرادة النظام زرع أراضي الأهالي الواقعة غربي نهر العاصي بمساحة تُقدَّر بنحو عشرين ألف دنم، مُقابل السماح للأهالي بزراعة أراضيهم الواقعة شرقي نهر العاصي والخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، حيث لم تسمح قوَّات النظام في جورين العام الماضي بالزراعة إلّا بعد وصول موافقة من قيادة دمشق، فالنهر هو خط فاصل بين سيطرة الطرفين.

 

وأشار، إلى قيام بعض الأشخاص بالزراعة بمسافة تبعد عن مواقع النظام أربعة كيلو مترات، وسط خوف كبير من عمليَّات القنص، حيث أصيبَ مزارع مؤخرًا برصاصة قناصة، وهو يقوم بفلاحة أرضه وهو حاليًّا في حالة حرجة.

 

أمّا بما يخصّ أوضاع الفلاحين في سهل الغاب، فذكر: أنَّ المزارع حالته الماديّة فقيرة، فهو يستدين حتّى يؤمن ثمن بذار المزروعات وأجور الفلاحة، وفي شهر نوفمبر / تشرين الثاني يبدأ موسم زراعة القمح الشتوي، وسط انعدام المنظّمات أو فعاليَّات مدنيَّة تهتم بشؤون الزراعة، وهناك مساحة كبيرة شرقي نهر العاصي أرضيها خصبة، وإذا تأخر الأهالي عن زراعة أراضيهم بسبب عدم موافقة النظام، سنحصل على ربع كميَّة الإنتاج لأنَّ فترة الزراعة مدتها ستة أشهر، ولا يُمكن أن نزرع بعد شهر شباط / فبراير المقبل، وسط تكاليف باهظة، وبالتالي تُصبح خسارة فلاحين في منطقة سهل الغاب بما يُقارب الملياري ليرة سوريّة لأنَّ المساحة التي يجب زراعتها تقدر بـ أربعين ألف دنم والواقعة على خط تماس النظام.

         

يُذكر أنَّ قرى سهل الغاب واقعة ضمن المنطقة العازلة في محافظة إدلب وما حولها شمال غربي سوريا، وفق اتفاق بين روسيا وتركيا في مدينة سوتشي بتاريخ 17 / 9 / 2018.

kAMH23112018

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى