الشأن السوري

قوائم مطلوبين لخدمة الجيش تصل شمالي حمص، والأسد يتوّعد من يُخالف

وصلت قوائم عديدة بأسماء شباب ورجال ريف حمص الشمالي، إلى بلدة “كفرلاها” في منطقة “الحولة” أمس الأحد الثاني من ديسمبر / كانون الأول الجاري، وذلك من أجل سوقهم إلى الخدمة الاحتياطية والإلزامية في جيش نظام الأسد.

وأفاد مراسل وكالة “ستيب الإخبارية” في البادية “حمزة العنزي”: بأنَّ الأسماء تم توزيعها على مختار كفرلاها، وبعض الشخصيَّات المحسوبة على النظام المتواجدة في المنطقة، وذلك لإقناع الشباب بالالتحاق بخدمة الجيش والعلم، بقولهم: إنَّ الأرض هي أرضنا، ويجب أن نُدافع عنها، ومن المقرَّر أن يبدأ السحب مطلع العام القادم؛ مشيرًا إلى هناك العديد من الأسماء التي وصلت لستيب نسخة عنها إمّا لم يدخلوا سوريا منذ اندلاع الثورة، أو متوفون، ومنهم متواجد في محافظة إدلب.

وبدروه، قال الناشط الحقوقي “بسام الرحال” في تصريح خاص لوكالة “ستيب الإخباريّة”: إنَّ نظام الأسد عمل منذ اللحظات الأولى لاتفاق المصالحة في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي على تقديم الوعود الزائفة بعدم التعرض للراغبين في البقاء، وهدفه هو إخراج المسلَّحين الذي يصفهم بـ “الإرهابيين” إلى الشمال السوري، وسخَّر إعلامه الموالي على إظهار عودة الحياة الطبيعة للمنطقة عقب خروج الثوار منها في شهر مايو / أيار الماضي، وأقام الأعراس الوطنية وعقد حلقات الدبكة في منطقة الحولة، في محاولة منه تهدف لترغيب الشباب بالانضمام إلى جيشه المتهالك والذي فقد معظمه خلال سنوات الحرب السابقة.

وأضاف “الرحال”: أنَّه وبعد عزوف شباب المنطقة عن الالتحاق بجشيه كشر الأسد عن أنيابه وظهرت حقيقته المعتادة، حيث أرسل خلال اليومين الماضين قوائم بأسماء مطلوبين للخدمة العسكرية والاحتياطية متوعدًا بمن يُخالف ذلك بالاعتقال، على الرغم من إصدار رأس النظام بشار الأسد عفو عن المطلوبين للخدمة الاحتياطية وشطب أسماء المطلوبين كما روَّج إعلامه.

وأكد الناشط الحقوقي، أنَّ الشباب في ريف حمص الشمالي لا يستطيعون إلا الإذعان لقرارات النظام، وإلا فمصير ليس أقله الاعتقال ينتظر معظمهم، وما الصورة التي ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم لشبان يُجرّون بالسلاسل الحديدة كالعبيد لخدمة الوطن حسب وصفهم، إلا نموذج صغير لكيفية تعامل نظام الأسد الفاشي مع من يخالف قراراته ويعارضه في حكمه.

وفي سياق متصل، ذكر مصدر خاص لستيب من شمالي حمص، أنَّ النظام بدأ منذ حوالي الشهرين بالضغط على المطلوبين للخدمة الإلزامية، وحتى الآن أهالي المنطقة تشعر بأنّها تعيش في سجن كبير داخل الريف الشمالي، لأنَّ النظام لم يلتزم بالاتفاق ولم تصدر التسوية بعد لأيّ شخص، بالإضافة إلى حملة اعتقالات بين الحين والآخر على الحواجز لكلّ المطلوبين للخدمة العسكرية والسوق يتم بشكل مباشر، فيما أعاد النظام فتح ملف عودة المهجرين من الشمال السوري إلى المنطقة، حيث تتم حاليًّا عودة النساء والأطفال والشيوخ بشكل مباشر، أمّا الشباب من عمر ١٤ وحتى ٤٩ عامًا يتم نقلهم إلى مكان مجهول، لمدة ثلاثة أيام ليتم تسوية وضعهم قبل السماح لهم بدخول المنطقة.

يُذكر أنَّ قوات النظام ذكرت يوم أمس، أنَّها وجدت عدد من الأسلحة والذخائر في المنطقة قرب كفر لاها، بينما تشهد مدن وبلدات ريف حمص الشمالي تشديدًا أمنيًا عقب المصالحات التي جرت في المنطقة بعد تفاوض بين المعارضة والروس.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى