يهودي متهم بمعاداة السامية.. من هو مدير هيومن رايتس ووتش الذي استقال من منصبه وكيف كان دوره

أعلنت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، اليوم الثلاثاء، عن استقالة مديرها التنفيذي، كينيث روث، الذي حول المنظمة، خلال 30 عاماً، من مجموعة صغيرة لـ “لجان المراقبة” الإقليمية إلى منظمة دولية رئيسية لحقوق الإنسان ذات تأثير عالمي، وحددت المنظمة موعد تنحيه في نهاية آب/ أغسطس من العام الجاري.

استقالة مدير هيومن رايتس ووتش

بدوره، قال روث: “كان لي شرف عظيم لقضاء ما يقرب من 30 عامًا في بناء منظمة أصبحت قوة رائدة في الدفاع عن حقوق الناس في جميع أنحاء العالم”.

وأضاف: “أترك هيومن رايتس ووتش واثقًا من أن طاقمًا موهوبًا ومتفانيًا للغاية سيواصل هذا الدفاع بطاقة كبيرة وإبداع وفعالية.”

وقد نمت هيومن رايتس ووتش بقيادة روث من حوالي 60 موظفًا بميزانية تبلغ 7 ملايين دولار، إلى 552 موظفًا يغطون أكثر من 100 دولة وميزانية تقارب 100 مليون دولار.

وفي عام 1997 حازت هيومن رايتس ووتش على جائزة نوبل للسلام لجهودها في حظر الألغام الأرضية المضادة للأفراد ولعبت دورًا حاسمًا في الائتلافات لإنشاء المحكمة الجنائية الدولية وحظر استخدام الذخائر العنقودية والأطفال الجنود.

من هو كينيث روث

بدأ روث حياته المهنية في مجال حقوق الإنسان كمتطوع، حيث عمل في الليل وعطلات نهاية الأسبوع أثناء عمله كمحامي ومدعي عام فيدرالي.

انضم إلى هيومن رايتس ووتش في عام 1987 كنائب للمدير، وفي ذلك الوقت، كانت المنظمة تتألف من Helsinki Watch ، التي تشكلت عام 1978 لدعم الحركات المنشقة في أوروبا الشرقية، و Americas Watch ، التي تأسست عام 1981 ؛ و Asia Watch ، التي تأسست عام 1985.

بعد فترة وجيزة من انضمام روث، أنشأت المنظمة Middle East Watch و Africa Watch وفي وقت مبكر من فترة ولايته نقل روث المنظمة نحو هوية واحدة هي التي نعرفها اليوم “هيومن رايتس ووتش”.

وخلال سنواته الأولى مع المنظمة، أجرى تحقيقات لتقصي الحقائق بنفسه، بما في ذلك في هاييتي وكوبا وإسرائيل وفلسطين والكويت بعد الغزو العراقي وصربيا بعد القصف الأمريكي. في السنوات الأخيرة، كان مهتمًا بشكل خاص بمعالجة الفظائع خلال الحرب السورية وكذلك قمع الحكومة الصينية في شينجيانغ.

وعندما تم تعيين روث مديراً تنفيذياً في عام 1993، انقسمت يوغوسلافيا، وكانت البوسنة في خضم حرب عرفت بحملة تطهير عرقي وحشية، وسرعان ما تبع ذلك الإبادة الجماعية في رواندا.

أدرك روث الحاجة إلى توثيق آني للفظائع لتوليد ضغط فوري لإنهائها، وقد أدى ذلك إلى إنشاء مجموعة من الباحثين المدربين تدريبًا خاصًا والذين يمكنهم توفير قدرة إضافية للباحثين الإقليميين المنتظمين في المنظمة.

تبنى روث أيضًا إمكانيات جديدة لتقديم الجناة إلى العدالة، ووثق باحثو “هيومن رايتس ووتش” الانتهاكات بدقة، ضغطت المنظمة على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ليصبح أكثر تعاوناً من أجل إنشاء محاكم جرائم حرب دولية ليوغوسلافيا السابقة ورواندا.

وقد تم استخدام أبحاث هيومن رايتس ووتش لبناء بعض القضايا، وأدلى العاملون بشهاداتهم في كلتا محكمتي الأمم المتحدة، كما لعبت هيومن رايتس ووتش دورًا بارزًا في إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، لتفادي ضغوط حكومة الولايات المتحدة الساعية إلى ضمان حصانة قواتها.

أنشأ روث أيضًا فرقًا خاصة لتلبية احتياجات بعض الأشخاص المهمشين، بما في ذلك النساء والأطفال والمثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسية واللاجئين والأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن.

كما أشرف على تطوير برامج متخصصة حول الفقر وعدم المساواة، وتغير المناخ، والتكنولوجيا، والمسؤولية الاجتماعية للشركات، بالإضافة إلى ذلك، أطلق برنامجاً لمعالجة حقوق الإنسان في الولايات المتحدة.

غير روث الطريقة التي وجهت بها هيومن رايتس ووتش دعوتها، بدأت المنظمة بالتركيز بشكل أساسي على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، حيث قام روث بعولمة مناصرة المنظمة، فأنشأ مكاتب في بروكسل، ولندن، وباريس، وبرلين، وستوكهولم، وطوكيو، وساو باولو، وجوهانسبرغ، وسيدني، كما قاد عمل المنظمة مع الأمم المتحدة، مع مناصرين مخلصين في نيويورك وجنيف.

وخلال ما يقرب من 30 عامًا على رأس منظمة هيومن رايتس ووتش، سافر روث حول العالم، وضغط على المسؤولين الحكوميين من جميع الأطياف لإعطاء احترام أكبر لحقوق الإنسان، والتقى بأكثر من عشرين رئيس دولة وحكومة إلى جانب عدد لا يحصى من الوزراء وقام برحلات استقصائية أو دعوية إلى أكثر من 50 دولة.

وعلى الرغم من كونه يهوديًا، وقد هرب والده من ألمانيا النازية وهو صبي يبلغ من العمر 12 عامًا، فقد تعرض للهجوم بسبب انتقاد المنظمة للانتهاكات الإسرائيلية، واتهم بمعاداة السامية، وكانت الحكومة الرواندية لاذعة بشكل خاص في انتقادها لروث بعد منظمة هيومان رايتس ووتش، التي أصدرت تقريرًا نهائيًا عن الإبادة الجماعية، وتحدثت أيضًا عن الفظائع والقمع في عهد الرئيس، بول كاغامي.

وقد فرضت الحكومة الصينية “عقوبات” عليه وطردته من هونج كونج عندما سافر إلى هناك لإصدار التقرير العالمي السنوي في كانون الثاني/ يناير 2020، والذي سلط الضوء على تهديد بكين لنظام حقوق الإنسان العالمي.

وبدوره، رد روث على هذه الانتقادات والعديد من الانتقادات الأخرى بالإشارة إلى أن المنظمة تستخدم نفس منهجية تقصي الحقائق وتطبق نفس مبادئ حقوق الإنسان في كل دولة تعمل فيها.

ويعتزم روث تأليف كتاب يعتمد على تجاربه الشخصية حول أكثر الاستراتيجيات فعالية للدفاع عن حقوق الإنسان، حيث قال: “سأترك هيومن رايتس ووتش لكنني لن أترك قضية حقوق الإنسان”.

شهادات في دور روث الإنساني

من جانبها، قالت آمي راو، الرئيسة المشاركة لمجلس إدارة هيومن رايتس ووتش: “لقد أوصلني وضوح رؤية كين إلى هيومن رايتس ووتش” مضيفةً: “لقد كان دعمه لهذه المنظمة أكبر تكريم في حياتي، نحن ملتزمون بإطلاق قائد جديد يبني على إرث كين ويدفع هيومن رايتس ووتش إلى الأمام بالشراكة مع منظمات أخرى للدفاع عن حقوق الإنسان وحمايتها في جميع أنحاء العالم “.

وبدوره، قال أنتوني روميرو، المدير التنفيذي لاتحاد الحريات المدنية الأمريكي: “حوّل روث هيومن رايتس ووتش إلى قوة طاغية من أجل العدالة”.

وأضاف: ” لقد ألهم جيلاً من المدافعين عن حقوق الإنسان للنضال من أجل عالم أفضل، وخلال ما يسمى بـ الحرب على الإرهاب ذهب كين إلى غوانتانامو واستطاع بفطنته ومكانته فضح مهزلة عملية اللجنة العسكرية، لم يكن لأي منظمة أو قائد تأثير أكبر في حقوق الإنسان على نطاق عالمي “.

كما قالت فاتو بنسودة، رئيسة الادعاء السابقة للمحكمة الجنائية الدولية : “إن شغف روث الجريء بالعدالة وشجاعته وتعاطفه مع ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم الفظيعة لم تكن مسؤولية مهنية فحسب، بل قناعة شخصية له، لقد كان بالفعل مصدر إلهام كبير لي ولزملائي.”

مواضيع ذات صِلة : رايتس ووتش ” اللاجئون في عرسال يواجهون ضغوطاً للعودة إلى سوريا “

ويذكر أن استراتيجية الاتصال الخاصة بـ هيومن رايتس ووتش تطورت بشكل كبير في عهد روث، حيث بدأت المنظمة بكتابة التقارير، وبمرور الوقت بدأت أيضًا في إنتاج تقارير أقصر وأسرع وبناء قدرة وسائط متعددة قوية، بحيث تصاحب الآن مقاطع الفيديو والصور والرسومات بشكل روتيني منشورات المنظمة وأحيانًا تكون المنشور نفسه.

شاهد أيضاً : ملكة جمال اليونان تنسحب من مسابقة ملكة جمال الكون.. والسبب إسرائيل