الشأن السوري

الأسد يخطط لإغتيالات بصفوف “مشايخ رجال الكرامة” بالسويداء

بدأ النظام السوري اتباع استراتيجيّة جديدة عبر توجيه تهديدات مباشرة لـ شيوخ ووجهاء الطائفة الدرزية في محافظة السويداء، بعد تقطّع السبل به، من إخضاع المحافظة لأوامره وزجّ أبناءها في صفوف القتال بشكل أو بآخر، ورفض شيوخ المحافظة مرارًا الخضوع للأمر، حيث حذّرت عدة مصادر محليّة من داخل المدينة عن نيّة النظام بافتعال سلسلة عمليات وتفجيرات قد تستهدف (مشايخ رجال الكرامة)، خلال أسابيع قليلة.

وللوقوف على تفاصيل ذلك، صرّح الصحفي “مالك أبو الخير” أحد أبناء جبل العرب لـ وكالة “ستيب الإخبارية”، أنَّ عدّة تحذيرات توالت خلال الأيام الأخيرة حول نيّة النظام تنفيذ مخطط يشمل سلسلةً من التفجيرات، سوف تستهدف مشايخ ورجال الكرامة، كما أنه تمَّ وضع أسماء شخصيات بارزة فيها على قائمة الاغتيالات بهدف توجيه رسالة للمدينة بعد فشل كل محاولاته ودعواته السابقة من أجل اخضاع وإعادة جبل الدروز تحت جناحه.

وأوضح أنَّ ملف السويداء أصبح منذ هجوم داعش ملفًا دوليًا، كما أنَّ النظام يعلم من هي الجهات الدولية التي تدخلت لحماية الجبل وإيقاف هجوم آخر كان مخططًا عليه، وأضاف أنَّ ملف الاغتيالات والهجمات التي يتم التخطيط لها أصبح على طاولة النقاش لدى عدة جهات دوليّة، وأنَّ أي تهور من النظام بتنفيذ هذا الهجوم الإرهابي سيكون له تداعياته، ولن تنفع أي تمثيلية يتم طرحها للاعلام ويتهم فيها طرف آخر من الجبل، بهدف زرع فتنة داخلية، أو حتى لصق داعش بتنفيذها.

واعتبر أنَّ استمرار إجبار شباب المحافظة على الخدمة في صفوف الجيش، فإنَّ هذا سيؤدي إلى صدام مسلح داخل المحافظة لن يمر مرور الكرام، وسينعكس ذلك على سقف مطالب أهل الجبل الذين لن يكونوا لوحدهم.

وبيّن “أبو الخير” أنَّ بعض أبناء المحافظة الذين تمَّ سوقهم رغمًا عنهم عبر حواجز دمشق، يتعرضون لمعاملة سيئة جدًا وطائفية من قبل ضباط في الجيش، حيث يتم مناداتهم في القطع العسكرية بـ “الخونة والعملاء”، على خلفية رفضهم الانصياع والقبول بالخدمة بصفوف الجيش.

حيث بذلت حكومة النظام السوري جهودًا حثيثة في سعيها لـ تجنيد أبناء محافظة السويداء، إلّا أنَّ شيوخ ووجهاء الطائفة الدرزية رفضوا الأمر مرارًا، وعندها اتبعت حكومة الأسد أساليب أخرى للضغط على أبناء المحافظة عبر وضعها في خط المواجهة الأول عقب نقل مقاتلي تنظيم الدولة من ريف دمشق إلى بادية السويداء. وسحب قوّات النظام من الريف الشرقي باتجاه جبهات محافظة درعا.

وحينها بقي الريف الشرقي خاليًا من أيّ تواجد عسكري، وسعت القوّات المحليّة “من أبناء المدينة” إلى تعويض هذا الفراغ الأمني، حيث أنَّ تنظيم الدولة استغل ذلك واقتحم المحافظة أواخر شهر يوليو الماضي، وافتعل تفجيرات ونفّذ إعدامات ميدانية أودت بحياة المئات من أبناء المحافظة، كما قام بخطف 38 امرأة وأبنائهن من قرية “الشبكي” شرق السويداء، ليفاوض نظام الأسد عليهن الذي بدوره تهرّب منه، وبعد نحو 3 أشهر أفرج عن المختطفات عبر دُفعتين كانت آخرها بتاريخ الثامن من نوفمبر الفائت، خلال عملية عسكرية زعم افتعالها ضدٍّ تنظيم داعش.

ومؤخرًا بتاريخ العاشر من ديسمبر الجاري اندلعت اشتباكات بين مجموعة تابعة لـ تنظيم الدولة واللجان المحليّة الدرزية والدفاع الوطني التابع لـ قوّات النظام في محيط منطقة “الكسيب” الواقعة شرق “تل الحصن” بريف السويداء الشرقي، وبعد انتهاء المواجهات بين الطرفين، طالب أهالي السويداء اللجان المحلية تثبيت نقاط جديدة بالمنطقة دون تدخل الجيش أو ميليشيات النظام، على شرط أن يكون أبناء السويداء هم المرابطون عليها، وذلك على خلفية تصاعد حدّة الخطف والتشليح بعد انتشار قوّات النظام مؤخرًا بالمدينة، بالإضافة إلى محاولة تنظيم داعش شنَّ هجوم آخر على المحافظة، بعد تأكيدات النظام تحريره لكافة محاور ريف المحافظة منذ مايقارب الشهر.

يُذكر أنه وفي السابع عشر من أكتوبر الفائت، أرسل شقيق رأس النظام السوري اللواء (ماهر الأسد) مجموعة ضباط من ميليشيا (الفرقة الرابعة) للاجتماع مع وجهاء السويداء في قرية “ميماس”، بهدف تقديم عرض أسموه بـ “مغري” تمثّل بـ بتسليم المطلوبين للخدمة الاحتياطية، ومن تجاوز سن 35 عامًا ولم يلتحق بالخدمة مسبقًا، يتم تجنيده على أن يكون التحاقه فورًا في الخدمة ضمن (الفيلق الأول) جنوب سوريا، أمّا بقية المطلوبين للخدمة الإلزامية حالهم كـ حال أي عنصر في قوات النظام.

15122018 4

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى