الشأن السوري

تضاعف ضحايا الإعدام بسجن صيدنايا، وهيئة فك الأسرى تحمّل المجتمع الدولي المسؤولية

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير لها، يوم الأحد الفائت، شهادات جديدة لـ 27 معتقلًا نجوا من سجن صيدنايا، عن عمليَّات الإعدام التي يقوم بها نظام الأسد في السجن العسكري سيء السمعة، وتحدَّث المعتقلون السابقون، عن ارتفاع أعداد المعتقلين الذين حُكم عليهم بالإعدام من قبل القضاة العسكريين، كما كشفوا عن أساليب التعذيب المروعة التي يتعرَّض لها السجناء.

وأظهرت صورة الأقمار الصناعية لأراضي سجن صيدنايا في آذار تراكم العشرات من الأجسام المظلمة التي يقول الخبراء إنها تتفق مع أجساد البشر، وذكرت الصحيفة أنَّ “السجناء يتم تحويلهم من السجون في كافة أنحاء سوريا للانضمام إلى المعتقلين الذين ينتظرون الإعدام في قبو صيدنايا ومن ثم يتم إعدامهم شنقًا قبل الفجر”.

موضحةً أنَّ عدد القابعين في السجن قد قلَّ بسبب الإعدامات التي لا تتوقف، وأنَّ السجن كان يحتوي على ما بين 10-20 ألف سجين، أما الآن فهناك على الأقل قسم من السجن فارغ تمامًا، وبحسب السجناء الذين تم الإفراج عنهم، أنَّ بعضهم أرسلوا للشنق، إلا أنَّ أقاربهم قاموا بدفع عشرات آلاف الدولارات حتى حصلوا على حريتهم، وقال أحدهم: إنَّ “جميع من كان معي بالغرفة قد تم إصدار أحكام الإعدام بحقهم، وأن بعض المعتقلين مات قبل وصوله إلى حبل المشنقة بسبب سوء التغذية أو الإهمال الطبي أو الاعتداء الجسدي، وغالباً ما يحدث ذلك بعد حدوث انهيار نفسي، وسط حالات كثيرة من القتل والتعذيب التي وقعت أمامهم وقام بها حراس السجن، حيث اضطروا للنوم وبجانبهم جثة أحد الأشخاص الذين تم تعذيبهم أمامهم، أو تم ركل أحدهم حتى الموت.

وفي هذا الصدد، حمّل رئيس الهيئة السوريّة لفك الأسرى والمعتقلين المحامي “فهد الموسى” المجتمع الدولي المسؤوليّة التقصيريَّة والإنسانيَّة، وكلَّ تأخير منه بتأمين الحماية الدوليَّة للمعتقلين ووضع حدٍّ لهذه الجرائم سيثبت أنَّه شريك فعلّي مع الأسد في هذه الجرائم ضد الإنسانية.

وقال “الموسى” في تصريح خاص لوكالة “ستيب الإخباريّة”: إنَّ نظام الأسد يستمرُّ بجرائم الإبادة الجماعيَّة بحقِّ المعتقلين في المسلخ البشري في سجن صيدنايا كما هو ثابت في صور الأقمار الصناعية وعلى مرأى و مسمع العالم أجمع مستهزئا بالأمم المتحدة وبكل المنظَّمات الدوليَّة، والدول الفاعلة بالقضيَّة السوريَّة، ويضرب بعرض الحائط بكافة القرارات الدوليَّة والقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان بدون أدنى رادع من المجتمع الدولي بل بصمت وبضوء أخضر دولي، وللأسف خلال ثماني سنوات لم يُكلف مجلس الأمن الدولي نفسه إصدار قرار ملزم للأسد بوقف جرائم الإبادة الجماعية، وهذا الهلوكوست المريع وإطلاق سراح كافة المعتقلين في سوريا.

وأضاف المحامي: أنَّ سجن صيدنايا ما زال حتى الآن مسلخًا بشريَّا لتصفية عشرات آلاف المعتقلين السوريين بالإضافة إلى معسكرات الاعتقال في الأفرع الأمنيَّة، والمطارات العسكريَّة، ومعسكرات أمن الدولة في منطقة “نجها”، ومعسكرات الفرقة الرابعة ومعسكرات الشبيحة في دير شميل كلهّا عبارة عن مسالخ بشرية تضاهي سجن صيدنايا.

وكانت منظمة العفو الدوليَّة حددت من خلال صور الأقمار الصناعية للأراضي العسكرية بالقرب من دمشق، موقع مقابر جماعية ، تظهر زيادة في عدد حفر الدفن وشواهد القبور في مقبرة واحدة على الأقل منذ بداية العام.

PRISON SEDNAEA

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى