الشأن السوري

البرامج الترفيهية بمواسم الأعياد طُرق عديدة لتشليح الأموال بلا مقابل

تُعتبر الأعياد وسيلة ربح هائلة لشركات الإعلان والترفيه، والاتصالات على وجه الخصوص، وتتصف هذه المواسم بالأرباح الطائلة التي تعود على هذه الشركات، وعلى الرغم من اتباع معظمها ذات المنهجية بالتعامل مع المشاركين، إلّا أنَّ سوريا تحتل الصدارة باستغباء المواطن الدرويش والمُتاجرة بالعقول البسيطة.

ومع اقتراب ليلة “رأس السنة” يبدأ الترويج لضيوف اللية، فمثلاً “مايك فغالي” سيكون مُجدداً على قناة سما، في حديث عن توقعات عام 2019، وتبدأ القناة باستثمارها الشخصية المستضيفة لجلب المال ولإرسال رسائل جديدة من النظام السوري إلى عقول البسطاء.

وتعتمد آلية الترويج على تكثيف نشر الإعلانات حيث تكتب قناة سما في الشريط الإعلاني أسفل الشاشة أثناء عرضها مسلسلاً مُحبباً للناس، العبارات التالية “للتواصل مع مايك أرسل رسالة تتضمن مايك إلى .. تمنح الأولويّة للمشتركين الأكثر إرسالاً للرسائل !!

ويبدأ الناس بإرسال كم هائل من الرسائل، وكل رسالة تُحدد بمبغ مالي معين، وبعض الشركات تعتمد أسلوب الدفع التصاعدي، وعلى الرغم من إرسال عشرات الرسائل من ذات الرقم إلّا أنه لا يتّسع للقناة الرد على كل تلك الرسائل حتى لو كانت لصاحب الرقم الأكثر إرسالاً، وهذه وسيلة مشابهة تمامًا لشركات الاتصال كـ (سيريتل).

حيث تروّج عبر استغلال حاجة الناس وأحلامهم بحيازة سيارة أو ربح مبلغ من المال، أو أكثر إرسالاً للرسائل النصّيّة، لبرامج وهبت منابرها لممثلين مشهورين ومُحببين للناس، منها برنامج “كاش مع باسم ياخور” الذي عُرض موسم رمضان الماضي على مدار 30 يومًا، حيث قاربت أرباحه اليومية 100 مليون ليرة سورية، وبرنامج كاش مع النجوم الذي سيُقدمه الفنان “سيف الدين سبيعي” في رأس السنة 2019، وإذا لم تستجب و ترسل رسالة تفعيل للمشاركة بالمسابقة، يرسلون لك رسالة يخبروك بها أنك حالة خاصّة وتم تفعيل اشتراكك تلقائيّاً، وما عليك سوى أن تُجيب على الأسئلة المُرسلة لتزيد فرصك بالربح

ويبدأ معظم الناس بإرسال الرسائل وخسارة الأرصدة دون جدوى، الأمر الأكثر سخرية أنَّ مالك معظم شركات الاتصال والترفيه والشريك الأساسي في شركات أخرى تسيطر على حاجات المواطن، لكن تبقى جملة “يمكن يحالفني الحظ” هي الأكثر إقناعًا في هذه الحالات، وتعتمد شركات إعلانية أخرى بالترويج على أنَّ الربح يصل إلى المشاركة بتملّك أسهم في الشركة ذاتها.

ولا تقل حصة حكومة الأسد عن أرباح أصحاب شركات الاتصال، حيث لا تخلو مكالمة ولا حتى رسالة نصّيّة من ضرائب تُسَجّل على حساب المواطن، وتُخصم من رصيده أو من فاتورته، حتى أنها تستغل تمويل فعاليّات خيريّة للأيتام عبر جمع تبرعات من الرسائل السريعة، وبآخر المطاف لا يحصل الفقير على حصته ولا يصل الحالم إلى هدفه.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى