الشأن السوري

تطورات إيران… تهديدات متبادلة مع ترامب وأوروبا تتواسط للتهدئة، وتركيا وحماس والأسد يعلّقون

تتواصل التطورات السياسية بشكل متسارع في قضية توتّر العلاقات الأمريكية الإيرانية بعد مقتل قائد فيلق القدس الإيراني “قاسم سليماني” بغارة أمريكية في العراق.

ترامب يهدّد ومجلس النواب يهدئ

هدّد الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” مجدداً إيران في حال أقدمت على تهديد المصالح والمنشآت الأمريكية في الشرق الأوسط، بتنفيذ ضربات قوية وسريعة ضد مواقعها.

وقال ترامب: “إذا فعلو أي شيء فسيكون هناك انتقام كبير”، متسائلاً “لديهم الحق بقتل مواطنينا وليس لدينا الحق بمس مواقعهم الثقافية؟ “.

ومن جانبها قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي “نانسي بيلوسي”، “إنّ المجلس سيصوت هذا الأسبوع على مشروع قرار “يحدّ من سلطات الرئيس العسكرية لمنعه من قيادة الولايات المتحدة بشكل أحادي إلى حرب ضد إيران”.

وتحدثت عن أنّ إدارة ترامب نفذت في الأسبوع الماضي غارة جوية” استفزازية وغير متناسبة”، استهدفت مسؤولين عسكريين إيرانيين رفيعي المستوى”، مضيفةً: “إنّ هذه الغارة عرّضت جنودنا والدبلوماسيين وغيرهم للخطر بتهديد تصعيد خطير للتوترات مع إيران”.

وكان “ترامب” ردّ على منتقديه بالقول إنّ تغريداته على موقع تويتر ستكون بمنزلة “إخطار للكونغرس بأنّه إذا أقدمت إيران على ضرب أيّ شخص أو هدف أمريكي فإنّ الولايات المتحدة ستضرب بسرعة وبقوة كاملة، وربما بطريقة غير متناسبة”.

إيران تهدد بالرد عسكرياً

قال “حسن دهقان”، المستشار العسكري للمرشد الأعلى في إيران، “إنّ رد بلاده سترد على مقتل اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني عسكرياً بالتأكيد وأنه سيكون ضد مواقع عسكرية”.

وتابع قائلاً: “الأمر الوحيد الذي يمكنه إنهاء هذه المرحلة من الحرب هو أن يتلقى الأمريكيون ضربة مساوية للضربة التي قاموا بها وبعدها عليهم ألا يسعوا إلى تجديد الدورة”.

وبيّن أنّ قيادته أعلنت رسمياً بأنهم لايسعون للحرب، إلا أنّه يعتبر أنّ الأمريكيين هم من بدأ الحرب وعليهم قبول ردود الفعل المناسبة على أعمالهم، بحسب وصفه.

ومن جانبه هدد محسن رضائي، بتحويل تل أبيب وحيفا “إلى رماد” إذا ما نفذت الولايات المتحدة وعيدها بقصف أهداف إيرانية جديدة.

وقال محسن رضائي، رئيس مصلحة تشخيص النظام في إيران والقائد السابق للحرس الثوري: “إيران ستحول حيفا والمراكز (الحضرية) الإسرائيلية إلى رماد بطريقة تمسح بها إسرائيل من على وجه الكرة الأرضية”.

ولا تزال القوى السياسية العالمية تجري لقاءات واتصالات مكثّفة، من أجل احتواء الموقف وعدم انزلاق المنطقة لحرب إقليمية قدّ تحصل في حال قررت إيران فعلياً الرد العسكري على أمريكا.

ودعا مجلس خبراء القيادة في إيران بدوره، اليوم الاثنين، جميع المقاتلين إلى الاستعداد لطرد القوات الأمريكية من العراق.

وحذرّ في بيان له، القوات الأمريكية في المنطقة بأنها ستواجه قريباً مستنقعاً قاسياً عنوانه الانتقام، بحسب البيان.

إيران تعلّق الاتفاق النووي مع الغرب

كشفت إيران، أمس الأحد عن المرحلة الخامسة والأخيرة من برنامجها القاضي بخفض التزاماتها الدولية التي نص عليها الاتفاق النووي، مؤكدةً التخلّي عن كل القيود المتعلّقة بعدد أجهزة الطرد المركزي.

وقالت طهران في بيانها، “لم تعد هناك أية عوائق تشغيلية أمام البرنامج النووي لجمهورية إيران الإسلامية، سواءً تعلّق ذلك بالقدرة على تخصيب (اليورانيوم) أو بمستوى التخصيب أو بكمية المواد المخصّبة أو بالبحث والتطوير”.

وبذات الوقت تحدث البيان عن شروط إيران للعودة للاتفاق حيث جاء فيه، ” إذا رُفعت العقوبات (التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران منذ 2018) واستفادت إيران من ثمار الاتفاقية الدولية بشأن برنامجها النووي المبرمة في 2015، فإنّ جمهورية إيران الإسلامية مستعدّة للعودة إلى التطبيق الكامل لالتزاماتها”.

الأوربيون يتواسطون للتهدئة

دعت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، اليوم الإثنين، إيران إلى الالتزام بالاتفاق النووي الموقّع بينها ومجموعة (5+1)، بعد إعلان إيران تعليق الاتفاق.

وطالبت المستشارة الألمانية” أنجيلا ميركل”، والرئيس الفرنسي” إيمانويل ماكرون”، ورئيس الوزراء البريطاني “بوريس جونسون” ، إيران، في بيان مشترك بـ “العدول عن أي أعمال عنف أو أنشطة نووية أو التراجع عن أي إجراءات لا تمتثل لبنود الاتفاق النووي”.

وأكّد قادة الدول الثلاث ضرورة ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، بين الولايات المتحدة وإيران، حتى لا تنجر المنطقة إلى مواجهات لا تحمد عقباها.

وكان قادة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا قد توافقوا في وقت سابق الأحد، على العمل معاً من أجل احتواء التوتر في الشرق الاوسط، وفق ما أعلن متحدث باسم الحكومة الألمانية، مشيراً إلى أنّ “ميركل وماكرون وجونسون” متوافقون على أنّ نزع فتيل التصعيد هو أمرٌ مُلح.

نظام الأسد وحماس وتركيا يعلّقون

التقى اللواء “علي مملوك”، مبعوثاً من رأس النظام السوري “بشار الأسد” إلى طهران، مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني”علي شمخاني.

ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية، بأنّ حديثاً دار بين الطرفين حول التنسيق المشترك في المرحلة المقبلة، واعتبر” مملوك” أنّ “سليماني” ينتمي إلى جميع الأحرار ومقارعي الظلم بالعالم، وأنّ مقتله “يمهد لتحرير فلسطين” بحسب وصفه.

ومن جانبه قال رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)، “إسماعيل هنية”: “إنّ مقتل سليماني “جريمة نكراء”، ووعد باستمرار المقاومة”، حيث شارك هنية ونائبه صالح العاروري في تشييع جثامين “سليماني” ومن قتلوا معه، اليوم في طهران.

أما وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو”، فقدّ صرّح اليوم الإثنين، بأنّ مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني “قاسم سليماني”، يُشكّل خطراً حقيقياً على السلام في منطقتنا، مؤكداً أنّ بلاده ستواصل الجهود مع دول أخرى لتخفيف التوتر بين إيران وأمريكا.

اقرأ أيضاً : أردوغان لروحاني أشعر بالأسى لفقد الشهيد قاسم سليماني

ولا تزال القوى السياسية العالمية تجري لقاءات واتصالات مكثّفة، من أجل احتواء الموقف وعدم انزلاق المنطقة لحرب إقليمية قدّ تحصل في حال قررت إيران فعلياً الرد العسكري على أمريكا.

اقرأ أيضاً : ترامب لإيران “إذا هاجمونا مرّة أخرى، فسنضربهم بقوّة أكبر مما تعرضوا له”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى