مقال رأي

مقال رأي|| تحت شعار حرية التعبير

بقلم: المحلل السياسي جودت الجيران

لقد كان صادمًا ومؤسفًا وحقدًا مغلفًا برقي قرار الرئيس الفرنسي ماكرون بأنه لا يستطيع إدانة صحيفة شارلي إيبدو لأنها أعادت نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، بحجة أن فرنسا بلد حر وديمقراطي وفيها حرية التعبير مصانه ومضمونه.

وبالتالي بعد هذا الموقف المخجل والمخزي من رئيس بلد يدعي أنه بلد المدنية والتحضر، صار لزامًا علينا أن نسأل السيد ماكرون الضامن والكافل لحرية التعبير، هل يسمح لنا بضمانة حرية التعبير بأن نسب ونشتم علنا وأمام البلديات الأوروبية القيم والمثل والحضارة الأوروبية الكاذبة بدون أن نتهم بالبربرية والتخلف؟

هل يحق لنا أن نسب ونشتم ملوك فرنسا وقساوستها ونابليون وديغول وأن نقول إن الكذبة الكبرى كانت الثورة الفرنسية وأن هذه الثورة كانت ثورة إرهاب وإجرام وجرت بسبها الدماء أنهار في شوارع باريس وقتلت ألاف الفلاحين والنبلاء وبدون أن نتهم بالإساءة للقيم الفرنسية؟

هل يحق لي يا سيد ماكرون أن أكذب المحرقة النازية وأنكرها جملًة وتفصيلًا وأقول إن هتلر كان يتظاهر بكرهه لليهود ويدعي اضطهادهم بأمر من اللوبي اليهودي الذي كان يدعم اقتصاده وصناعاته الحربية سرًا حتى يتعاطف العالم مع اليهود ويمنحهم فلسطين بالمجان بحجة تخليصهم من اضطهاد النازية وبدون أن أتهم بمعاداة السامية؟

هل يحق لي يا سيد ماكرون وتحت شعار “حرية التعبير” أن أستهزئ بالحاخامات اليهود وأشبه ضفائراهم وقلنسواتهم وبذلاتهم السوداء بالعنزات السود؟

هل يحق لي أن أرسم نجمة داوود وشمعدانه على عتبة داري وأدوسها صباح مساء بدون أن أتهم بمعاداة السامية؟

طيب طيب.. سوف نرفع السقف أكثر هل يضمن لي حق حرية التعبير يا سيد ماكرون أن أرسم البابا عاريًا على لافتة كبيرة وأقف أمام كبرى الكنائس الأوروبية وأحرق صورته؟

هل يحق لي يا سيد ماكرون أن أرسم رسومًا كاريكاتيرية لقساوسة ورهبان الفاتيكان وهم يغتصبون الأطفال في أقبية المذبح المقدس بدون أن أتهم بالتطرف والإرهاب الإسلامي ومعاداة الأديان؟

طيب يا سيد ماكرون سوف نرفع السقف أعلى طالما أن حرية التعبير لا سقف يقيدها… هل يحق لي بأن أسب وأشتم الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس وأحتقر مذاهبهم وأسخر من معتقداهم؟

هل يحق لي أن أحرق الأناجيل الأربعة علناً في يوم قداس الأحد أمام الفاتيكان بدون أن أتهم بالتطرف والإرهاب؟

هل يحق لي أن أسخر من تماثيل العذراء وجيسوس الوثنية والصلبان النحاسية وأرميها في مجارير الصرف الصحي بدون أن أحاكم بتهمة ازدراء الأديان؟

هل يحق لي أن أرسم القساوسة كتاب الأناجيل الأربعة حنى ومتى ولوقا وإسكندر بأوضاع مخلة وأجعل أبني الصغير “تيمور” يتبول على صورهم ولحاهم؟

اقرأ أيضاً : بالفيديو|| ماكرون يضمّ ماجدة الرومي لصدره ويبكي .. “رح تكونوا بخير ماتخافوا”

هل يحق لي أن أسب وأشتم البابا أوربان الثاني معلن الحملات الصليبية على بلادنا الإسلامية وقاتل أطفال سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، هل يحق لي أن أسخر من بطرس الناسك وأسميه بطرس الأعور الدجال، هل يحق لي كل هذا أعلاه يا سيد ماكرون طالما أنك تضمن لي حرية التعبير؟.

اقرأ أيضاً : مجلة شارلي ايبدو تعيد نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد والتي تسببت تفجير مكتبها عام 2015 (صورة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى