الشأن السوري

بالترغيب أو الترهيب.. إيران تعمل على “تشييّع” شباب الجنوب السوري!!

تعمل إيران على تجنيد الشباب وتشييّعهم في المنطقة الجنوبية من سوريا بشكل عام، ومنطقة اللجاة شمال شرق درعا بشكل خاص، بهدف التمدد في المنطقة على حساب روسيا.

دورة عقائدية في جنوب لبنان

قال المحلل السياسي والعسكري “اللواء عبد الهادي ساري الخزاعلة” لوكالة “ستيب الإخبارية” إنَّ إيران وبالتعاون مع ميليشيا حزب الله اللبناني والفرقة الرابعة والمخابرات الجوية التابعين لنظام الأسد والمدعومين إيرانياً يعملون براحتهم في محافظتي درعا والقنيطرة، ودون أي تصد من الجانب الروسي والقوات والأفرع الأمنية المحسوبة عليه.

وأضاف الخزاعلة أنَّ إيران جنّدت العديد من أبناء محافظات السويداء والقنيطرة ودرعا وخاصة من شباب البدو في منطقة اللجاة، وأرسلتهم إلى منطقة عيترون الواقعة تحت سيطرة ميليشيا حزب الله في الجنوب اللبناني، بهدف إقامة دورة عقائدية لهؤلاء المتطوعين لمدة 45 يوماً، وتهيئتهم لاعتناق المذهب الشيعي، ومن ثمَّ تدريبهم عسكرياً لمدة ستة أشهر في سوريا.

وبعد إنهاء هذه الدورات يتم تقسيم المتطوعين على مجموعات وتسليمهم مهام منها الوقوف على الحواجز العسكرية والأمنية التي تدين بالولاء لإيران في المنطقة، أو إنشاء فرق اغتيالات هدفها الأول عناصر وقادة المعارضة السابقين، إضافة إلى نشر المذهب الشيعي بين الأهالي في المنطقة.

ولفت الخزاعلة إلى أنَّ إيران تقدم مغريات تستطيع من خلالها جذب المتطوعين إلى صفوفها، منها راتب شهري يبلغ 250 دولاراً للعنصر، والتسليح ومنح النفوذ للمتطوع في بيئته ومجتمعه المحيط.

موطئ قدم إيراني

أشار الخزاعلة إلى أنَّ إيران تهدف من سياستها في الجنوب السوري إلى إيجاد موطئ قدم دائم حتى في حال سقوط الأسد ونظامه، إضافة إلى فتح طريق من العراق إلى المنطقة الجنوبية “محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة” ومنها إلى الجنوب اللبناني الذي يتبع عقائدياً لإيران.

كما تهدف إيران إلى صبغ المنطقة الجنوبية بالصبغة الشيعية، ولفت الخزاعلة في هذا السياق إلى أنَّ المنطقة الجنوبية شهدت عقب انطلاق الثورة السورية ظهور أعداد لا بأس بها من الملتحقين بالمذهب الشيعي، وهؤلاء المتشيعين هم من الموالين لإيران، مما يهدد بتغيير النسيج السوري المذهبي في المنطقة مع مرور الوقت.

ونوّه الخزاعلة إلى أنَّ إيران حاولت أكثر من مرة استقطاب شيوخ العشائر وكسبهم إلى صفها، وكانت آخرها خلال اجتماع بين ضباط إيرانيين وضباط من الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية مع شيوخ عدد من العشائر في مدينة طفس بريف درعا الغربي، ولكن الشيوخ رفضوا مطالب الوفد، ما جعل إيران تتجه إلى التطويع الفردي لشباب المنطقة.

ولم يبقَ أمام شباب المنطقة سوى عدد محدود من الخيارات، فإما التطوع مع الميليشيات والقوات التابعة لإيران، أو التعرض للقتل أو الاعتقال والاختفاء القسري.

الجدير بالذكر أنَّ المقدم في الفرقة الرابعة “محمد العيسى” هدد قبل أسبوع لجنة درعا المركزية بالتصعيد واستخدام العنف في حال التعرض لعناصر الفرقة، لتقوم بعدها الفرقة بنشر حواجز جديدة غربي درعا، واستقدام عناصر مجهولي الهوية إلى المنطقة، والذين يعتقد تبعيتهم لميليشيا حزب الله اللبناني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى