الشأن السوري

روسيا تحصد نتائج تدخلها في سوريا.. وتستأجر ميناء طرطوس لنصف قرن!!

أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي “يوري بوريسوف” اليوم خلال مؤتمر صحفي أعقب اجتماعه مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، بأَّن روسيا ستستأجر ميناء طرطوس على الساحل السوري لمدة 49 عاماً، لأغراض النقل والاستخدام الاقتصادي خلال الأسبوع المقبل.

لغايات اقتصادية

وقال بوريسوف بحسب وكالة “سبوتنيك” الروسية إنَّ “القضية الرئيسية التي يجب أن تعطي ديناميكية إيجابية هي استخدام ميناء طرطوس، والزيارة للأسد جمعت هذه الاتفاقات، وتقدمنا بشكل جيد للغاية في هذا الأمر، ونأمل أن يتم توقيع العقد خلال أسبوع، ولمدة 49 عاماً سوف يبدأ تشغيل ميناء طرطوس أمام العمليات التجارية الروسية”.

ووفقاً لبوريسوف فإنّ هذا القرار اتخذ في اجتماع اللجنة الحكومية الدولية في ديسمبر/كانون الأول من العام 2018، كما أعرب بوريسوف عن أمله في أن يكون هذا القرار “لصالح الاقتصاد السوري أولاً” على حد تعبيره.

وكانت موسكو ودمشق قد وقعتا في وقت سابق على اتفاقية حول توسيع مركز الإمداد المادي والتقني التابع للأسطول الحربي الروسي في طرطوس، وتسمح هذه الاتفاقية بتواجد 11 سفينة حربية ونووية في آن واحد معا، ولمدة 49 عاماً، مع إمكانية التجديد لمدة 25 عاماً أخرى.

وبحسب الاتفاقية التي بدأ تطبيقها مطلع عام 2017، فإنَّ روسيا تتولى حماية مركز الإمداد التابع لأسطولها في البحر والجو، فيما يتولى النظام السوري الدفاع عن المركز من البر.

إضافة إلى إعطاء النظام السوري لروسيا حق الاستخدام المجاني للأراضي والمياه وبعض العقارات في منطقة طرطوس طيلة فترة الاتفاق.

روسيا تحصد ثمار تدخلها

قال المحلل السياسي والعسكري اللواء “محمود علي” لوكالة “ستيب الإخبارية” إنَّ التدخل العسكري الروسي في سوريا لم يكن هبة من الروس، وإنما كانت روسيا تريد امتيازات اقتصادية واستراتيجية وسياسية ثمناً لتدخلها.

واتفاق ميناء طرطوس هو اتفاق اقتصادي في ظاهره، ولكن في الحقيقة هو موطئ قدم للقطع الحربية والبارجات الروسية إلى المياه الدافئة على المدى البعيد، وستبدأ روسيا بحصد ضريبة تدخلها لصالح النظام السوري في سوريا على شكل تواجد واحتلال عسكري واقتصادي.
وأشار اللواء محمود إلى أنَّ هذه الاتفاقية لا تدل على إفلاس الأسد، فالأسد يملك مليارات الدولارات في البنوك الغربية والعربية، ولكنها تدل على إفلاس نظامه وانهيار الدولة، بعد دمار سبعين بالمئة من البلاد.

وعن أهمية طرطوس لروسيا قال اللواء محمود إنَّ تواجد روسيا في البحر المتوسط سيساهم في حماية روسيا لمصالحها، مما يعزز تواجد روسيا على الساحة الدولية، ويظهرها بمظهر البلد التي تملك قواعد عسكرية في العالم.

والجدير بالذكر أنَّ روسيا أعلنت عن تدخلها في سوريا إلى جانب النظام السوري وبشكل رسمي في أواخر العام 2015، وشهدت البلاد بعدها انهيارا في سيطرة فصائل المعارضة السورية على معظم المناطق التي كانت تسيطر عليها سابقاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى