العفو الدولية : الذخائر العنقودية تؤجج الكارثة الإنسانية بالغوطة الشرقية
كشفت منظمة العفو الدولية ، في تقريرها يوم أمس الخميس، عن أنّ استخدام قوّات النظام المتزايد للذخائر العنقودية المحظورة السوفييتية الصنع ، لشنّ هجمات عشوائية و مباشرة على المدنيين ، وسط تضييق للحصار المفروض على مناطق المعارضة في غوطة دمشق الشرقية ، قد أدى إلى مقتل عدد من المدنيين ، و دفع الأزمة الإنسانية في المنطقة إلى حافة الانهيار .
و في هذا السياق ، قال فيليب لوثر ، مدير البحوث و كسب التأييد للشرق الأوسط و شمال أفريقيا : إنّ ” قوّات النظام ترتكب جرائم حرب بأبعاد أسطورية في الغوطة الشرقية ، فتستعمل استراتيجيتها الوحشية المعتادة في حصار المدنيين و قصفهم بعد أن طبقت ذلك بأثر مدّمر في حلب و داريا و سواهما من معاقل المعارضة ، حيث يجبر السكان على الاستسلام أو الموت جوعاً ” .
و ذكر التقرير أنّ صور تبادلها ناشطون في الغوطة الشرقية مع منظمة العفو الدولية، و قام خبراؤها في مضمار الأسلحة بالتحقّق منها ، بقايا ذخائر عنقودية من هجمات وقعت في الأيام العشرة الفائتة ، ولا سيما في 19 نوفمبر / تشرين الثاني ، حيث ظهرت في الصور مقذوفات أرضية عنقودية سوفييتية الصنع من عيار 240مم 308 و تحتوي كلّ منها على ما يصل إلى عشر ذخائر فرعية ، و طبقاً لخبراء ” مرصد الألغام الأرضية و الذخائر العنقودية ” ، فقد ظهرت هذه الذخائر للمرة الأولى عقب بدء روسيا ضرباتها الصاروخية ضد الجماعات المناهضة للنظام في سبتمبر/ أيلول 2015 .
و تحظر مثل هذه الأسلحة من قبل ما يربو على مئة دولة بسبب ما تمثله من خطر هائل على المدنيين جراء طبيعتها العشوائية ، و مضى فيليب لوثر إلى القول: ” لقد أظهرت الحكومة السورية ازدراء قاسياً لحياة مئات آلاف الأشخاص ممن يعيشون في الغوطة الشرقية منذ أن فرضت حصاراً على المنطقة في أواخر 2012 ، و لكن هذا التصعيد الأخير في الهجمات الذي يستهدف المدنيين و البنية التحتية المدنيّة باستخدام ذخائر عنقودية محظورة دولياً أمر مروع ، فهناك ما يقرب من 400 ألف مدني يصارعون من أجل البقاء تحت القصف اليومي ، و غالباً كل ساعة ، دونما فرصة للحصول على الطعام أو على الرعاية الصحية ” .
و أضاف : “على روسيا ، بصفتها طرفاً في هذا النزاع ، مسؤولية خاصة في ضمان أن توقف حليفتها ، و يتعيّن على الدول الأخرى استخدام نفوذها للضغط على النظام كي يسمح لأعمال الإغاثة الإنسانية بأن تمرّ دون عوائق لتصل إلى المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية و غيرها ” .
و قد أبلغ ناشطون منظمة العفو الدولية أن الحكومة السورية هاجمت المناطق السكنية كذلك بأسلحة غير دقيقة وبصواريخ من صنع محلي ، مثل “صواريخ الفيل” ، التي سميّت كذلك بسبب ما تصدره من صوت متميز عند إطلاقها .
و شاهد مصطفى ، وهو متطوع مع الدفاع المدني يقوم بأعمال الإنقاذ عقب الهجمات العسكرية ، هجوماً على سوق مكتظة في 19 نوفمبر/تشرين الثاني ، و أبلغ منظمة العفو الدولية : ” سمعت انطلاق الصاروخ لأنّ القاعدة العسكرية للنظام كانت قريبة ، ثم رأيت بوضوح مظلّات تسقط و قد علقت بها قنابل صغيرة ، و بعد عشر ثوان ، تردّد صدى سلسلة من الانفجارات ، بعد ذلك استمر القصف و لكن الصوت كان مختلفاً .. ذهبت إلى مسرح الهجوم و شاهدت أشخاصاً جرحى على أرض الغرفة ، و كان بينهم نساء وأطفال و رجال ، و فارق عدد منهم الحياة ” .
المصدر : ( منظمة العفو الدولية )