صحيفة روسية: لهذا السبب سمحت روسيا لإسرائيل بقصف سوريا مجددًا
نشرت صحيفة “سفابودنايا براسا” الروسية تقريرًا تحدثت فيه عن الهجوم الأخير الذي شنته إسرائيل على سوريا وحجم الخسائر التي أسفرت عنه، وسط تعدد في الافتراضات حول تورط روسيا المباشر أوغير المباشر في هذه الهجمات.
ووفق ما جاء في التقرير، أنه ليلة الاثنين 1 تموز/ يوليو، هاجمت إسرائيل سوريا مجددّا، وكانت الخسائر فادحة، حيث قتل مدنيون من بينهم طفل وأصيب أكثر من عشرين شخصًا.
في المقابل، كانت خسائر قوات النظام والمليشيات التابعة لإيران قليلة، ما يعني أن الهجوم الموجه لطهران كان فاشلًا.
وذكرت الصحيفة أن الهجمات الإسرائيلية التي شنت في الآونة الأخيرة على دمشق وحمص كانت من أقوى الهجمات.
وبحسب جيش النظام، فأن أنظمة الدفاع الجوي تمكنت من إسقاط معظم الصواريخ الإسرائيلية، الأمر الذي ساهم في الحد من الأضرار.
في حين يعتقد خبراء إسرائيليين أن الصواريخ الإسرائيلية قد حققت الهدف المنشود.
وأشارت الصحيفة إلى أن أنظمة إس-300 الروسية لم ترد على الهجمات، رغم قدرتها على ذلك.
الأمر الذي يثير تساؤلات حول سبب عدم الرد على هذه الهجمات بأنظمة إس-300 التي تتمتع بجهاز رادار.
لماذا لم تتصد روسيا للهجمات؟
أشارت الصحيفة، إلى أن من بين الأسباب التي تفسر ذلك، نجاح المفاوضات بين سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، ومستشار الرئيس الأمريكي جون بولتون.
وتجدر الإشارة إلى أن الهجوم وقع بعد أيام قليلة من الاجتماع، علمًا بأن موسكو لم تقم بأي ردة فعل. وحسب إسرائيل، أنه من غير الممكن القيام بمثل هذه العملية دون التنسيق مع روسيا.
وبطبيعة الحال، إن المستفيد من هذه المفاوضات هي تل أبيب، بحسب الصحيفة.
التنسيق الإسرائيلي الروسي
وقالت الصحيفة، إن وصول إسرائيل إلى المجال الجوي للبحر الأبيض المتوسط من قبرص نحو سوريا ولبنان يتطلب التنسيق مع الجيش الروسي المتواجد في المنطقة.
ومن الواضح أن هناك اتفاقيات جديدة بين اسرائيل وروسيا حول “تقسيم المهام” في سوريا.
عن موقف الولايات المتحدة
في المقابل، تغض الولايات المتحدة الطرف عن القصف الوحشي لإدلب الذي يسفر يوميًا عن وقوع خسائر جسيمة.
ومن الصعب التأكد من سبب عدم اكتراث واشنطن بشؤون إدلب، والسبب المرجح هو تورط تل أبيب في اتفاق مع روسيا.
طيران إسرائيل فوق المتوسط
وذكرت الصحيفة، أن تحليق الطائرات الإسرائيلية فوق البحر الأبيض المتوسط دون أن يلاحظها أحد أمر غير منطقي.
وفي وقتٍ سابق، تم رصد الطائرات الإسرائيلية أكثر من مرة، وبحسب الدوائر العسكرية الروسية، تفيد بأن هناك تنسيق بين موسكو وتل أبيب، ولا يوجد تواطؤ بين روسيا وإسرائيل ضد إيران، وإنما ضد سوريا.
وبحسب الصحيفة، أن مصادر رسمية روسية ترجّح أن رحلة باتروشيف أدت إلى بعض التغييرات السياسية الروسية فيما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل.
وفيما يتعلق بحادثة غرة تموز/يوليو، فقد أكدت مصادر أن الجيش الروسي كان على علم مسبق بالهجوم.
معاهدة بين الطرفين
إضافة إلى ذلك، هناك معاهدة بعدم اعتداء الطرفين على بعضهما البعض، حيث تتعهد تل أبيب بتجنب إلحاق الضرر بالروس في سوريا، وكذلك الأمر ينطبق على موسكو.
ويمكن وصف العلاقة بين البلدين بأنها محايدة إلى حد ما، إذ لا يمكن وصفهما بالحلفاء ولا بالأعداء، إلا أن التنسيق بينهما ضروري لتجنب أي صدف غير سارة.
وختمت الصحيفة، أن المعلومات التي تتلقاها روسيا من إسرائيل تُنقل بصفة دورية إلى الزملاء السوريين. وعلى العموم، إن نجاح سوريا في صد هجمات غرة تموز/يوليو الصاروخية كانت سوريا في حقيقة الأمر على علم مسبق بالهجوم.
ولا توجد مطالب لدى دمشق تجاه موسكو فيما يخص الهجمات الجوية الإسرائيلية، إذ أن روسيا ملزمة بحماية قواعدها العسكرية ومواطنيها على الأراضي السورية فقط.