الشأن السوري

خاص: تيمنًا بتغييرات حكومة الأسد، قيادة الأركان بالجيش الوطني تُقيل “العفيسي” وتُعيّن “إدريس” بديلاً عنه

وردت معلومات مؤكّدة لوكالة ستيب الإخبارية عن إقالة العقيد “هيثم العفيسي” من منصبه كـ قائد لأركان الجيش الوطني، وتعيين اللواء “سليم إدريس” عوضًا عنه.

ولم يتم الإعلان رسميًا عن القرار الجديد، إلّا أنَّ مصادر من داخل وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة، أكّدت لـ ستيب نيوز قرار تعيين “إدريس” قائدًا لأركان الجيش الوطني، الذي تمّت الموافقة عليه ليلة أمس الإثنين.

وأشارت المصادر إلى أنَّ شخصية “سليم إدريس” كانت مطروحة كـ بديل عن “العفيسي” منذ عدة أشهر، وتحديدًا عقب الفضيحة الجنسية التي لاحقت الأخير.

لقاءات سابقة

ذكرت مصادر متقاطعة للوكالة أنه جرى قبل أيام اجتماع بحضور العقيد “حسن حمادة” معاون وزير الدفاع، والعقيد المُقال “هيثم عفيسي”، حيث التقى الجانبان بالدكتور “جواد أبو حطب” الرئيس السابق لـ الحكومة السورية المؤقتة، في مقر الحكومة في أعزاز بـ قائد الشرطة العسكرية والضباط رؤوساء الأفرع والأقسام.

وتمَّ التأكيد على أهمية التعاون والتنسيق من أجل الوصول إلى “استقرار أمني” في الشمال السوري، ونوّه “أبو حطب” إلى أهمية عمل الشرطة العسكرية ودورها في استتباب الأمن، مما يسرع في تنشيط الحياة الاقتصادية والتجارية في المنطقة.

من هو سليم إدريس؟

ولد “سليم إدريس” في قرية المباركية قرب حمص عام 1958، وتخرج من أكاديمية الهندسة العسكرية عام 1981 ليعين بعدها في أكاديمية الهندسة العسكرية، وحصل على الماجستير والدكتوراه في الهندسة من ألمانيا.
ويعتبر شخصية جدلية في أوساط المعارضة، فبعد انشقاقه عن نظام الأسد في حزيران 2012، عُيّن في أشهر قليلة في قمة التشكيل الهرمي للجيش الحر، الأمر الذي حمّل أسئلة كثيرة حول سبب الصعود السريع له.

يُعرف بتقربه من الغرب، إلّا أنَّ هذا التقرب لم يمنع الولايات المتحدة من رفض استقباله لثلاث مرات متتالية من آذار الماضي، كان آخرها عقب الهجوم الكيميائي في الغوطة الشرقية بدمشق.

وسجّل “إدريس” تصريحات مثيرة، أهمها تعهّده بتشكيل جيش قوامه ثلاثون ألف مقاتل، لحماية آبار النفط والمنشآت الحيوية شمال سوريا، الأمر الذي أثار ردود فعل مختلفة حول الدور الحقيقي المتمثل بالعمل على إسقاط النظام أولاً وتوفير الطاقات في سبيل ذلك.

فضيحة جنسية

قبل أشهر، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي عقب نشر مقاطع جنسية مصوّرة أظهرت العقيد “العفيسي”، وبجانبه إحدى السيدات وهما في وضع غير لائق.

ونفى العقيد صحة ما تمَّ نشره وتذرّع بأنها مقاطع تمَّ تطبيقها عبر برنامج “الفوتوشوب”، ليتبيّن لاحقًا أنَّ المرأة التي ظهرت في المقطع المصوّر هي سيدة تركية تدعى “ل.ج”، كان قد تعرّف عليها في مدينة غازي عينتاب التركية، وتورّط معها في علاقة مشبوهة.

تزامن ذلك مع فضائح مماثلة لقيادات ومسؤوليين عسكريين في فصائل المعارضة المدعومة من تركيا، أحدهم فصيل “فرقة السلطان مراد”، الذي اتهم أحد قياداته بالاعتداء جنسيًا على إحدى السيدات في عفرين.

وشكّلت تلك الفضائح أزمة في صفوف قيادات الجيش الوطني، وسط مطالب بإقالة “العفيسي” وتعيين شخص آخر عوضًا عنه.

إقالة سابقة

في تاريخ السابع عشر من فبراير عام 2014، أقال المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر اللواء “سليم إدريس” من مهامه كـ رئيس لهيئة الأركان، وعيّن حينها العميد الركن “عبد الإله البشير” مكانه.

وجاء في نصَّ البيان أنه “حرصًا على مصلحة الثورة السورية المظفرة، ومن أجل توفير قيادة للأركان تقوم بإدارة العمليات الحربية ضدَّ النظام المجرم وحلفائه من المنظمات الارهابية، وبسبب العطالة التي مرّت بها الأركان على مدى الشهور الماضية، ونظرًا للأوضاع الصعبة التي تواجه الثورة السورية ولإعادة هيكلة قيادة الأركان، تمَّ تعيين العميد عبدالإله البشير”.

ورفض “إدريس” قرار المجلس حينها، وقال في كلمة مصوّرة إنَّ “القيادات العسكرية على الأرض في سوريا ترفض هذا القرار وإنها فوضته لـ إعادة هيكلة شاملة للأركان تشمل القوى العسكرية المعتدلة العاملة على الأرض”، موجهًا اتهامات لوزير الدفاع السابق “أسعد مصطفى”.

كما اتهم إدريس “أطرافًا من المعارضة السياسية والعسكرية باتخاذ تدابير ينبع أغلبها من مصالح فردية وشخصية”.

وفي وقت سابق، وعند تشكيل وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة، طلب رئيس الحكومة حينها من الألوية الميدانيين وعلى رأسهم اللواء “سليم إدريس” واللواء “محمد فارس”، استلامهما لـ وزارة الدفاع. إلّا أنَّ الطرفين رفضا العرض مبررين أنهما قيادات عسكرية، وفقًا للمصادر.

خاص: تيمنًا بتغييرات حكومة الأسد، قيادة الأركان بالجيش الوطني تُقيل "العفيسي" وتُعيّن "إدريس" بديلاً عنه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى