أخبار العالمسلايد رئيسي

“جريمة حرب” أم “إبادة”.. بايدن وماكرون اختلفا على الجرائم في أوكرانيا..فما الفرق بينهما؟!

تباينت الآراء الدولية حول توصيف الجرائم في أوكرانيا، بين من وصفها بجريمة حرب ومن وصفها بجريمة إبادة جماعية، والبعض لا يزال يشببها بما ارتكبته روسيا في سوريا، بالوقت الذي تنفي وترفض موسكو كل ذلك.

تباين الآراء الدولية حول أوكرانيا

كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال أمس الأربعاء: “ما يحدث هو جنون، إنها وحشية غير مسبوقة”، ووصف الجرائم في أوكرانيا بأنها جريمة حرب.

ولم يستخدم ماكرون عبارة “إبادة جماعية” مشككاً في فائدة “التصعيد الكلامي” لإنهاء الحرب، ورداً على سؤال عبر قناة فرانس 2 بشأن تصريحات بايدن، أجاب ماكرون أنه يريد “توخي الحذر باستخدام المصطلحات”.

بينما كان الرئيس الأمريكي جو بايدن فاجأ الجميع يوم الثلاثاء، بقوله إنّ نظيره الروسي فلاديمير بوتين، يرتكب “إبادة جماعية” في أوكرانيا، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ الأمر يعود للمحامين الدوليين أن يقرّروا” ما إذا كانت الجرائم المرتكبة في أوكرانيا هي فعلاً إبادة جماعية أم لا.

ومن جانبها أيضاً قالت المسؤولة الثالثة في وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند عبر شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية “أعتقد أنّه بمجرّد أن نتمكّن من جمع كلّ الأدلة، سنخلص في النهاية إلى نفس النتيجة التي توصّل إليها الرئيس بايدن، لأنّ ما يحدث على الأرض ليس صدفة”.

وأضافت “هذا قرار متعمّد اتّخذته روسيا وقواتها لتدمير أوكرانيا وسكّانها المدنيين”.

واعتبر المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو، أن موقف ماكرون “من توصيف الجرائم في أوكرانيا مخيب للآمال”، بينما أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بموقف بايدن.

إمكانية محاسبة بوتين على الجرائم في أوكرانيا

ولم يستبعد الخبراء القانونيون إمكانية توجيه لائحة اتهام إلى بوتين، الذي انتقده بالفعل بعض القادة الغربيين باعتباره مجرم حرب.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فقد كشف تقرير لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن بعض الفظائع التي ارتكبتها القوات الروسية في أوكرانيا قد تشكل “جرائم حرب”.

وذكر التقرير، الذي أعده محققون من 12 دولة، أن القوات الروسية ارتكبت جرائم لا تعد ولا تحصى من اغتصاب واختطاف وهجمات على أهداف مدنية، فضلاً عن استخدام ذخائر محظورة.

وأجرى المحققون تحقيقات في جميع البلدات والقرى التي تعرضت للقصف، وقالوا إن القوات الروسية ارتكبت “أنماط واضحة” لانتهاكات حقوق الإنسان.

وسبق وكانت المحكمة الجنائية الدولية أعلنت أنها ستجري تحقيقًا في جرائم حرب محتملة في أوكرانيا الشهر الماضي، كما أن هناك عدد من الدول تبحث في طريقة يمكن أن تساعد بها للأمم المتحدة في إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة موسكو على انتهاكاتها.

ما الفرق بين جرائم الحرب والإبادة

وتعرّف “جرائم الحرب” بأنها انتهاكات جسيمة للقانون الدولي تُرتكب ضد مدنيين أو مقاتلين أثناء نزاع مسلح وتؤدي إلى تحميل مرتكبيها مسؤولية جنائية فردية، حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

وهذه الجرائم تنطبق على الانتهاكات التي تطال اتفاقيات جنيف التي أقرت في 1949 في أعقاب الحرب العالمية الثانية. وأدرج تعريفها في المادة الثامنة من “نظام روما” المعاهدة المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية التي تم اعتمادها في حزيران/يونيو 1998.

وتحدد المادة الثامنة من الاتفاقية أكثر من خمسين نموذجاً لجرائم الحرب، من بينها القتل والتعذيب واحتجاز الرهائن وتجنيد الأطفال للقتال والتهجير غير القانوني والهجمات المتعمدة ضد المدنيين والنهب والهجمات المتعمدة ضد بعثات المساعدة الإنسانية أو حفظ السلام.

أما الجرائم ضد الإنسانية فقد وضع تعريفها في الثامن من آب/أغسطس 1945 بموجب المادة السادسة من النظام الأساسي لمحكمة نورمبرغ الدولية.

وتُعرَّف هذه الجريمة بأنها “القتل العمد والإبادة والاستعباد والتهجير وأي فعل غير إنساني آخر يرتكب ضد سكان مدنيين قبل الحرب أو خلالها أو الاضطهاد على أسس عرقية أو دينية”.

كما تعرف في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، بأن الجرائم ضد الإنسانية هي أفعال مثل القتل والإبادة والاغتصاب والاضطهاد وكل الأعمال اللاإنسانية الأخرى التي تُرتكب” في إطار هجوم واسع أو منهجي موجّه ضد أي سكان مدنيين مع العلم بهذا الهجوم”.

بينما الإبادة الجماعية فقد استخدمت هذه العبارة لأول مرة من وجهة نظر قانونية في محاكمات نورمبرغ للإشارة إلى تصفية اليهود.

وقد أصبحت بعد ذلك جزءاً لا يتجزأ من القانون الدولي في 1948 بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها.

وتعرّف الإبادة على أنها “جريمة تُرتكب بقصد تدمير مجموعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية بأكملها أو جزء منها”.

ولإثباتها يتعين على ممثلي الادعاء أولا إظهار أن الضحايا كانوا جزءاً من جماعة قومية أو عرقية أو دينية مميزة، ويستبعد ذلك الجماعات المستهدفة بسبب أفكارها السياسية.

مواضيع ذات صِلة : 9 من أسباب فشل روسيا بأوكرانيا وواشنطن تحيي برنامجاً من الحرب العالمية الثانية ضدها

ويصعب إثبات الإبادة الجماعية مقارنة بالانتهاكات الأخرى للقانون الإنساني العالمي مثل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لأنها تحتاج دليلاً على النية.

شاهد أيضاً : جلد النساء الأوكرانيات في الشوارع أمام الجميع وناشطون ” أين منظمات حقوق الإنسان”

"جريمة حرب" أم "إبادة".. بايدن وماكرون اختلفا على الجرائم في أوكرانيا..فما الفرق بينهما؟!
“جريمة حرب” أم “إبادة”.. بايدن وماكرون اختلفا على الجرائم في أوكرانيا..فما الفرق بينهما؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى