الشأن السوري

مأساة الغوطة مستمرة.. اعتقالات للأحياء ونبش قبور الأموات !!

أوضاع مأساوية تشهدها “غوطة دمشق الشرقية” بعد سيطرة قوّات النظام عليها في شهر أبريل / نيسان الماضي، بسبب استمرار حملة الاعتقالات بحقّ الشباب، وخاصة في مراكز الإيواء رغم إجرائهم لما يُسمّى “التسوية” أو “مصالحة وطنية”، بالإضافة إلى وجود بعض جثث ضحايا القصف تحت الأنقاض مما تسبّب بتلوث البيئة لانتشار روائح الجثث في الأجواء، فضلاً عن الفقر وشح المساعدات الإنسانية.

و في تصريح خاص لوكالة “ستيب الإخبارية” قال السيّد “أبو اليسر براء” رئيس رابطة إعلاميي الغوطة الشرقية: إنّ عدّة حالات اعتقال حصلت في مدن “دوما وعربين وسقبا وعين ترما”، بينهم نساء اعتقلن بسبب عملهن في مجال التدريس خلال الثورة، كما قامت قوّات النظام بمداهمة منازل أشخاص مطلوبين مسبقاً منذ بدء الثورة بعد أن هُجّروا إلى الشمال السوري، فقاموا بسرقة جميع ممتلكاتهم وإفراغها بالكامل.

وحول عملية إخراج الجثث، أوضح براء، أنّها حدثت في مدينة “دوما” بينما في مدينة “عربين” حاول عناصر من الفرقة الرابعة استخراج بعض الجثث قبل أن يقع إشكال مع فرع الأمن السياسي الموجود في المدينة مما أدى إلى منعهم من استخراجها، باستثناء نبش بعض القبور بحجة البحث عن أسلحة داخل المدافن. مؤكداً أنّ قوّات النظام عمدت إلى إلغاء العمل في مقبرتين قديمتين في عربين واستبدالهما بحدائق عامة، الأمر الذي رفضه وجهاء المدنية وشيوخها.

أمّا ما يخصّ موضوع عودة المهجّرين من الشمال السوري إلى الغوطة، فذكر أبو البراء وهو عضو مجلس محافظة ريف دمشق: أنّها محاولة تصنّف ضمن “الحرب النفسية” التي يشنّها الأسد وحليفته روسيا لأنّ موضوع العودة “يُطرح بطريقة ساذجة” ويدّعيه أطراف النظام ومنهم من انشقوا عن صفوف الثورة بما يُسمّى “الضفادع”؛ وتندرج محاولة العودة ضمن إطارين الأول: أنّ جميع الذين خرجوا إلى الشمال السوري بأسماء وهمية والنظام لا يعلم عنهم شيء وبالتالي النظام يحاول جمع قاعدة بيانات للمهجّرين لمحاسبتهم أو منعهم من دخول الغوطة لاحقاً؛ والإطار الثاني يتمثّل بإحداث شرخ في المناطق المحرّرة بين الأهالي والوافدين كما أنّ موضوع العودة يتطلّب تنسيق مع فصائل المعارضة، فإرسال النظام حافلات لقلعة المضيق دون تنسيق “أمر غير منطقي”.

وأشار إلى أنّ بلدة “حمورية” لا تزال “غير مسكونة” لأنّه لم تدخلها مؤسسات حكومية بعد ولم يعمل النظام على رفع الأنقاض وفتح الطرقات، وقبل أيام تم انتشال بعض الجثث ونبش المقبرة، كما غادر معظم عوائل حمورية مراكز الإيواء باستثناء الشباب بسن الخدمة العسكرية.

وفي وقت سابق، أفادت وكالات الأمم المتحدة في سوريا، بأنّ حوالي “4400” نازح عادوا من ريف دمشق إلى الغوطة الشرقية، في الفترة ما بين 15 و19 أيار/مايو، وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دو جاريك: إنّ “الحالة الإنسانية داخل الغوطة لا تزال مروّعة، وهناك حاجة ماسّة إلى تدخلات لتوفير المأوى وغير ذلك من المساعدات الإنسانية غير الغذائية لدعم المدنيين”.

يُذكر أنّ حملة النظام في 18 – 2 – 2018 راح ضحيتها أكثر من ١١٠٠ قتيل و٥٠٠٠ جريح ودمار هائل، جرّاء قرابة الـ ٦٧٠٠ غارة و٢٧٥٠ برميلاً متفجراً ومئات الصواريخ وقذائف المدفعية و١١ هجوماً بغاز الكلور وهجوم بغاز السارين، وإلى الآن يتم انتشال جثث من تحت الأنقاض كان يصعب الوصول إليها أثناء الحملة لكثرة القصف وعجز فرق الدفاع المدني والإسعاف.

 

Datei 26.10.17 14 19 39

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى