الشأن السوري

تقرير: ماهي شروط أمريكا وتركيا وقسد بشأن المنطقة الآمنة، وما دور القوّات العربية فيها!!

توّجت المحادثات الأخيرة للوفد الأميركي برئاسة “جيمس جيفري” مع المسؤولين الأتراك في أنقرة، بالفشل، وأعقبها تصريحات الحكومة التركية بشنِّ عملية عسكرية مرتقبة في مناطق شمال شرق سوريا، في محاولة منها للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية.

فيما لا يزال الصراع (الأمريكي – التركي) حول عزم واشنطن إرسال قوّات عربية بقوام “خليجي” لنشرها إلى جانب قوّات التحالف الدولي في مناطق شمال شرق سوريا، الأمر الذي ترفضه أنقرة.

صراع المنطقة الآمنة

أظهر تقرير موسّع، أنَّ الجولة الأخيرة من المفاوضات كشفت عمق الفجوة بين موقفي واشنطن وحلفائها في “ميليشيا قسد”، من جهة وأنقرة من جهة أخرى إزاء إقامة “منطقة آمنة” شمال شرقي سوريا وبدرجة أقل حول تطبيق “خارطة طريق منبج” شمال حلب.

وعن “المنطقة الآمنة” التي اقترحها الرئيس التركي، رجب طيّب إردوغان، على الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال اتصال هاتفي جرى نهاية العام الماضي، هناك عقد تتعلق بعمقها والسيطرة عليها ومصير “وحدات حماية الشعب” الكردية؛ المكوّن الرئيسي في “قسد”.

حيث طالبت أنقرة التزام تعهد الرئيس ترامب لنظيره التركي، بأن يكون العمق 20 ميلاً ما يعني بين 30 و35 كلم، على أن تمتد على طول الحدود من “جرابلس” على نهر الفرات إلى “فش خابور” على نهر دجلة قرب حدود العراق.

في حين أبدت واشنطن استعدادها لمنطقة بعمق 5 كلم مع احتمال قبول عمق 14 كلم، في بعض المناطق شرط الالتفاف على بعض المدن والمناطق الكردية، وألا تشمل القامشلي وألا تمتد في شكل كامل بين جرابلس وفش خابور.

وتتمسك “قسد” بعمق 5 كلم فقط، وتشترط عدم ضم أي بلدة أو مدينة ذات غالبية كردية. ويعني موقف واشنطن و”قسد” التمسك بعمق 5 كلم، نسخ اتفاق أضنة بين دمشق وأنقرة للعام 1998 الذي سمح للجيش التركي بملاحقة “حزب العمال الكردستاني” بعمق 5 كلم شمال سوريا.

من سيسطر عليها

تسعى أنقرة لفرض دور رئيسي لجيشها، مع إمكانية التوغل وملاحقة “الإرهابيين”، فيما تقترح واشنطن إقامة دوريات مشتركة على الحدود (السورية – التركية) كما هو الحال في أطراف منبج، مع بقاء السيطرة الجوية للتحالف الدولي، من جهتها تطالب “قسد” بدوريات من قوات محايدة.

وفي هذا الصدد قال “مظلوم عبدي” قائد قسد، “يجب أن تكون هذه القوات الدولية من ضمن التحالف الدولي أو من قوة دولية أخرى، فالدولة التركية هي طرف في مسألة الحدود هذه ونحن نطالب بجهة حيادية”.

في حين، تريد أنقرة أن تكون إدارة المناطق في المنطقة الآمنة لأهلها، بحيث تكون القيادة عربية في المناطق العربية وكردية في المناطق الكردية، من دون هيمنة لـ “الوحدات”، الأمر الذي توافق عليه واشنطن، لكن هناك خلافًا في تفسير “السكان المحليين”.

من جهتها، تقول “قسد” بأنَّ “القوّات المحلية تعني أن تكون من أهالي وأبناء كوباني (عين العرب) وسري كانيه (رأس العين) وقامشلو (قامشلي) وكري سبي (تل أبيض) وصولاً إلى ديريك (المالكية).

الوحدات الكردية إلى أين؟

طالبت أنقرة بإخراج عناصر “الوحدات الكردية” من “المنطقة الآمنة”، إضافة إلى إخراج جميع السلاح الثقيل الموجود في المنطقة الذي قدمه التحالف الدولي ضدّ “داعش” إلى حلفائها “قسد”.حيث وافقت واشنطن على إبعاد “الوحدات الكردية” وأنواع محددة من السلاح الثقيل.

وقبل أيام، قال “عبدي”، “سنسحب كافة الأسلحة الثقيلة التي يصل مداها إلى داخل تركيا، مثل المدافع والدبابات، حتى إننا نمتلك أسلحة يصل مدى رميها إلى 20 كلم، سنسحبها هي أيضاً إن كانوا (الأتراك) يقولون بأنها تشكل تهديدًا”.

خلافات استكمال خارطة منبج

ما زال هناك خلافات حول تطبيق ما تبقى من “خارطة منبج”، وتقول أنقرة أنَّ هناك ضرورة لـ إخراج ألف عنصر من “الوحدات الكردية” إلى شرق الفرات، وتشكيل مجلس مدني جديد بدل المجلس الحالي وتسيير دوريات مشتركة عبر حدود التماس.

فيما تقول واشنطن بأنَّ عناصر الوحدات خرجوا من منبج، وأن الموجودين هم مقاتلون محليون، وأن المجلس المحلي منتخب ويمثل أهالي المنطقة.

وفي تصريحات سابقة، قال “عبدي”، إنَّ “خروج تركيا من عفرين شرط أساسي لقبولنا بمشاركة تركيا في دوريّات مراقبة الحدود”.

وبعد انتهاء المحادثات (الأميركية – التركية) من دون اختراق، واصلت أنقرة تصعيد موقفها سياسياً وحشد قواتها وفصائل موالية على الحدود.

وفتح الجيش التركي ثغرات قرب الحدود في مناطق مقابلة لتل أبيض، وأبلغ فصائل المعارضة بالاستعداد لمعركة شرق الفرات، كما حشد الجيش قواته على أطراف منبج.

تفاصيل المباحثات الأمريكية الكردية بشأن القوّات العربية

زار قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال “كينيث ماكينزي” شرق الفرات، وعزز التحالف دورياته في تل أبيض ومدن كردية ومناطق أخرى لإيصال رسائل عدة بينها “ردع” تركيا، أمام الحشد العسكري، الأميركي والتركي، شرق الفرات واستمرار التصعيد السياسي بعد فشل المحادثات حول “المنطقة الآمن” و”خريطة منبج”، وسط بيئة من التوتر بين واشنطن وأنقرة حول صفقة “إس 400” الروسية وملفات داخلية تركية وإقليمية تخص إيران والعراق.

وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة فدنك المقربة من “الإدارة الذاتية” عن فحوى النقاشات التي دارت بين قائد المنطقة الوسطى للقيادة المركزية في الجيش الأمريكي، كينيث ماكينزي، ومبعوث التحالف الدولي ضد داعش، وليام روباك مع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، والتي تركزت حول خطة لارسال قوات من “التحالف العربي” إلى منطقة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.

وأكدت الصحيف، أنَّ “ماكينزي” ناقش مع “عبدي” خلال الاجتماع ملف إرسال قوات من التحالف العربي تضم دول “خليجية” إلى مناطق شمال وشرق سوريا، لمشاركة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في ضمان الأمان والاستقرار لمناطق شمال وشرق سوريا، وحمايتها من التهديدات الإقليمية “التركية والإيرانية”، حيث أنَّ الخطة لاقت قبولا سعوديًا و مصريًا.

وتأكيدًا على ذلك، زيارة “ماكينزي” دولة الكويت في الأيام الماضية، لمناقشة ملف إرسال تلك القوات إلى شمال وشرق سوريا مع المسؤولين العرب وآلية وعدد تلك القوات.

وفي وقت سابق، زار وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي “ثامر السبهان” برفقة مسؤولين أمريكيين كبار، حقل عمر النفطي بريف دير الزور شرقي سوريا، والتقى بممثلين عن ميليشيا قسد وإدارتها المدنية في دير الزور، وممثلي عشائر وفعاليات المنطقة.

 

1المنطقة الامنة مقال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى