حورات خاصةسلايد رئيسي

سياسي كردي لستيب : نتفهم مصالح تركيا، لكن سياسة التهديد والوعيد ليست في صالحها!!!

وسط الخلاف والتهديدات السياسية والإعلامية بين الجانبين الأمريكي والتركي في تصعيدٍ مستمرٍ، وعدم تنازل أحد الجانبين عن شروطه، لاسيما أن الأخير يزيد على شروطه تطهير المنطقة من “الإرهابيين” في إشارة منه إلى ميليشيا الوحدات الكردية يبقى مصير المنطقة الآمنة مجهولاً بين مصالح الطرفين.

وإلى جانب الخلاف السياسي الدولي على عمق المنطقة الآمنة، تأتي الخلافات بين الأحزاب الكردية المتواجدة في المنطقة نفسها، بين مؤيدٍ لطرح أمريكا وبين مؤيدٍ لتركيا، غير أن التهديد والوعيد من الجانب التركي في تصريحٍ مباشر من الرئيس التركي ،الأحد، أثار الكثير من التخوفات لدى الكرد في أن يصبح وضع المنطقة الكردية شبيهاً بمنطقة عفرين بحيث لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

وفي حوارٍ خاص ،لوكالة ستيب الإخبارية، مع السياسي الكردي والباحث في تاريخ الحضارات الدكتور عبدالباسط سيدا، قال :”هناك حديثٌ طويل ومتشعب حول المنطقة الآمنة، التي من المفترض أن يتم التوافق عليها بين الجانبين الأمريكي والتركي، لكن فيما يبدو هناك خلاف حول عمق هذه المنطقة ومن سيديرها والقوى التي ستكون موجودة، بالنسبة لنا نرى بأن التفاهم هو أفضل الطرق للوصول إلى حلٍّ مقبول من قبل جميع الأطراف”.

التهديد ليس لصالح تركيا

وأشار “سيدا” في سياقٍ متصلٍ إلى أن :”تركيا دولة إقليمية هامة من دون شك، لها مصالح حيوية في المنطقة ومع سوريا تحديداً ومع المناطق الكردية هذه المسائل نتفهمها، لكن سياسة التهديد والوعيد أثبتت على مختلف المراحل التاريخية بأنها في غير صالح تركيا أولاً والجانب الكردي والمنطقة عموماً؛ لذلك لابدّ من التفاهم”.

عودة سيناريو عفرين

“سيدا” في معرض حديثه عن المنطقة الآمنة، أوضح :” إذا أخذنا ما حصل في عفرين من انتهاكات أقدمت عليها القوى المسلحة التي دخلت مع الدخول التركي إلى المنطقة، هناك تخوف من عودة السيناريو ذاته في المناطق الكردية خاصة في منطقة الجزيرة وكوباني؛ لذلك لابدَّ أن يكون هناك تفاهم بين الجانبين الأمريكي والتركي وبالتفاهم مع القوى والأحزاب الكردية والقوى المحلية الموجودة في المنطقة المتعددة الانتماءات، طبعاً في المناطق الكردية الكرد هم الغالبية، لكن إذا أخذنا منطقة شرق الفرات برمتها هناك العرب والسريان وربما التركمان؛ لذلك لابدَّ من أخذ كلّ هذه الحساسيات بعين الاعتبار والمحافظة على أملاك المواطنين وحرياتهم وتقديم الخدمات لهم، وهذا الأمر من الممكن أن يتم من خلال أن تكلف الإدارة الذاتية لأبناء المنطقة من خلال مجالس يتم التوافق عليها”.

تدخل قوات البيشمرگة

ويرى الباحث الكردي، أن قضية الحماية الداخلية يمكن أن توكل إلى قوات “البيشمرگة” الموجودين في كوردستان العراق، لأنهم وفقاً لقوله ” أبناء المنطقة ويعرفون المنطقة جيداً، إلى جانب أبناء العشائر سواء العربية أو الكردية أو السريانية وغيرها، كلّ هذه القوى تستطيع أن تقوم بمهام الأمن الداخلي ضمن المنطقة، وهي واعية لطبيعة المنطقة وعلى اتصال مع مختلف المكونات المجتمعية الموجودة فيها”.

وأكد “سيدا” في ختام حديثه، أن “إعادة سيناريو عفرين بهذه الطريقة أو تلك هو موضوع لن يكون في صالح تركيا أولاً، ولن يكون في صالح الكرد ولصالح سوريا ولصالح الاستقرار في المنطقة”.

وأشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ،اليوم الثلاثاء، إلى أن بلاده إذا لم تتحرك شمال سوريا ستدفع ثمناً باهظاً، وكان قد أعلن منذ أيام أن تركيا ستقوم بعملية شرقي نهر الفرات بشمال سوريا في منطقة تسيطر عليها ميليشيا الوحدات الكردية، وهذا ما اعتبره وزير الدفاع الأمريكي بـ “غير مقبول” في تأمل للوصول إلى اتفاق بشأن عملية شرق الفرات، مؤكداً بأن واشنطن ستمنع التوغل الأحادي في سوريا، ولكنها تأمل في التوصل لاتفاق مع أنقرة.

ولعلّ ما يثير غضب تركيا ويقوي إصرارها على محاولة هجوم مرتقبة شرق نهر الفرات، هي التحشدات العسكرية لميليشيا الوحدات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية على طول الحدود السورية التركية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى