الشأن السوري

ميليشيات إيران تهدد باجتياح درعا ومصالح الأسد بالمنطقة الآمنة في خطر

كشفت مصادر محلية، اليوم الأحد، أن محافظة درعا السورية جنوب البلاد، عادت إلى واجهة الأحداث مجدداً، بعد إرسال اللجنة الأمنية بالمحافظة المحسوبة على إيران، تهديدات باقتحام وقصف عدة مدن وبلدات هناك في حال لم ترضخ للشروط المطلوبة، وهو ما رآه خبراء صراع مصالح روسية إيرانية جنوب سوريا يمكن أن تضرّ بمصلحة النظام السوري.

ونقلت مصادر محلية أن وفداً من لجان المحافظة اجتمع مع رئيس اللجنة الأمنية وبحضور رئيس جهاز الأمن العسكري، وجرى بحث تهديدات قوات النظام السوري والأجهزة الأمنية، لبلدات ريف درعا الغربي والشمالي ودرعا البلد.

وبحسب ما نقل موقع “درعا 24” المحلي عن مصادر خاصة حضرت الاجتماع، فإن ضباط قوات النظام السوري هددوا باقتحام مدينة طفس واليادودة غربي درعا، وجاسم شمالها، إضافة إلى منطقة درعا البلد، كما هددوا بقصف هذه المناطق بالمدفعية والطيران، في حال لم يتم الاستجابة لمطالب اللجنة الأمنية والعسكرية.

وأوضح المصدر أن الضباط طالبوا  بالرضوخ لجميع شروط الأجهزة الأمنية وتسليم جميع المطلوبين لهم، والذين وصفوهم بالمعارضين الرافضين الخضوع للتسوية.

وبيّنت المعلومات أن العميد “لؤي العلي” رئيس جهاز الأمن العسكري في درعا، هدد الحضور خلال الاجتماع بعملية عسكرية سيكون لها تبعات كثيرة، قد تصل لحرمان المزارعين من الوصول إلى أراضيهم وقطاف محاصيلهم، حسب وصف ذات المصادر.

أوضاع أمنية متوترة

وتشهد درعا الخاضعة لاتفاق خاص منذ العام 2018، أوضاعاً أمنية سيئة، حيث “يجتاحها” عمليات الاغتيالات وتصفية الحسابات بين أجهزة النظام السوري الأمنية وميليشيات محسوبة على إيران، ضد مقاتلين معارضين خاضع بعضهم إلى عملية “المصالحة” التي رعتها روسيا قبل أربع سنوات.

وقبل أيام انفجرت عبوة ناسفة في منزل القيادي المعارض “إياد جعارة” في مدينة طفس غربي درعا، حيث نتج عن ذلك مقتل زوجته وإصابته وإصابة آخرين من عائلته.

سبق ذلك بيوم واحد مقتل أربعة من عناصر المعارضة ثلاثة منهم من مدينة طفس غربي درعا، حيث قالت المصادر المحلية من أبناء المنطقة بأن من قام بتصفيتهم هو “عبيدة الديري”، وهو أحد القادة المنتسبين إلى هيئة تحرير الشام.

وبعدها اقتحمت دورية لـ”الأمن العسكري” منزلًا يسكن فيه القياديان السابقان في فصائل المعارضة إياد جعارة وعبيدة الديري في بلدة اليادودة بريف درعا الغربي، ما أسفر عن اشتباكات في البلدة.

وفي مطلع العام الجاري خضعت بلدات الريف الغربي وعلى رأسها مدينة طفس، إلى اتفاقية جديدة مع النظام السوري، تقتضي ترحيل ستة أشخاص باتجاه الشمال السوري، مقابل وقف عملية أمنية وعسكرية كانت تجهّز لها قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، ثم بعد ذلك تم إلغاء هذا الشرط وفق اتفاقيات لم يُكشف عن بنودها.

وبحسب مصادر حقوقية فإن حصيلة الاستهدافات في درعا، منذ مطلع يناير/كانون الثاني، بلغت 294 استهدافاً جرت جميعها بطرق وأساليب مختلفة، وتسببت بمقتل 252 شخصاً.

صهر الأسد يحرّض على درعا

وقبل أيام حرض صهر عائلة الأسد وقائد ميليشيا مغاوير البعث، جهاد بركات على “تدمير” كامل محافظة درعا، ودعا قوات النظام السوري للانتقام من أهلها وذلك عقب مقتل ضابطين وعنصر من الأجهزة الأمنية على يد مسلحين مجهولين بريف المحافظة الشرقي.

وقال بركات عبر صفحته على فيسبوك محرضاً على أهالي المحافظة “ماذا ننتظر في درعا ومن درعا، أعداء الله والبشرية مازالوا يتلقون أوامرهم من تل أبيب”، زاعماً أنهم “يقتلون المدنيين من شرفاء درعا ورجال الأمن والجيش والشرطة بالغدر”، حسب وصفه.

الميلشيات الإيرانية على الحدود

وبالوقت الذي هددت قوات النظام السوري باقتحام مدن وبلدات درعا، حذّر الملك الأردني، عبد الله بن الحسين، من هجمات وتوترات على حدود بلاده الشمالية، تقف وراءها ميليشيات إيرانية.

وصرح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في حوار مع صحيفة “الرأي” الأردنية الرسمية نشر الأحد، أن بلاده تواجه هجمات على حدودها وبصورة منتظمة من “ميليشيات لها علاقة بإيران”.

اقرأ أيضاً|| رغم فشل بايدن بفرضه على المنطقة.. زعيم عربي يحاول إحياء طرح “ناتو شرق أوسطي”

وتحدث العاهل الأردني عن “عمليات تهريب المخدرات والسلاح” التي “تستهدفهم كما تستهدف الأشقاء”، حسب وصفه، وعن ضرورة إقامة “منظومة عمل دفاعي مؤسسي عربي” لمواجهة “مصادر التهديد المشتركة”.

وقال الملك عبد الله “كما سبق أن أكدت في عدة مناسبات، التدخلات الإيرانية تطال دولا عربية ونحن اليوم نواجه هجمات على حدودنا بصورة منتظمة من ميليشيات لها علاقة بإيران”.

وأضاف “لذا نأمل أن نرى تغيراً في سلوك إيران، ولا بد أن يتحقق ذلك على أرض الواقع لأن في ذلك مصلحة للجميع في المنطقة، بما في ذلك إيران والشعب الإيراني”.

وتابع “لا نريد توتراً في المنطقة، والأردن وكل الدول العربية تريد علاقات طيبة مع إيران مبنية على الاحترام المتبادل وحسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها”، مؤكدا أن “الحوار هو السبيل لحل الخلافات”.

واعتبر الملك عبد الله أن “المنطقة ليست بحاجة لمزيد من الأزمات والصراعات، بل إلى التعاون والتنسيق”.

وأحبط العديد من محاولات التسلل وتهريب الأسلحة والمخدرات. وتؤكد عمان أن 85 بالمئة من المخدرات التي تضبط معدة للتهريب إلى خارج الأردن.

وأضاف “بذلنا جهودا كبيرة على مدى السنوات الماضية لتهدئة الأوضاع، لكن التحديات ما تزال موجودة، وسنستمر في اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لمواجهتها وحماية أمننا ومصالحنا”.

منطقة آمنة وعودة المعارضة

ومطلع الشهر الجاري كشفت وسائل إعلام أردنية، أنّ هناك خططاً لإنشاء “منطقة آمنة” على الحدود السورية الأردنية بعمق يزيد عن 35 كيلومتراً، لمواجهة التغلغل الإيراني وتعويض الفراغ نتيجة الانشغال الروسي.

وكشفت مصادر لمواقع إعلامية أردنية أن اجتماعاً جرى في دولة الإمارات قبل أقل من شهر بحضور أطراف سورية معارضة، مشيراً إلى أنه جرى خلاله مناقشة “خطورة التواجد الإيراني على الحدود الأردنية في ظل انشغال روسيا في حربها بأوكرانيا”.

وقال المصدر لموقع خبرني الأردني: تقرر في الاجتماع إنشاء المنطقة الآمنة بموافقة الإمارات والسعودية والأردن ومصر، وبمباركة أمريكية، لوضع حد للنفوذ الإيراني في الجنوب السوري.

اقرأ المزيد|| منطقة آمنة جنوب سوريا.. معلومات تكشف اتفاقاً دولياً و”ضوء أخضر” أمريكي

أما عن تفاصيل المنطقة الآمنة، فتحدث المصدر أن الحل الذي طرحه الروس قبل السيطرة على الجنوب السوري سيعود بسيطرة أبناء الجنوب على المنطقة، وإدارة معبر نصيب مع الأردن من قبل القوات النظامية، وهذا ما اقترحه الروس أواخر العام 2017 ورفضته المعارضة السورية حينها.

ومنتصف الشهر الماضي، ذكرت مصادر إعلامية أنه في ظلّ عدم قدرة أو رغبة روسيا على معالجة التهديدات التي تستهدف الحدود الأردنية، فإن الأردن قد يتجه إلى بحث خيارات بديلة لحماية أمنه القومي، ومنها منطقة آمنة يحميها مقاتلي المعارضة جنوب سوريا.

وأوضحت المصادر أنّ خطة إعادة إحياء الفصائل بدرعا والقنيطرة ليست مستبعدة، لاسيما أن روسيا لم توفي بوعودها ولم تلتزم باتفاقية عام 2018.

إلا أنّ صراعاً داخلياً في النظام السوري بدأ يظهر العلن من خلال دعم تيار محسوب على روسيا للاتفاق الأخير، مقابل رفض التيار المحسوب على إيران، وفي حال اشتعال الأوضاع في درعا مجدداً فإن شريان الاقتصاد الذي يستغله النظام السوري مع دول الجوار وهو معبر نصيب مهدد مجدداً بالإغلاق، مما قد يسبب ضغطاً كبيراً على الحكومة السورية لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعيشها البلاد.

ميليشيات إيران تهدد باجتياح درعا ومصالح الأسد بالمنطقة الآمنة في خطر
ميليشيات إيران تهدد باجتياح درعا ومصالح الأسد بالمنطقة الآمنة في خطر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى