لاجئو عرسال بين خذلان المنظمات الإنسانية ورصاص وحصار الجيش اللبناني!
تزداد معاناة اللاجئين السوريين يوماً بعد يوم في منطقة عرسال اللبنانية و جرودها القابعة على السلسة الشرقية اللبنانية المتاخمة للحدود السورية و خاصة مع قدوم فصل الشتاء في منطقة جبلية مرتفعة تعرف ببرودتها و تساقط الثلوج و الأمطار طوال فصل الشتاء فيها حيث يتواجد أكثر من مئة ألف لاجئ منتشرين في مخيمات ممزقة لا تقيهم برد الشتاء بالإضافة إلى أوضاع إنسانية صعبة للغاية و قاسية جداً .
وتحدث مراسل وكالة خطوة الإخبارية في القلمون عن الرياح القوية التي هبت الأسبوع الفائت و تسببت بتمزيق و اقتلاع عشرات الخيم في ظل غياب المنظمات الدولية و الإنسانية منذ أشهر، و لكن لا حياة لمن تنادي في مخيمات يقطنها نازحو مدن و بلدات القلمون و حمص، كما أن مخيمات عرسال تعاني أيضاً من حفر الصرف الصحي و أجور الأراضي التي تقام عليها و مخاوف لدى أغلب العائلات المهددة بالطرد .
وأضاف مراسل خطوة أن هذه ليست الأزمة الوحيدة الناتجة عن توقف الدعم الإغاثي من الأمم المتحدة، بل إن انتشار أكوام القمامة ضمن المخيمات يعتبر أيضاً مؤشر خطر كبير يؤرق سكان المخيمات والمسؤولين عنها، حيث إن أجور رفع القمامة من المخيمات كانت من ضمن الخدمات المقدمة من هيئة الأمم و أوقفت منذ عدة أشهر مع غياب شبه تام للمنظمات الإنسانية و الهيئات الإغاثية .
و أوضح مراسلنا أن المعاناة تأتي وسط حصار يفرضه الجيش اللبناني على اللاجئين هناك وخاصة المتواجدين منهم في جرود عرسال حيث يمنع عنهم الغذاء و الدواء و المحروقات إضافة لمنع الدخول و الخروج حتى للمرضى الذين بحالة حرجة إلا مقابل مبلغ مادي باهظ بطريقة لا يفعلها إلا قطاع الطرق ناهيك عن الاستهداف المستمر بين الحين والآخر بمختلف أنواع الأسلحة باتجاه الجرود ومحيط مخيمات اللاجئين السوريين في الجرود التي يسكنها أكثر من عشرة آلاف مدني حيث أصيب ثلاثة لاجئون برصاص الجيش اللبناني في المخيم يوم أمس، فيما تشهد عرسال انتشاراً و تحركات للجيش اللبناني بين الفينة و الآخرى، و بالتالي فإن المعاناة مستمرة في مخيمات اللاجئين منذ سنوات دون معيل لهم وسط صمت دولي و أممي .
والجدير بالذكر أن مجمع الأمل الطبي في بلدة عرسال اللبنانية أعلن عن إغلاق صيدليته أمام اللاجئين السوريين منذ أيام بعد توقف دعم المنظمات له وتوقف تزويده بالأدوية، وجاء توقف المركز في الوقت الذي يواجه اللاجئون السوريون في عرسال أوضاع مأساوية مع اقتحام الشتاء خيمهم المهترئة .
