الشأن السوري

بلدة ” سرجة ” أقدم قرى ” جبل الزاوية ” بريف ادلب

 

على السفوح الشرقية من “جبل الزاوية”، وإلى الجنوب من “جبل الأربعين” بالقرب من مدينة أريحا ، وفي منطقة أثرية ضاربة في القدم على ضفة أحد الوديان المنسابة باتجاه الشرق، تقع بلدة “سرجة”، وهي واحدة من أقدم قرى “جبل الزاوية”، تكثر فيها العيون الرومانية والينابيع الطبيعية كما وتمتاز بطبيعتها الجبلية  التي أضفت على جمالها جمالاً.

التقينا السيد عدنان زريق أحد أساتذة هذه البلدة ليحدثنا عن بلدته ودورها في الثورة قائلا: ( تعتبر بلدة سرجة من أوائل من انخرط في الثورة السورية فخرجت تطالب بحريتها وكرامتها التي انتزعها النظام السوري على مر أربعة عقود من الزمن, في بداية الأمر شارك أبناء هذه البلدة في التظاهرات السلمية المناهضة للنظام فكانت معظم قرى وبلدات جبل الزاوية تجتمع يوم الجمعة في ساحة البلدة العامة في مظاهرة حاشدة تطالب بالحرية وإسقاط نظام بشار الأسد , فكان هناك بعض الشبان والناشطين من أبناء هذه البلدة يقومون بتنظيم التظاهرات وكتابة اللافتات كما يقوم بعض الإعلاميين المتواجدين في هذه البلدة بتصوير هذه التظاهرات ونشرها على مختلف وسائل الاعلام).

الاستاذ  عدنان عمر زريق

 

ويضيف السيد زريق : ( عندما زاد بطش النظام وإجرامه وانتهاكه للأعراض وتهديم المساجد انتقل أبناء هذه البلدة من الحراك السلمي إلى الحراك المسلح فكانوا من أوائل من حمل السلاح ضد النظام السوري الذي لطالما ارتكب المجازر المروعة بحق المدنيين العزل الذين خرجوا يطالبون بنيل حريتهم وكرامتهم فكان أبناء هذه البلدة من أوائل من تصدى لقوات النظام السوري المجرمة عندما حاول التوجه لاقتحام مدينة جسر الشغور فقام نخبة من شبان البلدة بالتصدي لهذه القوات في بلدة أورم الجوز وجرت هناك اشتباكات عنيفة في الرابع من الشهر السادس من عام 2011 حيث كبدوا قوات النظام خسائر فادحة في العتاد والأرواح واستشهد بعض الأبطال خلال هذه المعركة.

 

ويضيف قائلا : ( قام نخبة من أبطال البلدة بتشكيل أول كتيبة مقاتلة في سوريا لمقاتلة النظام السوري ما تسمى بكتيبة صقور الشام بقيادة أحمد عيسى الشيخ أحد أبناء بلدة سرجة وذلك في الشهر العاشر من عام 2011م خاضت هذه الكتيبة العديد من المعارك ضد قوات نظام بشار الأسد كبدت هذه القوات خسائر فادحة في العتاد والأرواح وأجبر أبناء هذه البلدة جيش النظام المتواجد في القرية ومزارعها على الانسحاب تحت تأثير الضربات العسكرية والحصار الاقتصادي الخانق كانت أخر معركة خاضها ثوار البلدة مع قوات النظام معركة الخزان تم توجيه ضربات موجعة لجيش النظام الذي كان يتمركز في خزان المياه وبعد ذلك أجبرت قوات النظام على الانسحاب كليا من البلدة وتم إعلان بلدة سرجة محررة في 2012/2/6. ثم تطورت هذه الكتيبة وبدأت تتسع إلى أن أصبحت تشكيل مايعرف بألوية صقور الشام يعتبر هذا التشكيل حاليا من التشكيلات الأساسية في تشكيل الجبهة الاسلامية إحدى أقوى الفصائل التي تقاتل النظام السوري.)

 

أما السيد أبو الزاكي والمعروف بالليث العاصي حدثنا عن بلدته قائلاً : ( تقع بلدة سرجة في السفح الشرقي من جبل الزاوية إلى الجنوب من مدينة أريحا بحوالي تسعة كيلو مترات يبلغ عدد سكانها مع مزارعها حوالي عشرة الاف نسمة تعتبر هذه القرية من القرى التي سارت على الظلم من بدايته حيث كان من كبار أبنائها ممن وقف في وجه الاحتلال العثماني وقد نفي إلى خارجها كذلك أثناء الاحتلال الفرنسي أيضا كانت من الرواد في مقارعة هذا الاحتلال حيث عجزت قوات الاحتلال الفرنسي الدخول الى جبل الزاوية عن طريق قرية سرجة ومزارعها وحدثت هناك أكبر معركة خاضتهاهذه البلدة ومزارعها ضد الاحتلال الفرنسي معركة وادي ترعان التي بقيت جثث الجيش الفرنسي المحتل أيام طويلة داخل هذا الوادي وكانت أيضا معركة بشميعة التي دحر فيها الجيش الفرنسي وعاد أدراجه أما معركة جبل الاربعين والتي سميت معركة بزي في ذاك الوقت أيضا دحر الاحتلال الفرنسي في ذاك الوقت وعاد أدراجه الى مدينة إدلب وفي الثمانينات كان لها الدور الأكبر في المنطقة في الوقوف في وجه حافظ الاسد مما سار غضبه عليها فاعتقل الكثير من أبنائها وقتل الكثير حتى لم يخلو سجن تدمر من المعتقلين من قرية سرجة حتى 2004 وعند انطلاقة هذه الثورة كانت السباقة الى الالتحاق في هذه الثورة والوقوف مع إخوتهم في درعا وبانياس وتعتبر أول قرية خرج منها الجيش الأسدي يجر زيول الخيبة رغم أنفه في 6 – 2 – 2012 حيث كانت أول قرية حررت في جبل الزاوية وخرج منها الجيس الاسدي وقد قدمت البلدة تضحيات جسام منذ بدء الثورة في سوريا حتى الان حيث بلغ عدد الشهداء الذين سقطوا في ساحات الوغى وهم يواجهون قوات النظام السوري حوالي مئة وثلاثين شهيدا, كما وتعتبر البلدة من المناطق المهمة والتي لها وزنها المهم بالنسبة للثورة حيث يتواجد فيها قيادة ألوية صقور الشام التي تعتبر من أقوى الفصائل التي تقارع النظام في سوريا).

السيد الليث العاصي أبو الزاكي

يضيف السيد أبو الزاكي : ( أبناء هذه البلدة يتواجدون في أغلب المعارك التي يخوضها الثوار ضد النظام السوري ويوجهون لقوات النظام ضربات موجعة فيقوم النظام بالانتقام باستهداف منازل المدنيين المتواجدين في هذه البلدة لذلك تعتبر هذه البلدة من أكثر البلدات والقرى المستهدفة من قبل قوات النظام لذا البلدة شبه خالية من السكان منذ أكثر من سنة بسبب تعرضها لعمليات القصف المتواصلة بشتى أنواع الأسلحة وأغلب منازلها سويت بالأرض لذا أكثر من تسعين بالمئة من سكانها نزحوا الى القرى والمناطق المجاورة ومنهم من لجأ إلى الخيام يتخذونها بيوتاً).

 

كذلك التقينا السيد محمد عزو زريق أحد أساتذة هذه البلدة ورئيس المجمع التربوي في جبل الزاوية قائلاً:(تعتبر بلدة سرجة من أمهات القرى والبلدات في جبل الزاوية حيث هناك العديد من القرى والبلدات تعود تبعيتها لبلدة سرجة فهناك قرية ترعان, كفرحايا,بينين,معلة , مزارع سرجة وسيغاتا كل هذه المناطق تعود تبعيتها إلى هذه البلدة , لم يعد هناك أية مدارس في هذه البلدة بسبب استهداف المدارس من قبل الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام حيث سويت جميع المدارس بالأرض لكن حب أبناء هذه البلدة للعلم وحرصهم على متابعة دراستهم على الرغم من الظروف القاسية التي تعاني منها هذه البلدة لجأ الطاقم التدريسي والتربوي إلى إنشاء مدارس في أماكن خارج هذه البلدة وذلك باشراف الهيئات الثورية المتواجدة في المنطقة من أجل أن يبقى الطلاب يتابعون دراستهم التي حرمهم منها النظام بعد أن قام بتهديم جميع المدارس المتواجدة في البلدة).

23062014980

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى