حورات خاصة

هل بات الغزو الروسي لـ أوكرانيا وشيكاً ومن الخاسر الأكبر فيه!؟

بات التوتر على الحدود مع أوكرانيا في أعلى مستوياته، بعد تصاعد التحذيرات الأمريكية من غزوٍ روسي وشيك قد يبدأ بقصفٍ جويّ، بالإضافة إلى سحب دول عدّة لموظفيها من كييف ومطالبة مواطنيها بمغادرة البلاد فوراً.

ورغم ارتفاع منسوب التوتر في أزمة كييف واقترابها من حافة الحرب، إلا أن الحكومة الأوكرانية طالبت مواطنيها بالتزام الهدوء والابتعاد عما من شأنه تقويض الاستقرار وإثارة الذعر، مع تواصلها في الوقت ذاته بالاستعداد لسيناريو حربٍ محتملة عبر تدريبات مستمرة.

ووسط الحديث عن بروز مؤشرات ملموسة على هجومٍ روسي متوقع، نفى كبير مستشاري الخارجية في الكرملين يوري أوشاكوف، أن تكون هناك خطط لغزو أُوكرانِيا، وقال إنَّ “الهستيريا وصلت ذروتها”.

للحديث عن تطورات الوضع على الحدود الأوكرانية بين روسيا والغرب، حاورت وكالة “ستيب الإخبارية” الخبير في الشأن الأوكراني الدكتور منتصر البلبل.

أوكرانيا
هل بات الغزو الروسي لأُوكرانيا وشيكاً ومن الخاسر الأكبر فيه!؟

اقرأ أيضاً: الظاهرة التي هزمت نابليون وهتلر قد تنقذ كييف من الحرب… وتجبر روسيا لإلغاء هجومها

أوكرانيا إلى أين تتجه؟

يقول الدكتور منتصر البلبل إنَّ الأمور بصورة عامة هادئة والحياة تسير بشكلٍّ عادي في العاصمة كييف والمدن الأخرى ولكن مع حذّر كبير واحتياطات من الجيش الأوكراني والشعب.

ويضيف: “احتمالات الحرب 50%، وما يقوله الإعلام أو مخابرات الدول الأخرى أُوكرانِيا تأخذها في عين الاعتبار، ولكنها تعتمد على مخابراتها في تحديد مدى جدية هذه المعلومات”.

ويتابع الخبير في الشأن الأوكراني: “أقول للجميع إذا كان لديكم أي معلومات مؤكدة عن تاريخ الغزو الروسي زودونا بها وسوف نقارنها مع معلوماتنا. كما أن المحليين العسكريين والسياسيين يتحدثون عن استحالة حدوث غزو شامل لأُوكرانيا بهذا العدد من الجيش الروسي وحتى العتاد والتوقعات بحدوث اشتباكات في الدونباس أو القرم”.

ويرى البلبل أن الدولة والشعب يأخذون الأمور بكل ثقة وبساطة وبدون انفعال كما يحدث في وسائل الإعلام العالمية، كما أنهم يعطون الجهد الأكبر للدبلوماسية بين فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا”.

سيناريوهات الغزو الروسي لـ أوكرانيا

بحسب الخبير في الشأن الأوكراني، فإن جميع السيناريوهات متاحة ومحتملة بدءاً من اندلاع حرب مدمرة قد تكون روسيا الخاسر الأكبر فيها إذا ما قرر بوتين الإقدام على هذه الخطوة.

ويواصل حديثه: “كما أن سيناريو النزوح واللجوء وارد حتماً، حيث فتحت كل من بولندا و إستونيا و لاتفيا والتشيك أبوابها في حال حدوث أي حالة لجوء”.

هل تندلع حرب نووية بين روسيا وأمريكا؟

أشارت تقارير عدّة إلى إمكانية حدوث حرب نووية بين كل من روسيا وأمريكا في حال غزت الأولى كييف.

وتعليقاً على ما ورد، يقول البلبل: “هذا الاحتمال غير واقعي. روسيا وأمريكا لا تستطيعان تحمل عواقبها، ولن تصل إلى هذه التوقعات. هذا كلام الإعلام فحسب”.

هل تدخل دول عسكرياً إلى جانب أوكرانيا؟

وفيما يتعلق باحتمالية أن تدخل دول أخرى عسكرياً إلى جانب كييف، أوضح المحلل السياسي أنه “إلى الآن هناك مساعدات عسكرية ضخمة وصلت أُوكرانِيا من كل دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا والناتو ومستشارين عسكريين. لا أعتقد دخول دول أخرى أو تطور الأمور إلى حرب دول.

ولكن أتوقع خسائر فادحة للجيش الروسي وانهيار اقتصادي كبير وكارثي إذا فرضت أوروبا وأمريكا العقوبات على روسيا.

كما أن هناك تدريب شعبي كبير من قبل الجيش اسمه «المقاومة الشعبية» أو «الجيش الشعبي» وقد يصل إلى مليوني متدرب من كافة الفئات في حال حدثت حرب، وسوف يكون رديفاً للجيش وحامياً للمدن والمنشآت الحكومية والحساسة”.

أطماع بوتين!

المحلل السياسي، ردّاً على سؤال الوكالة حول ما إذا كان بوتين سيتوقف عند حد غزو أوكرانيا أم أن له أطماع أكبر، قال: “المسألة هنا ليست في غزو أوكرانيا وإنما فرض عضلات على أوكرانيا ونزع المنطقة الشرقية والقرم عن أوكرانيا، وهذا ما ترفضه الدولة الأوكرانية والشعب وأنتم أدرى ببوتين المريض بحب العظمة وأتوقع تطور الأمور إلى سوريا والشرق الأوسط”.

وبخصوص تأثير الظواهر الطبيعية على تأخر الغزو الروسي، أكد البلبل أن الطبيعة الروسية تشبه الطبيعة الأوكرانية في الأرض والمناخ “ولكن هناك تغيرات ومخاطر قد تحسب في الحسبان لأنه كما يقولون «دخول الحمام مش مثل خروجه»”.

مضيفاً “روسيا هنا تواجه دولة لها جيش متكامل ومسلح جيداً، وشعب يقف وراء جيشه وهذا يُأخذ في الحسبان وأتوقع أن روسيا تعلم جيداً أن في أوكرانيا رمال متحركة كما أن أوكرانيا 2014 تختلف عن أوكرانيا 2022. الفرق كبير جداً في التسليح والتنظيم والدعم الشعبي”.

هل يتكرر سيناريو سوريا بأوكرانيا؟

الخبير في الشأن الأوكراني، يقول إنَّ “سوريا تختلف جذرياً عن أوكرانيا، وسيناريو أوكرانيا مختلف كلياً عن سوريا. ففي سوريا روسيا لم تواجه جيش منظم مسلح ودولة ذات سيادة ولكن هنا يختلف الأمر.

في سوريا ثورة شعب لا يملك طائرات أو مضاد طائرات أو أسلحة متطورة، ومع العلم أوكرانيا دولة مسيحية ويوجد بينها وبين الروس صلة دم”.

وختم الخبير في الشأن الأوكراني الدكتور منتصر البلبل، حديثه قائلاً: “لننتظر ونرى التطورات القادمة”.

حاورته: سامية لاوند

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى