الشأن السوري

صحيفة غربية: الاتصال الهاتفي بين أردوغان وترامب هو ما أدى للضوء الأخضر الأمريكي

كشفت مصادر تركية عن فحوى المكالمة الهاتفية التي دارت بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، وتسلسل تبعياتها إلى لحظة التحشيد العسكري من قبل الجيش التركي وفصائل الجيش الوطني المدعوم تركيًا على تخوم مناطق سيطرة ميليشيا “قسد”.

وقالت مصادر تركية مطلعة لموقع “ميدل إيست آي” إنَّ المكالمة لم تأتي بالنتائج المتوقعة، ما أدى لشعور بالإحباط بين المسؤولين الأتراك، لتأتي المفاجأة بعد ساعات قليلة ويصدر البيت الأبيض قرارًا بدعم الهجوم التركي، وسحب القوات الأمريكية من المناطق التي ستتعرض لهجوم.

وبحسب المصدر فإنَّ أردوغان أراد التواصل مع ترامب مرة أخيرة، وشرح أسباب العملية العسكرية التي تعتزم تركيا شنَّها عند مناطقها الحدودية، والاستعدادات العسكرية التركية لها.

وعبر أردوغان بالمكالمة الهاتفية عن غضبه من البنتاغون الأمريكي لتعطيله المنطقة العازلة، وسرد النقاط التي لم يحترم فيها الأمريكيون اتفاقهم مع الأتراك، واستمرارهم بإرسال نحو 20 شحنة محملة بالأسلحة لميليشيا “قسد”، على الرغم من هزيمة تنظيم الدولة”داعش” في المنطقة.

ونوه المصدر إلى أنَّ ترامب لم يبدي اهتمامًا بهذه التفاصيل، وركز فقط على مصير المقاتلين الأجانب المنتمين لتنظيم الدولة، والمسجونين في مناطق سيطرة ميليشيا “قسد”، ليخبره أردوغان بأن بلاده رحّلت خلال السنوات الأخيرة نحو 6 آلاف مقاتل أجنبي مشتبه بانتمائهم لـ”داعش”، إلى بلدانهم الأصلية.

وعند حديث الطرفين عن مصير المنطقة الآمنة، لم يستجب ترامب لمطالب أردوغان، ولفت إلى أنَّه سيتشاور مع مستشاريه العسكريين حول الأمر.

ليواجه أردوغان مماطلة ترامب بالضغط أكثر، قائلًا:” ستتحرك تركيا قريبًا لتنفيذ عمليتها التي خططت لها منذ فترة طويلة، والقوات الأمريكية لن تدعم أو تشارك في العملية، وستكون تركيا مسؤولة عن جميع مقاتلي “داعش” المتواجدين في المنطقة.

وبدورها، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول أمريكي قوله إنَّ القوات الأمريكية ستنسحب إلى المناطق البعيدة عن المعارك، مع إمكانية الانسحاب الكلي نظرًا لحجم التوغل التركي وأهميته.

ونوّه المسؤول إلى أنَّ الولايات المتحدة لا يمكنها البقاء في ظل غياب وجود قوات شريكة تعتمد عليها، لافتًا إلى أنَّه في حال حدوث صراع واسع النطاق، فإنَّ القوات الأمريكية ستضطر حينها للمغادرة.

وبحسب مجلة “نيوزويك” فإنَّ مسؤولًا بالأمن القومي الأمريكي اعتبر أنَّ الضغط الذي مارسه أردوغان دفع ترامب للتراجع، وتحديد موعد مكالمة هاتفية بين الطرفين عقب ساعات فقط من إعلان تركيا نيتها التحرك العسكري.

ويعتبر المسؤولون الأمريكيون أن إعلان ترامب المفاجئ بسحب القوات الأمريكية من سوريا سيلبي دورًا مهما لصالح النظام السوري وحليفه الروسي.

وتشهد المناطق الشمالية الشرقية من سوريا والواقعة تحت سيطرة ميليشيا “قسد”، حالة من التوتر العسكري والترقب بانتظار عملية عسكرية تركية تحمل اسم “نبع السلام”، والتي ستهدف لإقامة منطقة آمنة على طول الحدود السورية-التركية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى