صحيفة أمريكية تكشف “القصة الكاملة” للقرارات التي اتخذها ترامب في سوريا
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، اليوم الأحد، أن “جيمس جيفري”، المبعوث الخاص لإدارة دونالد ترامب إلى سوريا، قد قال في إحدى محادثاته الأخيرة إنه “لا يرغب بأن يكون الانسحاب الأمريكي من سوريا انسحاباً مهيناً على الصورة الفوضوية التي تمّت في فيتنام والتي تظهر أشخاصاً يكافحون للصعود على متن آخر المروحيات التي كانت تغادر سطح السفارة الامريكية في سايغون”.
مضيفةً :”بعد أيام من حديثه، تراجع الجيش الأمريكي بشكل عشوائي عن الحدود السورية حيث واجهت الولايات المتحدة لحظة سايغون أخرى مع اشتداد القتال وتوغل القوات التركية، وبعد ثلاثة أيام من بدء العملية، دخلت قوات الفصائل المدعومة تركياً إلى قاعدة قريبة من مصنع لافارج للإسمنت حيث حلقت طائرة هليكوبتر من نوع أباتشي وطائرات إف-16 على مستوى منخفض لحماية الجنود الأمريكيين المنسحبين من المنطقة”، بحسب ما ترجمته أورينت.
بعد ذلك بساعات، قامت طائرتان أمريكيتان بتنفيذ غارة جوية على القاعدة لتدمير مستودع الذخيرة والخيام ومنع أي قوات أخرى من الاستفادة منها.
إصرار على الانسحاب
وقال مسؤولون في الإدارة إن قرار ترامب هذا الشهر يعكس خطة الامن القومي المنقسمة على ذاتها بسبب توجهات مستشاريه المختلفة بين من يؤيد تركيا ومن يؤيد الاكراد.
فيما وأشار بعض المسؤولين في البنتاغون، إنهم يتشاركون مسؤولية الفوضى الحاصلة في سوريا، لأنهم لم يضعوا خطة للانسحاب المدروس منها بعد أن أعلن ترامب للمرة الأولى نيته الانسحاب حيث واجهت القوات ساعات قليلة لتقرير مصير المعدات العسكرية التي يجب أخذها أو تدميرها.
ومن جهته قال السيناتور ليندسي غراهام “ستتحرك إيران إلى سوريا، وستعود داعش للظهور من جديد تحت أعين الرئيس ترامب، إذا ما استمر في طريقة التفكير ذاتها، ستصبح سوريا عراق خاصة به”.
وبحسب الصحيفة، فأن المسؤولون العسكريون والدبلوماسيون يقولون” إن قرار ترامب بسحب القوات شمال شرق سوريا قبل إبرام اتفاق بين الأطراف المتحاربة سيسمح لتنظيم داعش بإعادة تجميع نفسه، بعد مكالمة ترامب مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تم عقد اجتماع مع مسؤولي الامن القومي الذين حثوه على إبقاء بعض القوات الأمريكية في سوريا حيث غضب منهم، وضاق ذرعاً، وقال إنهم يدفعونه للتورط بحروب خارجية وأمر بشكل مباشر بسحب 50 جنديا أمريكيا يتواجدون ضمن موقعين على الحدود في سوريا”.
رمل ودماء وموت
ألمح ترامب بعد يوم واحد من الاجتماع، في 7 تشرين الأول، إلى نيته سحب كامل القوات عبر تغريدة له على تويتر قال فيها “حان الوقت للخروج من هذه الحروب غير المنتهية السخيفة”.
وتعود المشكلة لقرار تسليح الأكراد الذي أتخذه ترامب في أيار 2017، حينها قدم له المسؤولون خيارين: تسليح الأكراد للدخول في معركة ضد داعش أو إرسال 10 آلاف جندي أمريكي، يعملون سوياً مع تركيا للاستيلاء على الرقة.
قال ترامب “لن أرسل أي قوات أخرى إلى سوريا.. سلحوا الأكراد، وخذوا الرقة، وأخرجوا داعش من هناك.. ومن ثم ننسحب من جحيم سوريا حيث الرمل والدماء والموت”.
لافتةً إلى أنه وبعد دخول الرقة كان “ترامب ينتظر سحب القوات من سوريا كما تم الاتفاق مع مستشارية إلا أنهم عارضوا الانسحاب الكامل بما في ذلك وزير الدفاع السابق جيم ماتيس، ومستشار الأمن القومي السابق هربرت مكماستر ووزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون”.
وقال فريق الأمن القومي التابع له إن الولايات المتحدة ستبقى في سوريا حتى يتم طرد القوات الإيرانية منها.
الميل نحو أنقرة
قرر ترامب الانسحاب من سوريا بعد مكالمة أجراها قبل عام تقريباً مع أروغان، وقال لمساعديه إنه سيسحب ألفي جندي من سوريا ويدع المهمة المتبقية لتركيا، قالوا له بهذه الطريقة “ستتخلى عن القوات الكردية التي قاتلت معنا”، قال لهم “هذه ليست معركتنا، تحالفوا معنا في الحرب ضد داعش ولكننا لم نتحالف معهم في الحرب ضد تركيا”.
ووفقاً للصحيفة فأنه وبعد توجيه عدة انتقادات له “ترامب” غير موقفه بعد شهرين وقرر الاحتفاظ بـ 200 جندي “لفترة من الوقت” ولكن المسؤولين العسكريين أبقوا على ألف جندي بدلاً من قرار ترامب الأساسي بالاحتفاظ بعدة مئات فقط.
حيث أقنع جيفري ترامب بإبقاء عدة مئات من القوات الأمريكية في قاعدة نائية في جنوب سوريا، وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية “كانت تلك خدعة ذكية: قالوا له إن الأمر كله مرتبط بالسياسة المتشددة ضد إيران لدفعه على الموافقة على القرار”.
بقي الحال كما هو عليه إلى أن انضم أشخاص جدد لفريقه للأمن القومي، موالون لأنقرة على حساب بعض الأعضاء الذين يدعمون القوات الكردية حينها تبنى ترامب وجهة النظر التركية بالكامل ودعم عمليتها العسكرية.
لأول مرّة.. واشنطن تكشف عن وجهة الجنود الأمريكين المنسحبين من سوريا!!