الشأن السوري

الجوع يفترس مدينة مضايا “الوحيدة”

سقطت مدينة مضايا سهواً أم قصداً من تطبيق البند الثاني من اتفاق الهدنة “الزبداني – الفوعة” , فبقي أهلها يعانون الألم و الجوع و الحرمان و لم يحظوا بفرصة الخروج في العملية التي تمت بالأمس وخرج بموجبها 126 شخصاً من أهالي الزبداني , قابلهم 336 شخصاً خرجوا من الفوعة وكفريا الشيعيتين في ريف ادلب.

أربعون ألف جُلهم من الاطفال و النساء يواجهون الموت جوعا ونقصا للغذاء دون ان يجدوا ما يقتاتون به , فوفق مراسل وكالة “خطوة” الاخبارية , قد تجاوز قتلى الجوع والحصار 40 شخصاً مدنياً بينهم نساء وأطفال , كإمرأة ورجل مسن اليوم , إضافة لاكثر من خمسين حالة اغماء بشكل يومي نتيجة الجوع الشديد , و اكثر من 850 طفل رضيع حياتهم مهددة بالخطر نتيجة عدم توفر حليب الاطفال في الاسواق ناهيك عن مختلف أنواع الأمراض التي يواجهها أهل البلدة , شح كبير في المواد الغذائية و الطبية و ارتفاع اسعارها إلى حد الجنون فكيلو الارز الواحد وصل اليوم ل 110$.

و نقل مراسل خطوة تحذيرات أطلقها المعنيون في البلدة بأن أهل مضايا أمام كارثة انسانية تهدد بموت ما يصل من 5 إلى 7 بشكل يومي في الأيام القادمة بسبب سوء التغذية , في حال استمرر الحصار.

بينما تعيش مدينتي مضايا وبقين حصار مطبق منذ أكثر من ستة أشهر متتالية تفرضه قوات النظام وحزب الله اللبناني على أهالي المنطقة وتعزيزاً لذلك سعت إلى تحصين نفسها فقامت بتفجير الأبنية في محيط المدينة بالقرب من حواجزها كما زرعت أطراف مضايا وبقين بالالغام , التي أدت لمقتل 20 شاباً حاولوا الخروج بحثاً عم بعض الطعام من الاعشاب , اضافة لعشرات من حالات البتر , و أضاف محاصِروا مضايا أسلاكاً شائكة وألواح حديدية , لتزيد من صعوبة العبور خارج البلدة.

و بيَن مراسل الوكالة أن مئات العائلات لم يتناولوا اي وجبة منذ أيام و يقضون يومهم على تناول المياه المملحة و قليل من البهارات والحشائش , ونقل عن أهالي البلدة قولهم بشأن الوعود بفك الحصار ,أنها عبارة عن “جعجعة من دون طحين”.

ودفع الجوع الأهالي وسط غياب الاهتمام بهم من المنظمات الانسانية و الدولية , للقيام بالتظاهر و الاعتصام , دون جدوى , وكانت الحجة الدائمة بحصارها أنها تحتضن بداخلها إرهابيين ولن يتم فك الحصار عنها حتى يتم إخراجهم , الأمر الذي بات حجة النظام أين ما تواجد في بلد ذاق أهلها مرارة العيش بمختلف أنواعها.
و يؤكد مراسل “خطوة” أنه يوجد في مضايا عشرات الجرحى بحالات حرجة إضافة لعشرات حالات البتر , لم يتم وضع أي شخص في تنفيذ بند إخراج الجرحى من مدينة الزبداني الذي تم بالأمس , متناسين جرحى مضايا المحاصرين.

ووعد وفد الأمم المتحدة الذي أتى إلى المنطقة صباح الأمس , لاخراج اهالي الزبداني , أن إدخال المساعدات إلى بلدة مضايا سيتم يوم الأربعاء صباحاً بشكل متزامن مع دخول المساعدات إلى كفريا والفوعة تنفيذا لبنود الإتفاقية بين أحرار الشام و حليف النظام الإيراني كما يذكر انه دخلت في وقت سابق شاحنات مساعدات إنسانية برعاية الأمم المتحدة المشرفة على الأمر إلى بلدتي مضايا والزبداني كان قد وجد بها مواد مسممة متمثلة ببسكويت منتهي الصلاحية أدت إلى تعرض العديد من الاطفال للإصابة بالتسمم.

1905673707

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى